بفضل وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعيّ، نسمع كل يوم بعلامة تجاريّة جديدة، ونتعرّف على أسماء صاعدة لمصمّمات أزياء ورائدات أعمال محلّياً ودولياً. بينما تستحقّ جميع النساء المبدعات التقدير، من المهمّ أيضاً تسليط الضوء على النساء العربيات اللواتي يبدعن في مجال الموضة، يفتخرن بهويتهنّ العربيّة، يحملن على أكتافهنّ مسؤولية تمكين النساء، دعم قضايا اجتماعيّة، ابتكار مشاريع جديدة من نوعها، تحمل قيماً تخدم المجتمع وتحتضن ثقافتهم وتفتح الآفاق للعالم العربيّ.
1- مقابلة خاصة مع يارا طلاس، مؤسسة دار مجوهرات uSfuur
أسست المصممة Yara Tlass علامة المجوهرات uSfuur وتعمل بالشراكة مع المنظمة الوطنية الخيرية Watanili، بحيث تذهب نسبة من كل عملية بيع إلى دعم المجتمعات السورية النازحة.
لماذا اخترتِ "uSfuur" كاسم لعلامتكِ التجاريّة؟
uSfuur تعني عصفور في اللّغة العربيّة، وهو رمز للحرّية والأمل. اخترت هذا الاسم لأنّني أردت أن تعكس علامتي جوهر الطيران، الشعور بالقوّة، السلام وحريّة الحركة. تماماً كالعصفور، تهدف العلامة إلى تخطّي الحدود والمناطق الجغرافيّة للتواصل فيما بيننا، متجاوزين اختلافاتنا للاستمتاع بأبسط ملذّات الحياة التي هي أعظمها.
كيف تساهم uSfuur في إحداث تأثير اجتماعيّ؟
تساهم uSfuur في إحداث تأثير اجتماعي من خلال دعم المبادرات التي تساعد الأطفال اللّاجئين النازحين والمجتمعات المحلّية المحتاجة، لمنحهم إمكانية التعلّم والمرح لإحداث فرق إيجابيّ. تدعم العلامة التجاريّة التغيير الإيجابيّ في المنطقة وتشارك بمختلف المجالات والنشاطات التي تدعم قضيّة اللّاجئين.
كيف تدمجين الثقافة العربيّة في علامتكِ التجاريّة؟
لطالما شكّلت الثقافة العربية جزءاً من هويّتنا، بالرغم من أنّها لا تظهر في التصاميم. تعكس العلامة إخلاصها للعالم العربي من خلال التزامها بدعم المبادرات المختلفة في مجالات الفنون، الثقافة، التعليم والمشاريع الاجتماعيّة. نعتقد أنّ هذه الركائز الأساسية الضرورية لبناء مستقبل وقادة عرب أفضل.
ما هي الرسالة التي تريدين توجيهها إلى العالم من خلال تصاميمكِ؟
نهتم في جعل العالم مكاناً أفضل وأجمل قليلاً ممّا وجدناه.
ما هي أكثر لحظة افتخرتِ بها في حياتكِ المهنيّة حتى الآن؟
أكثر شعور مرضٍ بالنسبة لي، الرسائل التي نتلقّاها من عملائنا بعد أن يحصلوا على قطعهم. رؤية تصاميمنا على النساء اللّواتي يعتمدنها مراراً وتكراراً، هي لحظة لا تقدّر بثمن بالنسبة لي.
برأيكِ، ما الذي يبحث عنه الزبائن في القطع بعيداً عن التصميم الجيّد؟
أعتقد أن االسيدة من زبائننا تبحث اليوم عن المعنى والهدف في التصميم. ما يجعل العلامة مميّزة عن غيرها، هو القيم الأساسيّة المبنيّة عليها، قصّتها الفريدة والرسالة التي تدافع عنها من خلال إبداعاتها.
ما هي الخطوة القادمة لـuSfuur؟
النموّ المستمرّ والتوسّع عبر الإنترنت وخارجه، لكن أوّلاً وقبل كلّ شيء، تسعى العلامة إلى الاستمرار في خدمة عملائها والمجتمع، وتقديم التصاميم التي يحبّونها والتي يمكنهم اعتمادها بكلّ فخر. تسعى العلامة التجاريّة أيضاً إلى مواصلة دعم التغيير الاجتماعي في المنطقة.
