باريس ليست عاصمة الموضة فحسب! هذا ما يجعلها باسبور النجاح

تحت سماء باريس تولد الإبداعات ويجتمع المبتكرون من كافّة المجالات (الفنّ، الثقافة، الهندسة، الموضة، الرياضة...) لتتحوّل هذه المدينة الفرنسيّة إلى نقطة عبور يختم فيه المبدعون جواز سفرهم نحو رحلة النجاح والازدهار. من باريس انطلق المصمّمون الأكثر تأثيراً في عالم الموضة مثل Coco Chanel وChristian Dior، وإلى باريس حطّت دور عالميّة لتتّخذ منها مقرّها الرئيسيّ لإطلاق أجدد أعمالها. من باريس نثر الفنّانون والرسّامون والنحّاتون سحرهم في حياة العالم، من باريس صُدّرت أجمل الأساليب في الطرق الهندسيّة، من باريس انتشرت أطباقٌ تدلّل الحواس... من باريس أتى كلّ ما هو جميل.

• عهد الملك Louis XIV وثورة الموضة: منذ تولّيه السلطة في فرنسا باشر Louis XIV في وضع العاصمة في طليعة خريطة الموضة. خلال "ثورة الموضة" في فرنسا، قام بتأسيس العديد من شركات الأزياء، مسلّطاً الضوء على دَوْر الأزياء الفاخرة في عكس الوضع الاجتماعي للفرد. كما وقدّم أيضاً فكرة الأزياء الموسميّة، لحثّ الناس على الاستمرار في شراء ملابس جديدة بين فترة والأخرى.

• ولادة الخياطة الراقية: مع بداية القرن الـ19، أعاد المصمّم Charles Frederich Worth تعريف مشهد الموضة الفرنسيّ، من خلال خلق مفهوم الأزياء الراقية. أسّس متجره عام 1846، وقام بابتكار ملابس مخصّصة لزبائنه بحسب طلبهم ليصبح رائداً في عالم الأزياء الراقية.

• إنطلاق أسبوع الموضة الباريسيّ: بدأ أسبوع الموضة في باريس كحملةٍ لجمع التبرّعات في العام 1973 لتجديد قصر فرساي. حملت هذه الحملة عنوان The Battle of Versailles، وتواجهت فيها 5 دور أزياء فرنسيّة منها Saint Laurent، وGivenchy وDior مع 5 علامات أميركيّة بما في ذلك Oscar de la Renta، حيث وضعت الدور مجموعاتها في مواجهة بعضها البعض من أجل قضيّة نبيلة. تطوّر أسبوع الموضة في باريس من معركةٍ إلى حدثٍ عالميّ يُقام مرّتين سنويّاً.

حرّر النساء من الكورسيه واشتهر بتاصميمه الفضفاضة، مثل معطف الكيمونو. كما وقام بتنظيم أوّل جلسة تصوير أزياء لمجلّة موضة وبرهن أن تصميم الملابس فنّاً بحدّ ذاته.

كلّ خطوةٍ كانت تقوم بها في عملها، كانت بهدف تحرير المرأة. أطلقت تصاميم فضفاضة ومريحة للنساء، كما أنها قدّمت الفستان الأسود القصير.

أحدث ثورة في الموضة من خلال أسلوب "New Look" الذي أعاد تعريف الأنوثة.

كان أوّل من قدّم مبدأ الملابس الجاهزة مع التركيز على الأسلوب الأندروجينيّ.

بحسب شركة IFDAQ، فمن المتوقّع أن تتفوّق باريس على نيويورك لتصبح المدينة الأولى من حيث الأهميّة وقدرتها في مجال صناعة الأزياء العالميّة بحلول عام 2025، لتليهما مدينة لندن ومن بعدها ميلانو. يعود ذلك إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبيّ وفقدان قوّة نيويورك الاقتصاديّة. يقوم هذا المؤشّر (الحصريّ لمجلّة Vogue Business) بتقييم المدن العالميّة وفقاً لـ4 عوامل رئيسيّة: الاقتصاد العام، الأداء الاقتصادي للأزياء، القيمة السوقيّة وتأثير الصناعة.

