وسط جو مقدّس، قدمت المديرة الإبداعية لدار ديور Maria Grazia Chiuri مجموعتها لربيع 2021 في اليوم الأول من أسبوع الموضة الباريسي في حديقة Jardins des Tuileries. اتّخذت منصة العرض شكل كاتدرائية، حيث تمت إضاءة صناديق على شكل نوافذ ملونة من تنفيذ الفنانة البصرية Lucia Marcucci التي تطالب بالمساواة مع الرجل والتحرير لجميع النساء. في هذا الإطار، تزيّنت النوافذ بالشِعر المرئي: تقنية تشتهر بها الفنانة الإيطالية وهو عبارة عن دمج الصور الموجودة على وسائل الإعلام والإعلان مع نصوص على شكل رسومات. كل من الشعارات، الرموز، الصور والألوان أتت بالأسود والأحمر للتأكيد على المآسي التي تؤثر على عالمنا. قبل البدء بالعرض، نقلتنا ماريا غرازيا شيوري إلى عالم آخر من خلال تقديم فيديو يجسّد عملية الإبتكار والتواصل في أوقات الثورة والحرية. كما واستمدت الوحي من النساء في منازلهن واللواتي سواء كن شاعرات أو مثقفات، يضفن بعض المعاني إلى الحياة.
من هنا وفي ظل جائحة كورونا التي نعيشها، أتت مجموعة ديور Dior لربيع 2021، بأسلوب يتماشى مع حياتنا الجديدة، التحولات الإجتماعية وردة فعلنا على الأحداث الحالية. تجسد موضوعها من خلال الإطلالات الأنيقة المستوحاة من إرث الدار، لكن التي أعادت المديرة الإبداعية تقديمها بطرق مختلفة تتناسب مع أسلوب الحياة الحالي.
سيطرت الألوان الهادئة والحيادية على معظم الإطلالات التي برزت في أوّل العرض وكانت لتدرّجات البرغندي والأخضر حصة في الإطلالات الأخيرة. طغت الأقمشة التي من الممكن اعتمادها في أية إطلالة ومناسبة مثل الجينز، البوبلين والقطن بالإضافة إلى الحرير والدانتيل. أعيد ابتكار قميص الرجال، أحد العناصر الرئيسية بالنسبة للمصممة ولفتنا بروزه كتونيك أو كفستان. كما وزيّنت طبعة البايزلي الفساتين، التنانير، والسترات: تارةً أتت هذه الطبعة بشكلها الكلاسيكي، تارةً بطريقة غير اعتيادية وتارةً امتزجت بنقشة الزهور بأسلوب الترقيع. أتى هذا الأخير للحصول على تأثير ملصقات الـCollage الرومانسي، وهو أسلوب يفسح المجال أمام المخيلة للإنطلاق نحو آفاق لا حدود لها. هذا وزيّنت نقشة الـTie-Dye تصاميم الجينز بطريقة مميزة.
لفتتنا قصّات السترات التي يتم تسكيرها بواسطة الشرائط أو الأحزمة، التنانير المتنوعة، والقمصان الكلاسيكية. كذلك استحوذت على انتباهنا الفساتين الطويلة التي أتت شبيهة بالعبايا في قصتها والقفاطين التي تعددت ألوانها ونقشاتها، بالإضافة إلى حرفية الدار التي تجلّت في تصاميم الكروشيه. من جهة أخرى، كان لإطلالة الـNew Look الأيقونية وهي ستايل اشتهرت به دار ديور، حصّة في هذه المجموعة لكنّها برزت بشكلها غير التقليدي، أي بأسلوب عملي أكثر، حيث تحولت سترة Bar إلى جاكيت قدمها Christian Dior في مجموعته لموسم خريف وشتاء 1957 والتي تمّ تصميمها آنذاك لليابان. أمّا الفساتين الشفافة، الشورت القصير جداً والبلايز الشبيهة بحمالات الصدر، فأتت للتأكيد على قوة المرأة وأناقتها في المجتمع.
بالنسبة للأكسسورات، برز الباند الذي اتّخذ شكل التوربان وتزيّنت اللوكات بالقلائد الطويلة، الأقراط غير المتناسقة والأحزمة الرفيعة. كذلك، لفتتنا الحقائب التي تعددت بأشكالها وأتت جميعها مطرّزة أو مطبعة. أمّا الأحذية، فتنوّعت تارةً بين صنادل بشرائط على شكل حبل وطوراً أحذية شبكية.