السفر هو رحلة لاسكتشاف الذات قبل أن يكون لاكتشاف وجهات جديدة. قد يخرجكِ من منطقة الراحة الخاصّة بكِ، لكن التعرّف على مدن جديدة وثقافات متنوّعة وخوض المغامرات، إنّما يعزّز تطوّر الذات ويؤدّي إلى تغيير نظرتنا للحياة ككلّ. من هنا، سأنقل لكِ تجربتي مع السفر والسياحة في الاردن.
تجربتي مع السياحة في الاردن
لأنّ المملكة الأردنية هي موطن لأقدم وأعظم الحضارات في المنطقة، لا يمكن مغادرتها بدون زيارة معالمها الأثريّة، اختبار تقاليدها المتنوّعة والغوص في كثبان صحرائها الخلّابة. بدأت الرحلة من خلال الانتقال من سيّارة مكيّفة إلى شاحنة مكشوفة، لعيش تجربة فريدة في وادي رم وبالتحديد في مخيّم Memories Aicha Luxury Camp. لن أنكر شعور الذعر الذي انتابني منذ اللّحظة الأولى، لأنّني كنت سأنام بمفردي في خيمة من القماش وسط صحراء غامضة. ازداد الوضع تأزّماً، عندما اختفى جميع من كان معي في رحلة العمل هذه، لأدرك بعدها أنّهم توجّهوا إلى نقطة على بعد أمتار لمشاهدة النجوم. هنا كان الخوف الحقيقيّ! لحقت بهم بمساعدة أحد العاملين في المخيّم، وكان الأمر يستحقّ العناء، إذْ إنّ مشهد النجوم كان خياليّاً! وكأنّني على بعد أمتار من الفلك. لكي أتغلّب على حالة الرعب التي أعيشها، وجدّت آليّة دفاعيّة عبر الانخراط ضمن مجموعة أشخاص لا أعرفهم، حتى أنّني تقاسمت غرفتي مع إحداهنْ. باختصار قد يخبّئ الخوف في بعض الأحيان تجارب ممتعة وغير متوقّعة، كالتقرّب من أشخاص يدخلون حياتنا بدون سابق إنذار.