مقابلة مع الشيف البحرينيّة رؤيا صالح: رائدة وفيّة لجذورها

تعيد الشيف البحرينية رؤيا صالح، المعروفة بـ"إبنة الخليج"، تعريف تجربة النكهات البحرينيّة، وتواصل دفع حدود الطهي على الصعيدين الإقليمي والعالمي، كمؤسِّسة لمطعمَيْ Villa Mamas وDawa ولشركة "RS Management". تعرّفي على قصّة نجاح الشيف رؤيا، الشخصيّة الرئيسيّة لهذا العدد، رحلتها، إلهامها ورؤيتها.

كان الانتقال من قطاعٍ إلى آخر خطوةً كبيرةً، ولكنّ شغفي الكبير دفعني لتعريف العالم على المطبخ الخليجيّ. كان تأسيس Villa Mamas في العام 2012 الخطوة الأولى في رحلتي لنشر أطباقنا وضيافتنا لجمهورٍ أوسع. بعد نجاح Villa Mamas في البحرين، توسّعتُ إلى لندن، أبوظبي، والرياض، وأطلقتُ Dawa في البحرين أيضاً. هذا التوسّع الدوليّ كان جزءاً مهمّاً من رحلة تعريف الجميع بنكهات الخليج وقصَصِه.

لم ألتحق بمدرسة لتعليم فنون الطهي، لكنّني تعلمتُ الكثير من والديّ اللذين كانا شغوفَين بالمكوّنات الطازجة. خلال طفولتي ونشأتي، أمضيت وقتاً طويلاً معهما في الحديقة والمطبخ، ممّا أبرَزَ مهاراتي في الطهي ومنحني أساساً قويّاً ساهم في تطوير أطباقي. أمّا أفضل نصيحة تلقّيتها في ذلك الوقت، فهي أن أثقَ بحدسي وأن أبقى وفيّةً لجذوري.

أدينُ بالكثير لوالدتي. دعمها والقيم التي غرستْها في نفسي كانت أساسيّة في تحقيق نجاحي. علّمتني أهميّة العمل الجاد، الصدق والأصالة، وهذه الدروس رافقتني طوال مسيرتي.

عندما تَعلّمتُ كيفيّة إدارة مطعمٍ والتعامل مع جوانبهِ التجاريّة. لا يقتصر الأمر على الطهي فحسب؛ ففهم الجانب العمليّ التجاريّ كان أساسيّاً في نجاح Villa Mamas وDawa.

آمل أن أُلهم الجيل الجديد ليتبع شغفه ويبقى وفيّاً لنفسه. من السهل أن تنجرفي وراء الاتجاهات أو الضغوطات الخارجيّة، لكنّ العمل الأكثر إرضاءً يأتي عندما تكونينَ صادقةً وتستمتعينَ بالرحلة. احتضني كلّ فرصة وتعلّمي من كلّ تجربة، فهذا ما يصنع التأثير الحقيقيّ.

إذا نظرتُ إلى الوراء، فلن أغيّر الكثير، لأنّ كلّ تحدٍ لعب دوره في نموّي الشخصيّ. ربّما أقول لها أن تظلّ مثابرة، أن تستمرّ في التعلّم وأن تبقى مَرِنة. لكلّ تجربة قيمتها، والعزيمة كانت مفتاح نجاحي.

سأُعيشُ يومٍاً من طفولتي، مستمتعةً بتلكَ الأوقات البسيطة مع عائلتي، دون أن أغيّر أيّ شيء. سيكون من الرائع إعادة زيارة تلكَ اللحظات الخالية من الهموم والمليئة بفرحة التواجد مع أحبّائي، وهي غالباً ما تكون مصدر إلهامي في الطهي.

أنا متحمّسة لتوسيع Villa Mamas وDawa أكثر، مع خططٍ لاستكشاف مواقع ومفاهيم جديدة. أُريد أن أستمرّ في الاحتفال بالمطبخ الخليجيّ، وأن أُظهر للعالم غِناه. هدفي أن أترك إرثاً يُسلّط الضوء على تراثنا في الطهي، ويُلهم الآخرين لتقدير مطبخنا والابتكار فيه.

كَوني امرأة في هذا المجال يعني، في بعض الأحيان، مواجهة التشكيك في قدراتي ومهاراتي. مع ذلك، فقد حفّزتني هذه التحدّيات للدعوة إلى مزيدٍ من الاعتراف بقدرة المرأة ومنحها الفرص في هذا المجال. الأمر يتعلّق بكسر الحواجز ودعم النساء الأخريات لتحقيق أهدافهن.

كوني مستعدّةً لتقديم التضحيات، لأنّ مجال الطهي يتطلّب الكثير من الالتزام. قد يكون تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصيّة صعباً، لكن، إن كنتِ شغوفةً وملتزمةً، فالأمر يستحقّ العناء. حافظي على تركيزكِ، على أهدافكِ، وكوني جاهزة لمواجهة التحدّيات التي قد تطرأ.