2- مقابلة خاصة مع جانيت حبشي، مؤسسة علامة Darzah
أطلقت Janette Habshi علامة Darzah في عام 2018 وتهدف إلى تحسين حياة النساء المهمشات في فلسطين مع الحفاظ على تقنية التطريز القديمة التي تنتقل من جيل إلى جيل.
ما الذي شجّعكِ على تأسيس Darzah؟
هو ثاني مشروع أنشأناه لتمكين المرأة تحت اسم المنظّمة الاجتماعيّة Child’s Cup Full التي بدأت فكرتها عندما ساعدت طلّابي الجامعيّين في جمع التبرّعات لصالح برامج التعليم الشعبيّة للأطفال اللّاجئين في الضفّة الغربيّة. أثناء وجودنا هناك، سألتني مجموعة من الأمّهات عن حلّ لصراعهنّ الاقتصاديّ، وطلبن منّي مساعدتهنّ في العثور على عمل. في هذا الإطار، ولأنّ الاقتصاد المحليّ لا يوفّر أعمالاً ملائمة للنساء، وجدت أنّ الحلّ الوحيد خلق فرص عمل لهؤلاء الأمّهات، وبالتالي، تمّ إنشاء Child’s Cup Full. دعمني مجتمعي الأكاديميّ في جامعة Oklahoma وشجّعوني على التغلّب على افتقاري للمعرفة التجاريّة من خلال إكمال فصل دراسيّ في إدارة الأعمال.
مع معرفتي ومهاراتي الجديدة، بدأت في تطوير علامة تجاريّة، مستخدمةً خلفيّتي في علم النفس التربويّ، وأطلقت عليها اسم Zeki Learning. كلتا العلامتان توظّفان نساء من الزبابدة والمناطق المجاورة لها، حيث تكون فرص العمل نادرة فيها. عندما بدأت الأخبار تنتشر حول Child’s Cup Full والوظائف التي توفّرها، انضمّت المزيد من النساء إلى المنظّمة. في هذا الإطار، من أجل دعم وتمكين المزيد من النساء، قرّرت إنشاء علامة تجاريّة ثانية، وهي Darzah. استلهاماً من التطريز السائد في المنطقة، أنشأنا هذه العلامة الأخلاقيّة التي تصنع منتجات فلسطينيّة أصليّة مصنوعة يدويّاً. منذ ذلك الحين، نمت علاماتنا التجاريّة لتشمل ستة من الحرفيّات بدوام كامل و 22 حرفيّة بدوام جزئيّ. كلما توسّعنا، زادت قدرتنا على تمكين النساء أكثر.
لماذا اخترتِ "Darzah" كاسم لعلامتكِ التجاريّة؟
Darzah تعني "غرزة" في اللّغة العربيّة. تتضمّن جميع تصاميمنا التطريز، وهو فنّ تقليديّ، توارثته النساء عبر قرون، لذلك فإنّ اسم العلامة يعكس هويّتنا. لأنّ هدفنا الاحتفال بجمال التطريز، اخترنا Darzah ككلمة يسهل نطقها من قبل الجميع.
كيف تساهم Darzah في إحداث تأثير اجتماعيّ؟
مع كلّ قرار نتّخذه، نضع مهمّتنا الأساسيّة في عين الاعتبار. تساهم كلّ عمليّة شراء يتمّ إجراؤها في الأجور المعيشيّة الممنوحة لحرفيّاتنا البالغ عددهنّ 26 امرأة، فكلّ عملية شراء هي مخصّصة لتكريم الـ17000 ساعة عمل التي تكرّسها الحرفيّات لدينا لإنشاء منتجات مصنوعة يدويّاً كلّ عام.
كيف تدمجين الثقافة العربيّة في علامتكِ التجاريّة؟
الثقافة الفلسطينية هي جزء من الثقافة العربيّة، فنحن نتشارك اللّغة، الطعام، المعتقدات والثقافة. علامتنا التجاريّة لا تروق للفلسطينيّين فقط، ولكن للمجتمع العربيّ أجمع وللأشخاص الذين لديهم اهتمام بالعالم العربيّ والشرق الأوسط. من أكثر أشكال التطريز التي نستخدمها في تصاميمنا، تسمّى "الطريق إلى مصر"، وهذا الأمر يوضح ارتباط فلسطين بالدول العربيّة الأخرى. أشكال الزخرفة الشائعة في الشمال متأثّرة بلبنان وسوريا، لهذا السبب، من السهل رؤية الثقافة العربيّة في تصاميمنا. من الجدير ذكره، أنّ العديد من المجتمعات العربيّة تعشق التطريز الفلسطينيّ وتدخله في تزيين منازلها.
