تركيا هو بلدي المفضل، أنه بلد جميل وفي كل زاوية منه مكانٌ يستحق الزيارة. أحب الأكلات التركية، والحلويات، والمطاعم التي تعجّ بالسياح على مدار اليوم وحتى منتصف الليل، أحب طبيعة هذا البلاد الجميلة، أحب كل التفاصيل فيه لدرجة دفعتني حتى لتعلم اللغة التركيّة! لقد زرت في السابق كل من مارماريس وإسطنبول، ولكن حينها لم أكن أجيد تكلّم اللغة بعد، لذلك كانت رحلتي إلى أنطاليا مميزة للغاية! تفاجأ الناس عندما تكلمت معهم باللغة التركية، فرحوا جدّاً، ساعدوني، وحصلت حتى على الكثير من التخفيضات!
تجربتي مع السياحة في أنطاليا
كانت مدّة رحلتي إلى انطاليا 10 أيام، كنت أرغب فيها بالاستراحة من العمل، والاستمتاع بكل لحظة من لحظات الرحلة، وفي الوقت نفسه كنت أريد أن أمارس اللغة التركية مع أهل البلد لمعرفة مدى قدرتي على تكلم لغة تعلمتها حديثاً. سافرت خلال شهر أيلول 2022 وكان الطقس جميلاً جدّاً، إن كنتِ تفكرين بالسفر إلى أنطاليا فأنصحكِ بالسفر خلال شهر أيلول إذ يكون الطقس معتدل في حين يكون الجو في أشهر الصيف حار جدّاً.
في اليوم الأول وصلنا إلى فندق Best Western Plus Khan Hotel وقد اخترت هذا الفندق لأنه يقع في قلب المدينة التي تعج بالحياة ليلاً نهاراً. فور وصولي إلى مكتب الاستقبالات بدأ الموظف بالتكلم معي باللغة الإنجليزية، ولكن على الرغم من أنني أجيد تكلم الإنجليزية إلّا أنني لم أفهم عليه كثيراً لأنّ طريقة لفظه للكلمات لم تكن واضحة. فقلت له باللغة التركية: "أعرف اللغة التركية"! تفاجأ جدّاً وشعرت أنه ارتاح كثيراً لأنه يستطيع أن يتكلم براحة أكبر. سألني إن كنت أعيش في تركيا وكيف تعلمت اللغة، قلت له أنني أعيش في لبنان وقد تلقيت دروس باللغة على مدار سنتين، وأخذت شهادة من جامعة في إسطنبول. فرح جدّاً، وساعدتنا في الوصول إلى الغرفة وحمل الأمتعة، وعلى مدار إقامتي في الفندق كان كل يوم صباحاً ومساءً يلقي التحية علي مع ابتسامة عريضة على وجهه. كل شيء كان رائع ومميّز في هذا الفندق: الغرفة واسعة، الفطور غني جدّاً، إطلالة غرفتي جميلة، والمسبح كبير.
بعد الفطور قرّرنا الخروج للتجوّل سيراً على الأقدام واكتشاف المنطقة التي نقيم فيها واسمها Muratpaşa. المنطقة عبارة عن شوارع واسعة مليئة بالمحلات التجارية مثل محلات الألبسة، والأحذية والحقائب، كما تحتوي على عدد كبير من المطاعم والكافيات. المنطقة قريبة جدّاً من البحر إذ يمكنكِ الوصل إليه سيراً على الأقدام. هناك أيضاً قطار أحمر قديم يدور في شوارع المدينة، ويمكنكِ الصعود فيه للتنقل من نقطة إلى أخرى، وأثناء التجوّل وصلنا إلى شارع المظلات الجميل جدّاً والتقطنا أجمل الصور.
خلال التجوّل سيراً على الأقدام مع أمي التي كانت ترافقني في الرحلة، مرّرنا بالمدينة القديمة واسمها Kaleiçi وهي مدينة ساحليّة يعود بناؤها إلى أواخر القرن الثامن عشر، كافة الأبنية فيها أثريّة ولا يسمح ببناء أي شيء جديد فيها، بل تحافظ المدينة على تراثها. تحتوي على مطاعم، وأماكن للسهر، ومحلات تجاريّة. دخلت إلى محل لبيع الأكسسوارات، وفور دخولي قلت للبائع مساء الخير باللغة التركية، وبدأ يتحدث معي بسرعة فائقة ظناً منه أنني ابنة البلد، فقلت له باللغة التركية هل تستطيع أن تتكلم ببطء أكثر، فقال لي هل أنت أجنبيّة لقد فكرت أنكِ تركية. فأجبته أنني أعرف اللغة، ولكنني أجنبيّة. فرح كثيراً، وقال لي اختاري ما تشائين وسوف تحصلين على خصم 50٪. وبالفعل حدث ذلك! اخترت مجموعة من الاكسسوارات ودفعت نصف السعر فقط!
تحتوي المدينة أيضاً على الكثير من المعالم التراثيّة وأشهرها بوابة Üç Kapılar وهي كلمة تركية ترجمتها الحرفية "الأبواب الثلاثة"، ففي الواقع هذه البوابة كانت المدخل الرئيسي للمدينة في السابق. في نهاية اليوم الأوّل جلسنا في مطعم Telatur في المدنية القديمة، وهو مطل على البحر ويقدم ألذ أنواع المأكولات البحرية، ومن ثم عدنا إلى الفندق بعد ما أمضينا النهار بطوله ونحن نتجوّل سيراً على الأقدام ونكتشف المدينة.
في الأيام التاليّة ذهبنا في رحلات كثيرة، فزرنا الشواطئ، والشلالات، والجزر، ومدينة باموكالي التي تحتوي على ينابيع دافئة في الجبل. كان وقتنا مليء بالنشاطات الرائعة، وكنت أتكلّم مع الناس في الشوارع، والمحلات بلغتهم وحصلت على الكثير من النصائح حول أفضل الأماكن السياحية في انطاليا، وحصلت على تخفيضات، وتعرفت على أشخاص جدد، وفي إحدى الصيدليات التقينا بأشخاص يتكلمون العربية، فطلبوا مني مساعدتهم بالترجمة والتكلم مع البائعة بالتركي للاستعلام عن بعض الأمور. بالفعل، ولأوّل مرت شعرت أنني أصبحت أتكلم اللغة براحة أكبر. سوف أعرض عليكِ صور بعض الأماكن التي زرتها والتي يمكن أن تستوحي منها مخطّطاً لرحلتكِ المقبلة إلى انطاليا!