كذلك، ما يساهم في تولّي باريس المركز العالمي للموضة، هي هيمنة المجموعتين الفرنسيّتين الكبيرتين LVMH و Kering على عالم الموضة. تُعدّ باريس من أهمّ الوجهات لكلّ عاشقات الموضة والتسوّق، ففي كلّ زاوية في شوارعها متاجر، مولات وConcept Stores تلبّي كلّ المتطلّبات والأذواق.

- أفضل وجهات للتسوّق في باريس: Avenue Montaigne وSaint-Germain-des-Prés وGaleries Lafayette وPrintemps وFaubourg Saint-Honoré وLe Marais وChamps-Élysées وLe Bon Marché.

- أفضل Concept Stores في باريس: Kith وSmallable وMontaigne Market وLeclaireur.

- علامات تجاريّة فرنسيّة شبابيّة في باريس: Drôle de Monsieur وMaison Kitsuné وRéalisation Par وCourrèges وCoperni وAMI Paris وPatou.

يقع المتحف في دار الأزياء السابقة للمصمّم Yves Saint Laurent، تُعرض فيه كلّ أعماله الأيقونيّة ويُترجم هويّة الدار المميّزة.

يعرض المتحف أعمال الدار الأيقونيّة ويدعو الزوّار للغوص في قلب العالم الخياليّ للمصمّم Christian Dior.

متحف مخصّص للفنون والأزياء، يحتلّ جناحي Rohan وMarsan في متحف Louvre، مع مجموعات دائمة ومعارض مؤقّتة.

يجمع هذا المتحف مختلف الحرف الفنيّة لدار Chanel، من التطريز، الريش والجلد. يُقيم فيه حرفيّو الدار ورش العمل والمعارض ليكون المكان المقصود من قبل جميع عشّاق عالم الموضة.

تحافظ مؤسسة Azzedine Alaïa، التي تم إنشاؤها في نفس المكان الذي عاش فيه المصمّم، على أعماله وتروّج لها، بالإضافة إلى الأعمال الفنيّة التي جمّعها طوال حياته في مجالات الفنّ والأزياء والتصميم.

مع نهاية القرن الـ19، أصبحت باريس مركزاً عالميّاً يستقطب الفنّانين من كلّ أنحاء العالم، من نحّاتين إلى موسيقيّين، رسّامين وشعراء، بالرغم من الظروف المعيشيّة دون المستوى الأمثل آنذاك. على الرغم من العقبات الاقتصاديّة، تمكّنت باريس، في تلك الفترة، من جذب جمهورٍ فنيّ واسعٍ وذلك للعديد من الأسباب:

• بعيداً عن القمع الفنيّ الذي كان قائماً في جميع أنحاء العالم، قدّمت باريس للفنّانين فرصة التواصل مع مبدعين آخرين، وفرصة التعبير عن أنفسهم بِحريّةٍ من خلال أعمالٍ عُرضت في أهمّ المعارض الشهيرة.

• شكّلت العاصمة الفرنسيّة الغنيّة بتنوّعها الفنّي، مصدر إلهامٍ أساسيّ لهؤلاء الفنّانين لتثقيف أنفسهم والاستلهام لأعمالهم.

• اعتُبرت باريس مركزاً ثقافيّاً ونقطة إنطلاقٍ للعديد من الحركات الفنيّة مثل Impressionism و Fauvisim...

• شكّل جمال هذه المنطقة، هندستها المعماريّة، مناظرها الطبيعيّة المميّزة، وشعبها مصدر إلهامٍ للفنّانين لفترة طويلة.

إلى جانب الؤسّسات الفنيّة الأيقونيّة والتاريخيّة، تتمتّع العاصمة الفرنسيّة بكثافةٍ هائلةٍ من صالات العرض الجديدة والمتاحف الخاصّة مثل Louis Vuitton Foundation. تمّ افتتاح مجموعة من المعارض الدوليّة مثل White Cube في العام 2020، Mariane Ibrahim في العام 2021، وHauser & Wirth في العام 2023. كما أطلقت Art Basil معرض +Paris في العام 2022، ممّا أدّى إلى رفع القيمة العالميّة للمدينة.