بالنسبة لكِ، لماذا من المهمّ الحفاظ على التطريز الفلسطينيّ وتحديثه؟
قد تستغرق الملابس التي تتّسم بالتطريز التقليديّ شهوراً عدّة حتى تكتمل. لم تعد تعتبر أساسيّة اليوم، لذا نسعى إلى جعل التطريز جزءاً من الحياة اليوميّة، فلجأنا إلى تحديثه وقدّمناه في مجموعة من الأحذية، الحقائب، الوسائد والمآزر. بهذه الطريقة، يمكن للجميع العثور على تصميم مطرّز يتماشى مع ذوقهم الشخصيّ وأسلوب حياتهم.
ما هي أكثر لحظة افتخرتِ بها في حياتكِ المهنيّة حتى الآن؟
حقّقنا العديد من الإنجازات ونأمل أن نحقّق المزيد في السنوات القادمة. أوّلاً وقبل كلّ شيء، نحن معجبون بموهبة الحرفيّات لدينا، فخورون أيضاً بشراكتنا مع برنامج Meyer Business on the Frontlines التابع لجامعة Notre Dame والذي يواصل تقديم أبحاث متعمّقة واستراتيجيّة لتعزيز أعمالنا ورسالتنا. هذا العام، قمنا أيضاً بضمّ العديد من المتدرّبين الذين يؤمنون بمهمّتنا إلى فريقنا لمساعدتنا.
3- مقابلة خاصة مع د. ريم المتولي، مؤسسة مبادرة The Zay Initiative
يعتبر The Zay Initiative أول أرشيف لتاريخ الموضة في الشرق الأوسط، فهو بمثابة متحف رقمي يعرض أكثر من 1500 قطعة من الملابس التقليدية من مختلف البلدان من الشرق الأوسط، هدفه حماية التراث المهدد بخطر الزوال.
ما أهميّة الحفاظ على التراث الثقافيّ للزيّ العربي التاريخي، ما الهدف الرئيسيّ من مبادرة The Zay Initiative؟
الملابس والأكسسوارات وسيلة بصريّة وفنيّة، يمكنها فتح المحادثات وجذب الأفراد من مختلف الأجناس، الفئات العمرية والطبقات الاجتماعيّة لبناء جسور ثقافيّة لإنسانيتنا المشتركة. المستقبل مبنيّ على الماضي، وهناك سبب وجيه لرواج الموضة الفينتاج ، فهي تشكّل جذورنا، تمنحنا أساساً للبناء عليه، وتوجّهنا إلى الحاضر والمستقبل. نهدف من خلال مبادرتنا إلى حماية التراث المعرّض للخطر، فنحو 10% من مجموعتنا مأخوذة من اليمن، سوريا والعراق... البلدان التي أعلنت منظمة UNESCO أنّ تراثها في خطر. كذلك، الخياطة والتطريز التقليديّ في المنطقة العربيّة معرّضان لخطر الزوال، ممّا يحفّزنا أكثر فأكثر على تجميع الملابس العربيّة والإسلاميّة والحفاظ عليها. حاليّاً، نحن الوحيدون الذين نقوم بهذا العمل.
