في طفولتها، كانت Rachel K تعشق ابتكار منحوتات من مواد وأشياء مستخدمة يومياً، فتحوّل الورق المقوّى مثلاً إلى طاولات مصغّرة. شكل الفنّ جزءاً من هويّتها منذ الطفولة، فوالدها كان نحّاتاً ورسّاماً، وكان، مع والدتها، يقدّران الفن، فيصطحباها إلى المتاحف خلال أسفارهما. لاحقاً، اختارت مساراً مختلفاً وعملت في المجال المصرفيّ، إلا أنّ ذلكَ لم يزدها سوى ثقة بأنّ الفن هو شغفها... فتركت عملها منذ ذلك الحين، ولم تنظر إلى الوراء.
مقابلة مع Rachel K
1- أعمالكِ الفنيّة لا تشبه أيّة أعمال أخرى، كيف تعرّفين هويّتكِ الخاصّة؟
تتميّز هويّتي الفنيّة بمزيج غنيّ يجمع بين حنين الطفولة، الفنّ الحديث والإلتزام العميق بالإستدامة البيئيّة. الحنين لحقبتيّ الثمانينيّات والتسعينيّات النابضة بالحياة، يشكّل الجوهر العاطفيّ لعملي، فيدعو المشاهد إلى استعادة الذكريات العزيزة على قلبه. كما أنّني مؤمنة بمبدأ الإستدامة ومتمسّكة به، فأحرص على إحياء كنوزالطفولة المنسيّة وعلى المساهمة في عالم أكثر استدامة. أخيراً، دمج التكنولوجيا في أعمالي يضيف إليها بعداً معاصراً وتفاعليّاً ويأسر الناس بطرق جديدة وجذّابة.
2- كيف تدمجين التكنولوجيا في أعمالكِ وكيف تستفيدين من الذكاء الإصطناعيّ؟
يشكل الذكاء الاصطناعيّ نقطة تحوّل في الساحة الفنيّة. فهو يسهلّ الإبتكار ويساهم في توسيع إمكانات التعبير الإبداعيّ، فيما يعزّز التجربة الفنيّة الشاملة. شخصياً، أعتمد عليه بطرق متعدّدة لتعزيز الإبداع الفنيّ. استخدمه لإنشاء محاكاة ثلاثيّة الأبعاد للقطع الفنيّة المخصّصة وللمجموعات الجديدة التي أعمل عليها. تسمح هذه التكنولوجيا لزبائني برؤية القطع الفنيّة التي يرغبون بها قبل إنجازها، ويتأكّدون من أنّها تتماشى بشكل تام مع رؤيتهم.
3- ما الذي تريدين أن يثيره فنّكِ لدى الناس؟
أرغب بأن يولّد فنيّ مجموعة من المشاعر والخبرات. أن يوقظ الحنين ويحرّك الخيال، فينقل المشاهد في رحلة نحو الطفولة. أريدهم أن يشعروا بصلة مع الماضي وأن يعيدوا اكتشاف الفرح والإثارة التي ربما يكونون قد تركوها وراءهم. كما آمل بأن يخلق إحساساً بالوعي والمسؤولية تجاه البيئة.
4- ما هي الممارسات المستدامة التي تعتمدينها؟
بالدرجة الأولى أعيد استخدام الألعاب المهملة، فأنا ملتزمة بمنحها حياة ثانية، وهي تشكّل العمود الفقري للعديد من منحوتاتي. يقلّل فنّي من النفايات من خلال نهج إبداعيّ صديق للبيئة. لي زبائن يرغبون بابتكار قطع فنيّة خاصّة بلعب أطفالهم، فبدلاً من أن يتخلّصوا منها، تتحوّل إلى جزء من منازلهم، وشاهد على ذكريات الطفولة. حتى أن بعضهم يطلب ابتكار قطع فنيّة خاصّة باستخدام ألعاب كانت لهم في طفولتهم أو باستخدام أيّ قطع عزيزة على قلوبهم.
