تجسّد خديجة البستكي، النائب الأول لرئيس مجموعة تيكوم – حي دبي للتصميم، مثالاً للمرأة الإماراتيّة الطموحة والناجحة، وصاحبة التأثير المهمّ في قطاع ريادة الأعمال في الإمارات العربيّة المتّحدة. بفضل مهاراتها القياديّة ورغبتها الدائمة في التعلّم، استطاعت أن تساهم في تعزيز مكانة دبي كمركزٍ إبداعيٍّ عالميٍّ، مشجعةً المواهب الشّابة الجديدة. تعرّفي على قصّة نجاح خديجة البستكي، الشخصيّة الرئيسيّة لهذا العدد.
مقابلة مع رائدة الأعمال الإماراتية خديجة البستكي
1- يقولون إنّ الإبنة الكبرى غالباً ما تتمتّع بصفات القدرة على القيادة، الثقة بالنفس والدفاع عن الحقّ. فكيف لو نشأت هذه الإبنة في كنف عائلة حقّقت العديد من الإنجازات؟ كيف ساهمت هذه العوامل في رسم معالم شخصيّتكِ؟
أعتقد أنّ كوني الإبنة الكبرى في العائلة قد زرع في داخلي شعوراً عميقاً بضرورة تحمّل المسؤوليّة طوال الوقت. فإننا نتعلّم كيفيّة تمهيد الطريق أمام كلّ مَن سيأتي بعدنا وتزويده بما يلزم من دعم وتوجيه وإرشاد. وبالطبع، تعود مثل هذه المزايا اليوم بالكثير من الفائدة المباشرة على شخصيّتي. لم أكن يوماً ممّن يكتفون بالقليل سواء على الصعيد الشخصيّ أو على مستوى الفريق، فلطالما كان طموحي اللامحدود حافزاً كبيراً للمضي قُدُماً نحو تحقيق المزيد من النموّ، التعلّم والتحسّن باستمرار.
2- ما هي أبرز الصفات التي تميّز شخصيّة خديجة البستكي المرأة اليوم؟ وما هي الصفة التي نجحتِ في اكتسابها مع مرور الوقت ومن خلال الخبرة؟
لا شكّ في أنّ رغبتي الدائمة بتعلّم شيء جديد هي ما يحدّد هويّتي. تنبعُ هذه الرغبة من اهتمامي وشغفي الكبيرين بالإبداع. أضيفي إلى ذلك كلّه، أنّني أبرع في إيجاد الحلول الملائمة للمشاكل بطرق مُبتكرة، وهي إحدى المزايا الشخصيّة التي اكتسبتُها خلال مسيرتي المهنيّة، وتمكّنتُ من صقلها من خلال عملي في حي دبي للتصميم. وأشدّد هنا على أهميّة التفكير دوماً بطريقة إيجابيّة والتركيز على إيجاد الحلول عوضاً عن التركيز فقط على التحدّيات والثغرات، وبالتحديد في عالمنا الحاليّ الذي يشهد تغيّرات متسارعة وتزداد فيه المنافسة بشكلٍ ملحوظٍ.
3- إذا تسنّت لكِ فرصة العودة بالزمن إلى بداية مسيرتكِ المهنيّة، ما النصيحة التي تقدّمينها لنفسكِ في تلك المرحلة؟
عدم التردّد يوماً في التعبير عن رأيي بصراحة تامّة! فقد كنت في كثير من الأحيان من بين النساء القليلات اللواتي يتواجدن في غرفة مليئة بالرجال، وعندما يكون المرء أصغر سنّاً، قد يُشعره ذلك بالرهبة أحياناً وعدم القدرة على التعبير عن آرائه بثقة مطلقة. لقد اكتشفتُ منذ ذلك الحين أنّ صوتي مسموع ووجهة نظري صائبة. لحسن حظّي، أعيش في دولة تدعمُ المرأة وتحتضنُ مسيرة نموّها وتوفّر لها البيئة الملائمة لمشاركة آرائها مع الآخرين والتعبير عمّا يجول في خاطرها بحريّة.