ما هي المعلومات التي يمكن أن يكتسبها الأشخاص من مبادرة The Zay Initiative والتي لا يمكن العثور عليها بسهولة على الإنترنت؟
توثيق تراث الزيّ العربي على الإنترنت نادر جدّاً. نهدف في هذه المبادرة إلى تقديم رؤية فريدة ومركز أبحاث حول الزيّ العربي والأكسسوارات باللّغتين العربية والإنجليزية. يتيح موقعنا الإلكترونيّ والأرشيف إلى كلّ شخص الوصول إلى تراث الملابس العربيّة. نحن لا نجمع القطع الأثريّة فحسب، بل نجمع أيضاً القصص، الحكايات وتجارب الحياة الواقعيّة لأولئك الذين صنعوا أو ارتدوا هذه التصاميم. نصنع شكلاً من أشكال خزانة الذاكرة، حيث ندعو الجميع للمساهمة في نشر ذكرى أحبّائهم وتراث عائلاتهم. منصّتنا تتيح للجميع فرصة التعرّف على الموضة والاتّجاهات الثقافية في العالم العربيّ عبر العصور، وكل ذلك على منصّة رقميّة واحدة. إضافة إلى ذلك، نبني قاموساً رقميّاً أو معجماً للمصطلحات العربيّة المتعلّقة بالملابس والأكسسوارات لمساعدة الناس على فهم جذور، معاني وتنوّع مصطلحات الملابس الموجودة عبر العصور. سيكون هذا أكبر معجم لمصطلحات الملابس العربيّة يتمّ نشره منذ عام 1845. بهذه الطريقة، نسهّل دراسة تفاصيل الملابس والمجوهرات عن قرب، وبكبسة زرّ واحدة لتمكين الطلّاب والمصمّمين من اتّخاذ قرارات في تصاميمهم مبنيّة على معلومات صحيحة. قائمة مقالاتنا وأبحاثنا في تزايد مستمرّ بفضل الخبراء المساهمين. من خلال دليلنا، نخلق الفرصة للأشخاص من أجل استكشاف معلومات جديدة والتواصل مع من يشبههم في التفكير. بالإضافة إلى ذلك، نلتقي بعدد كبير من الخبراء، المؤلّفين، الفنّانين والمصمّمين من خلال ندواتنا على الإنترنت التي تُعقد كلّ شهرين لبناء مكتبة من المقابلات الرقميّة والبودكاست المتاحة لمجتمعنا المتنامي.
ما هو الجانب الأكثر صعوبة في الحصول على هذه الملابس التاريخيّة؟
بعض البلدان في العالم العربيّ دمّرتها الحرب، وبالتالي فإنّ محاولة الحصول على ملابس من سوريا واليمن، على سبيل المثال، مهمّة صعبة للغاية، حتى أنّها أصبحت نادرة جدّاً. في حين أنّ مفهوم التبرّع راسخ في جميع المجالات، إلّا أنّ خلق ثقافة ترتكز على العطاء من أجل المحافظة على التراث، لا يزال يعتبر تحدّياً بالنسبة لنا. نحن نعمل بجد في غرس عادات جديدة بينما نقوم بجمع الملابس التراثيّة، المحافظة عليها وتوثيقها. هذه المهمّة مرهقة للغاية وتستغرق وقتاً طويلاً.
برأيكِ ما هو سبب انتشار العمل الحرفيّ العربيّ والإقبال عليه؟
يعتبر الوطن العربيّ مهد الحضارة، فهو يحمل تاريخاً قديماً، من المعرفة والحكمة الفنيّة، العلميّة والثقافية. من جهة أخرى، لطالما كان العالم العربي يحمل بعض الغموض بالنسبة للأجانب، بالإضافة إلى ذلك، لم يدرك العرب إلّا مؤخّراً قيمة ثقافتهم التي أخذت تتلاشى بسرعة وأهميّة الحفاظ على التراث غير الملموس وتوثيقه، مثل الموضة، الأدب، الطعام والموسيقى. بالرغم من أنّ السفر ممنوع حاليّاً، إلّا أن سهولة الوصول إلى الإنترنت وارتفاع عدد وسائل التواصل الاجتماعيّ والمنصّات التي تتيح عقد الاجتماعات افتراضيّاً قد ساهمت جميعها في جعل العالم أصغر، وتقريب الثقافات فيما بينها.
العديد من مصمّمي الأزياء العرب تركوا بصمة مميّزة عالميّاً. تصاميم من تفضلين أكثر وترغبين في إضافتها إلى مجموعة الأرشيف الخاصّة بكِ؟
يعتبر كلّ من Elie Saab وZuhair Murad وReem Acra من أكثر الأسماء شهرة اليوم في صناعة الأزياء العالميّة. لقد غيّروا وجه الموضة الراقية وأصبحت علاماتهم من الدور المفضّلة للعديد من المشاهير والأيقونات العالميّات. نناشد برامج المسؤوليّة الاجتماعيّة للشركات الخاصّة بهم للمساعدة في دعم قضيّتنا لإلهام المصمّمين الشباب المضيّ في هذا الطريق. بالإضافة إلى ذلك، نتطلّع باستمرار إلى التعاون ودعم العلامات التجاريّة التي تتوافق مع مهمّتنا. على سبيل المثال،Bokja علامة تجارية تدعم مبادرتنا، ولطالما كانت رائدة في إحياء طرق استخدام النسيج وإعادة تقديمها بطرق معاصرة. وراء كلّ تصميم من Bokja فريق مكوّن من 35 شخصاً من 10 دول مختلفة، مثل العراق، سوريا، مصر ولبنان. Sarah’s Bag دار ومؤسّسة اجتماعيّة لبنانيّة أخرى تصنع حقائب وأكسسوارات فاخرة يدويّاً، وتهدف إلى تمكين النساء اللّواتي يصنعنها واللّواتي يعتمدنها. علامة Suzy Tamimi التي تحارب من أجل الحريّة، علامة فلسطينية تحافظ على ثقافتها من خلال التطريز. مهاجرات فلسطينيّات يصنعن مجموعاتها التي تتألّف من ملابس رياضيّة، بدلات وفساتين عمليّة ومزخرفة بأقمشة فلسطينيّة مختلفة.