لطالما كانت باريس مركزاً للموسيقى منذ العصور الوسطى، وفي عصر الباروك، شهدت باريس ظهور ملحّنين مهمّين مثل Jean-Baptiste Lully وFrançois Couperi، اللذين قاما بتأليف موسيقى الأوبرا، الباليه والأعمال الأوركستراليّة. في القرن الـ19، شهدت باريس ازدهاراً في الإبداع الموسيقيّ وأدّى عصر Belle Époque إلى إثراء المشهد الموسيقيّ في المدينة مع ظهور وجهات السهر مثل Moulin Rouge وحفلات المقاهي. بعدها، أصبحت باريس نقطة جذب لموسيقيّي الجاز، الروك، الهيب هوب وغيرها. واليوم، لا تزال باريس مركزاً ديناميكيّاً للإبداع الموسيقي، حيث تستضيف الحفلات الموسيقيّة العالميّة، عروض الأوبرا والمهرجانات الموسيقيّة التي تجذب الجماهير من جميع أنحاء العالم.

• في العام 2017، قام Olivier Rousteing، المدير الإبداعيّ لدار Balmain بتصميم أزياء راقصات الباليه لعرض Renaissance في Paris Opera.

• أخذ المصمّم Thom Browne من دار Palais Garnier للأوبرا مقرّاً لتقديم مجموعته الأولى للخياطة الراقية لخريف وشتاء 2023-2024.

• قام Pieter Mulier المدير الإبداعيّ لدار Alaïa بتصميم أزياء الباليه لعرض Bobbie Jane Smith وOr Schraiber الأوّل في Paris Opera.

تحتلّ السينما مكانةً خاصّةً في الثقافة الفرنسيّة وفي قلوب الشعب الفرنسيّ. إنها أكثر من مجرّد ترفيه، هي وسيلة قويّة للتعبير عن الذات. تتمتّع صناعة السينما الفرنسيّة بتاريخٍ غنيٍّ وحافلٍ، يعود تاريخه إلى ولادة السينما نفسها. من الأعمال الرائدة للأخوين Lumière في أواخر القرن الـ19 إلى الحركات الطليعية في القرن الـ20، كانت السينما الفرنسيّة رائدة في تشكيل لغة السينما في جميع أنحاء العالم. من Pierre Balmain إلى Coco Chanel وChristian Dior، نثر المصمّمون الفرنسيّون سحرهم في السينما العالميّة وابتكروا تصاميم ما زالت طابعة في ذاكرتنا حتى اليوم. كذلك، لا يمكننا أن نغض النظر عن أيقونات السينما الفرنسيّة اللواتي أطلقن صيحات جمالية مثل Brigitte Bardot.

تمتاز الهندسة المعماريّة في العاصمة الفرنسيّة بهويّة جماليّة خاصّة تُعتبر مصدر إلهام للكثيرين. من برج إيفل وكاتدرائية نوتردام إلى مساكن هوسمان، تنسج مباني باريس، التي تُعدّ من أكثر المباني جاذبيّة في أوروبا، تاريخ المدينة الطويل والغنيّ. تحتوي المدينة على لمساتٍ من الهندسة المعماريّة التي تمتدّ عبر القرون، من العصور الوسطى إلى يومنا هذا، مثل أسلوب French Renaissance ،Classical Revival ،Belle Epoque ،Art Deco... والتي تنعكس في المباني، الهندسة الداخليّة والديكورات.

تشتهر باريس بكونها محطّة أساسيّة لعشّاق الطعام، حيث تقدّم مجموعة متنوّعة من الوجهات التي تلبّي جميع الأذواق وتقدّم تجربة لا مثيل لها. هي مدينة الكرواسان، الحلزون، المكارون، الأجبان، شوربة البصل... التي تضمّ مشهداً نابضاً بالحياة من خلال عدد هائلٍ من المقاهي، البيسترو، المطاعم الحائزة على نجوم ميشلان ومتاجر الحلويات. ثقافة الطعام في المدينة متجذّرة بعمقٍ في التقاليد، مع التزامٍ قويٍّ بالحفاظ على تراث الطهي مع احتضان الابتكار والإبداع.

أبرز مطاعم باريس: Fouquet’s، وL’Avenue، وLoulou، وCésar، وFerdi، وBeef Bar، وSiena.