5- أعمالك الفنيّة غير تقليديّة، ما التحدّيات التي تواجهينها؟
التحدّي الأكبر هو إيجاد الأفكار المبتكرة. أسعى إلى دمج الألعاب مع القطع الفنيّة المتطوّرة تقنياً والتي تتخطى الحنين إلى الماضي وتوحي بالفخامة والرقيّ. يعتبر تحقيق التوازن بين هذه العناصر تحدّياً كبيراً يحثّني على دفع حدود الإبداع. من التحدّيات أيضاً، التركيز على ارتباط عملي بالألعاب. فأنا أقدّم قطعاً فنيّة عصريّة تمتاز بالبساطة وتحمل حنيناً إلى الماضي في تفاصيلها من دون الاعتماد على الألعاب دائماً. إظهار تعدديّة الأوجه في عملي يتطلّب مني جهداً مستمراً.
6- كيف تتغلبين على العقبات أمام قدرتكِ الإبداعيّة؟
العقبات جزء لا مفرّ منه من رحلة الفنان. لذلك طوّرت استراتيجيّات لمواجهتها بفاعليّة. عندما أجد نفسي عالقة، آخذ استراحة ذهنيّة. غالباً، يساهم ابتعادي عن مشروعي والتوجه نحو أنشطة لا علاقة لها به، أو اكتشاف محيط جديد، في تحفيز إلهامي من جديد. كما أنّ التعاون مع زملائي الفنانين علاج فاعل أيضاً. قد يؤدّي الإنخراط في حوارات إبداعيّة، مشاركة الأفكار، والبحث عن رؤى جماعيّة، إلى خلق وجهات نظر جديدة. هذا، وأحتفظ بدفتر ملاحظات أدوّن فيه الأفكار الإبداعيّة العشوائيّة، ليكون مرجعاً قيّماً لي في فترات الشلل الإبداعيّ.
7- ما القطعة الفنيّة الأقرب إلى قلبكِ؟
Golden Dream Table وهي لوحة فنيّة ثلاثيّة الأبعاد تتفجّر فيها الألعاب الذهبيّة. لها مكانة خاصّة في قلبي لأنها تمثّل بداية رحلتي في عالم الفن. لا تزال مصدر إلهام لي وأعرضها باعتزاز في منزلي.
8- من هو الفنان المفضّل لكِ؟
الفنان المعاصر Marcel Van Luit، كلّما انغمست في أعماله، أشعر بالإنتقال إلى نسخة مختلفة من الواقع. تعدّ أعماله تذكيراً دائماً لي بالإمكانات اللامحدودة للفن المعاصر وقدرته على تجاوز حدود الإدراك.
9- ما المواد المفضّلة التي تعملين بها؟
قد تختلف المواد المفضّلة لي بين فترة وأخرى. حالياً، أنجذب بشكل خاص إلى الألياف الزجاجيّة المتعدّدة الاستخدامات وذات الخصائص الفريدة التي تسمح باستكشاف أبعاد جديدة في فنّي. لكنّي دائماً منفتحة على الاختيارات الجديدة من المواد المبتكرة لأنها تتيح مجالات جديدة للتعبير الفنّي.
10- ما الوقت المفضّل من اليوم للتعبير الإبداعيّ؟
اكتشفت أنّ قدرتي الإبداعيّة تبلغ الذروة ليلاً. فيسمح هدوء الليل لذهني بالتجوّل بحريّة واكتشاف زوايا إبداعيّة جديدة. في الساعات المتأخرة يبلغ تركيزي أعلى مستوياته وتنبع الأفكار وتفيض من دون جهد زائد.
11- ما المكان المفضّل لكِ للعمل؟
حديقة منزل أهلي التي تقدّم لي مساحة هدوء أهرب إليها بعيداً عن ضوضاء الحياة اليوميّة. هناك، تحيط بي لوحات من الألوان والأشكال. كما تجلب المواسم المتغيّرة معها سمفونيّة تجتمع فيها المناظر الخلابّة والروائح العطرة، من البراعم المتفتّحة والمفعمة بالحيويّة في الربيع، إلى التدرّجات الذهبيّة في الخريف. هذه العناصر الطبيعيّة مصدر إلهام يؤثر على عناوين لوحاتي وألوانها.