لقد شاركتِ في المشهد الفنيّ والثقافيّ لأكثر من 30 عاماً. كيف تطوّر عالم الموضة والتصميم منذ أن بدأتِ؟
يشهد عالم تصميم الأزياء في الدول العربيّة الكثير من النجاح والإنجازات، فمنطقة الشرق الأوسط تتّبع آخر صيحات الموضة بشكل مستمرّ. في هذا الإطار، أصبحت منطقة الخليج الآن مركزاً للمصمّمين الناشئين. من جهة أخرى، ينضم العديد من النساء إلى القوى العاملة المهنيّة، ومع زيادة دخلهنّ، أصبحن قوّة أساسيّة في المجتمع. كذلك، طوّر المتسوّقون في المنطقة ذوقاً خاصّاً تجاه الملابس المحافظة والعلامات التجاريّة المحلّية التي تعكس ثقافتهم وتلبّي متطلّباتهم الاجتماعيّة، الفرديّة والشخصيّة. تأتي The Zay Inititiative بمثابة بوّابة حيويّة لمساعدة المصمّمين الشباب على فهم تاريخهم، حيث تقدّم أزياء من منظور إقليمي، بدلاً من منظور غربيّ بحت.
إذا كنتِ ستستضيفين شخصيّة تاريخيّة من عالم الموضة في إحدى ندواتك، من تختارين؟
هذا هو الوقت المناسب للإشارة إلى أنّ The Zay Initiative تفتخر بجذب شخصيّات بارزة في هذا المجال، مثل Widad Kawar المعروفة بمجموعتها الواسعة من الفساتين الفلسطينيّة، Shahira Mehrez من مصر، Dr. Layla Al Bassam من المملكة العربيّة السعوديّة، Dr. Gillan Vogelsang Eastwood مديرة مركز أبحاث النسيج في هولندا وغيرهنّ الكثير. بالعودة إلى السؤال، تخطر في بالي شخصيّتان، Romain de Tirtoff فنّان ومصمّم فرنسيّ- روسيّ عرف باسم Erté. تطرّق في إبداعاته إلى العديد من المجالات، بما في ذلك الأزياء، المجوهرات، فنون الجرافيك، تصميم الملابس والمواقع للأفلام، المسارح والأوبرا. شخصيّاً، أجد أنّ عمله مستلهم كثيراً من الثقافات العربيّة والإسلاميّة. أمّا الشخصيّة الثانية، فهي Yves Saint Laurent الذي ولد في وهران/الجزائر ودرس الموضة هناك. أعماله مستوحاة من ثقافة اللّباس العربيّ، خاصّة شمال أفريقيا التي تُرجمت في اختياره للألوان وأسلوبه بالمجمل، وهنالك متحف في مراكش مكرّس لأعماله.
ما هي أقدم قطعة في مجموعتكِ؟
مجموعة The Zay Initiative لا تزال صغيرة جدّاً، إذْ تمّ إنشاؤها في العام 2018، وتزداد يوماً بعد يوم مع 1500 قطعة حتى الآن. تضمّ المجموعة، 600 قطعة من الإمارات العربيّة، نفتخر بامتلاكها، كما تمكّنا من الحصول على 80 قطعة، تمّ إنقاذها من اليمن بالإضافة إلى الثوب السوريّ المعروف باسم "إزار" الذي يعود إلى حواليّ سنة 1920، ارتدته النساء المسلمات، المسيحيّات واليهوديّات، وتم تحديد لون لكلّ ديانة. أرجو أن تحرّك هذه المعلومات حسّ الفضول لدى القرّاء للاطلاع على معلومات أوسع على موقعنا الإلكتروني.
4- مقابلة خاصة مع تمارا ابو خضرا، مؤسسة متجر Homegrown Market
المؤسّسة والمديرة العامّة لـHomegrown Market، المساحة التي تمنح المبدعين والمصممين فرصة عرض منتجاتهم وبيعها دون الحاجة إلى تنظيم وتحمّل التكاليف الكبيرة لامتلاك متجر خاص بهم.