4- بحكم منصبكِ الحالي وما يترافق معه من مسؤوليّات كبرى، كيف تحرصين على استعادة نشاطكِ بعد يوم طويل من العمل الشاقّ؟
أفضل طريقة للاسترخاء بالنسبة لي هي عبر تمضية الوقت مع أفراد أسرتي، فتناول وجبة العشاء معهم هي من أكبر النِعَم التي أشعرُ دوماً بالإمتنان لها. يُتيح لي ذلك فرصة التوقّف عن التفكير بكلّ ما يمكن أن يشغل بالي خارج حدود منزلي. أستمتعُ كذلك بمشاهدة البرامج التلفزيونيّة التي تضيف قيمة لحياتي أو قراءة كتاب جيّد ينقلني إلى عالم غنيّ بالقصّص والأحداث.
5- كيف توازنين بين الجانب الإداريّ، المؤسسيّ والقياديّ في حياتكِ المهنيّة والجانب الإبداعيّ، الفنيّ والاجتماعيّ؟
كلّ يوم نمضيه في حي دبي للتصميم يختلف عمّا سبقه ويتطلّب منّا تحمّل مسؤوليّات من نوعٍ مختلفٍ. فقد نستضيف في أحد الأيّام فعاليّات أسبوع دبي للموضة ونرحّب بنخبة عالميّة من المصمّمين ووسائل الإعلام والمشاهير والمؤثّرين في مجمّعنا الإبداعي الرائد. في حين قد تجدنا في يومٍ آخر نقوم بمحادثات مع منظّمات وشركات إبداعيّة عالميّة لتحفيزها على توسيع نطاق أعمالها في دبي. يكمن سرّ النجاح في القدرة على إيجاد التوازن المثاليّ من خلال تحديد مسار يومنا بمرونة عالية وفقاً لاحتياجات العمل.
6- ما هي المكافأة الأفضل التي يؤمّنها لكِ منصبكِ؟
تُعدّ شبكة علاقاتي الواسعة والغنيّة التي نجحتُ في اكتسابها على مستوى دبي وخارجها من أبرز المكافآت العديدة. أتواصل مع العديد من الأفراد، سواء كانوا من مجمّعنا الإبداعيّ، مجلس الأزياء العربي، أسبوع دبي للتصميم، اتحاد ميلانو دوريني للتصميم والرابطة الإيطاليّة لمصمّمي الديكور الداخليّ المحترفين. ساهمت هذه العلاقات في تمكيني من بلوغِ آفاقٍ جديدةٍ على صعيد الإبداع والابتكار والحفاظ على التقاليد والتعاون. إنها حتماً تجربة مليئة بالفرص والتحدّيات، حيث لا يمكن أن يمرّ يوماً كالآخر.
7- تُعدّ مواكبة الأجيال الصاعدة، تفهّم رؤيتها وتحدّث لغتها من المهارات التي يتعيّن علينا صقلها كلّ يوم. كيف تحقّقين ذلك؟
أتواصل باستمرار مع الجهات المعنيّة ضمن مجمّعنا الإبداعي الذي يضمّ نخبة من روّاد الأعمال الشباب، أصحاب المهن الحرّة والطلاب في المؤسّسات التعليميّة الرائدة، وأحرص شخصيّاً على معرفة المزيد عن طموحاتهم وتجاربهم والتحدّيات التي يواجهونها. من شأن ذلك أن يتيح لنا فرصة الإرتقاء المستمرّ بمنصّاتنا وحلولنا لتلبية احتياجاتهم بشكلٍ أفضل. في الوقت نفسه، يساهم ذلك في تمكين الجيل الصاعد من المواهب الإبداعيّة لرسم معالم اقتصاد دبي الإبداعيّ والتأثير على قطاع الإبداع العالميّ.
8- ما هي الرسالة التي ترغبين بتوجيهها إلى كلّ امرأة عربيّة بشكلٍ عام وإماراتيّة بشكل خاصّ، تطمح إلى استكشاف عالم ريادة الأعمال؟
تملك المرأة الإماراتيّة إمكانات هائلة تمكّنها من بلوغ آفاق لا حدود لها. لذلك، يتعيّن علينا كنساء أن نتحلّى بالمزيد من الثقة والجرأة، للتعبير عن آرائنا ووجهات نظرنا بصراحة تامّة. نصيحتي لكلّ امرأة طموحة أن تخطو تلكَ الخطوة الأولى بشجاعة تامّة، كي تتمكّن من تركِ بصمتها في المجال الذي تهواه، وأن تسعى وراء طموحها بكلّ ما أوتيَت من عزيمةٍ وإصرارٍ.