تعتبرين Homegrown Market أكثر من مجرّد متجر تقليديّ، بل مجتمع إبداعيّ أيضاً، هل يمكنكِ توضيح هذا المفهوم؟
على الرغم من أنّ Homegrown Market يضمّ عناصر المتجر التقليديّ نفسها، إلّا أنّه يقدّم أكثر من ذلك بكثير. إنّه منصّة للمواهب الإبداعيّة المحليّة والإقليميّة، تتيح لهم عرض منتجاتهم، التواصل، تقدير عمل بعضهم البعض، وحتى التعاون فيما بينهم.
تمّ إطلاق Homegrown Market في العام 2014 مع 12 علامة تجاريّة، والآن يضمّ أكثر من 150 علامة. ما المعايير التي تعتمدينها لاختيار العلامات؟
نحاول دائماً اختيار العلامات التجاريّة ذات المفهوم والهويّة التجاريّة القويّة والتي تقدّم تصاميم فريدة من نوعها ذات جودة عالية. كان هذا الأمر صعباً منذ 7 سنوات، إذْ كان علينا أن نستكشف هذه العلامات بأنفسنا حينها من خلال انستقرام أو المعارض. أمّا اليوم، الأمر أسهل بكثير، فنجد كلّ ما نريده عبر الإنترنت.
لماذا اخترتِ جدّة كمقرّ لمتجركِ؟
في الواقع لم يكن خياراً محسوباً. كان لدى صديقتي طابق فارغ في متجرها الحاليّ المكوّن من ثلاثة طوابق، وكان Homegrown Market مشروعاً تجريبيّاً، ولحسن الحظّ، أثبت نجاحه. بعد ذلك، اضطررنا إلى الانتقال إلى مساحة أكبر بسبب ارتفاع عدد المصمّمين الذين يريدون الانضمام إلى متجرنا. فكّرت بالانتقال إلى دبي، إلّا أنّني عدلت عن الأمر، واخترت البقاء في جدّة، حيث أقيم وحيث شعرت بالتوازن المثاليّ بين العلامات التجاريّة، العملاء والمجتمع الداعم.
بأيّ طريقة تعتقدين أنّ Homegrown Market يجسّد تراثكِ السعوديّ؟
المملكة العربيّة السعوديّة غنيّة بتراثها، ثقافتها وتاريخها الذي يتضمّن أجيالاً من المهارات الحرفيّة التي تتطوّر دائماً من خلال المصمّمين والحرفيّين الموهوبين الذين يحافظون عليها وتشكّل مصدر إلهام لهم. فهم يلجأون إلى القصّات التقليديّة، الأقمشة الفينتاج وتقنيّات التطريز الخاصّة، مثل Sadu، يقومون بعد ذلك بصنع قطع جديدة تناسب نمط الحياة العصريّة. في متجرنا، نرغب في الحفاظ على تراثنا، تنمية مواهبنا الناشئة وتعزيزها، لمشاركتها مع العالم.
ماذا تريدين أن يعرف العالم عن المصمّمين والحرفيّين العرب؟
المصمّمون والحرفيّون العرب موهوبون ومبدعون للغاية، وخلافاً للاعتقادات السائدة، فإن العباية السوداء لا علاقة لها بالتراث السعوديّ والزيّ التقليديّ. في الواقع، السعوديّة ثقافة غنيّة جدّاً بالتطريز الفاخر والنقوش الملوّنة، إذْ يمكنكِ أن تخطئي بينها وبين تلك المستخدمة لدى دار Kenzo أو دار Paco Rabanne. مع وجود الكثير من الإلهام، يتّضح أنّ الإبداع، اللّون والحيويّة متأصّلة في الأزياء والهويّة السعوديّة، ومن الممكن أن نراها في العديد من القطع الموجودة في متجرنا.
أعداد رائدات الأعمال في المنطقة في ازدياد. ما النصيحة التي تقدّمينها لهنْ؟
ابحثي عن شغفكِ وحوّليه إلى مشروع عمل، بالإضافة إلى ذلك، قومي بالبحث، وطوّري خطّة عملكِ. لا تقومي أبداً بنسخ فكرة شخص آخر أو تقليدها، بل تأكّدي من أنّ فكرتكِ فريدة. هذا هو سرّ النجاح.