كان يا ما كان، قبل عصر Gigi Hadid، Kendall Jenner،Cara Delevingne وغيرهنْ، وقبل عصر الإنستقرام، نساءٌ، بفضل جهودهنْ، سحرهنّ واحترافهنْ، أصبح لمهنة عرض الأزياء وجود وقيمة! ما بين الخمسينيّات والتسعينيّات، سطع بريقهنّ وانتشرن في الإعلانات، على منصّات العروض وعلى جدران غرف ملايين المعجبين. قد تبدو مهنة عرض الأزياء الأسهل في العالم، لكنّها في الواقع، تتطلّب أكثر من مجرّد وجه جميل وجسم ممشوق، فالأهمّ هو الحفاظ على هذه الميزات، كحرمان النفس من أشهى المأكولات ووداع الحياة الشخصيّة. لأنّنا نحترم هذه المهنة، اخترنا عارضة الأزياء البرازيليّة Ana Beatriz Barros لتكون نجمة عدد ديسمبر للعام 2016، ولأنّنا نقدّر عارضات أزياء الحقبات الجميلة المنصرمة، قرّرنا تكريمهنّ في هذا التحقيق.
Suzy Parker: الأولى!
هي من أولى النساء اللّواتي امتهنّ رسميّاً عرض الأزياء. بدأت مسيرتها منذ عمر الـ17 في عاصمة الموضة باريس خلال حقبة الخمسينيّات، وكان من السهل أن تفوز في أيّة منافسة، بفضل قامتها الطويلة، جسمها المثاليّ وعظمتيّ الخدّين البارزتين اللّتين اشتهرت بهما. طال تأثيرها عالم الموضة، السينما والفنّ، فاعتبرتها Coco Chanel ملهمتها، وقال عنها Christian Dior: "هي أجمل امرأة في العالم"، حتى أنّ فرقة The Beatles كتبت أغنية تحمل اسمها.
Jean Shrimpton: طاقة لا تقاوم
بعد أن اكتشفها المصوّر David Bailey، غاصت الجميلة البريطانيّة في عالم عرض الأزياء في عصرٍ فرض قواعد قاسية تحدّ حريّة المرأة. ارتبط اسمها بالثورة الفنيّة العصريّة التي غزت لندن خلال الستينيّات وكانت مثال المرأة المتحرّرة، فانصبّ كلّ التركيز عليها، زادت شهرتها وباتت تتقاضى أعلى الأجور. كانت كالدينامو أمام الكاميرات، تولّد طاقة ساحرة، وبالرغم من ملامحها الطفوليّة، كانت تتمتّع بجرأة خجولة فريدة من نوعها. أُطلق عليها لقب The Shrimp، اشتهرت بحاجبيها المقوّسين وبعينيها الواسعتين، وساهمت بانتشار صيحة الغرّة والترويج للتنّورة القصيرة، أو Mini Skirt. شكراً لكِ Jean Shrimpton!
Naomi Campbell: المرأة الحديديّة!
قمت باختبار صغير في مكاتب "جمالكِ"، وطرحت هذا السؤال على أعضاء فريق العمل: "عندما نقول عارضة أزياء أيقونيّة، مَن تخطر على بالكِ أوّلاً؟". 90% من الأجوبة سمّت السمراء الجذّابة Naomi Campbell. اسمها أشهر من نار على علم، وأرشيفها الفنيّ قد لا تسعه أيّة مكتبة. منذ عمر الـ15، في أواخر الثمانينيّات، دخلت عالم الموضة وكانت منافِسة شرسة، خصوصاً أنّها كسرت نمط العارضات الأيقونات ذوات البشرة البيضاء. جمالها جريء، تماماً كشخصيّتها وخطواتها واثقة، فكان من السهل أن تحصد شهرةً واسعة وتوقّع عدداً لا يحصى من عقود الأعمال. هي مصدر إلهام لنساء كثيرات، لم تكتفِ باقتحامها منصّة عروض الأزياء فحسب، بل خاضت أيضاً غمار التمثيل والغناء، وكانت نجمة برنامج الواقع The Face.
Twiggy: ثورة جماليّة
جمالها مزيجٌ من عيون دراماتيكيّة، شعر صبيانيّ، قوام نحيف، والأهمّ من ذلك... رموش كثيفة، متفرّقة وبارزة. شاركت سوبرموديل الستينيّات في ثورة الموضة التي غزت لندن، فاشتهرت بأزيائها الملوّنة وفساتينها القصيرة، قلبت الموازين الأنثويّة في إتقانها الأسلوب الذكوريّ بدون خجل. اختارتها دار Tod’s لتكون أيقونة ملهمة في إعلان مجموعة خريف وشتاء 2016-2017
Linda Evangelista: نظرات ثاقبة
اسمها باللّغة اللاتينيّة يصف شكلها "الجميل"، فهي خُلقت لتكون تحت الأضواء. سطع نجم عارضة الأزياء الكنديّة حين قصّت شعرها، فازدهرت حياتها المهنيّة، وطبعت بصمتها الجماليّة في تاريخ صيحات الجمال. تسريحة الـBob القصيرة شكّلت هويّتها وكشفت بوضوح عن عينيها الخضراوين وملامحها الجذّابة. وصلت إلى القمّة في حقبة التسعينيّات، فاختارتها دار Chanel في العام 1991 لتكون من سفيرات عطر N⁰5 الأيقونيّ.
Cindy Crawford: رشاقة يحتذى بها
هي رمز حقبة الثمانينيّات بجمال وجهها وجسمها الرياضيّ المنحوت. حافظت على الشامة في وجهها ورفضت إزالتها لتصبح علامتها الفارقة، إلى جانب شعرها البنيّ الكبير الحجم. تنافست عليها دور الأزياء والجمال، إضافةً إلى مجلّات الموضة. خاضت تجارب برامج تلفزيونيّة عديدة، وبرعت في سلسلة Cindy Crawford: Shape Your Body التي تعلّم المرأة تمارين رياضيّة للحفاظ على رشاقتها. كانت وما زالت محبوبة أميركا!
Kate Moss: العارضة المشاغبة
كسرت السوبر موديل البريطانيّة الأرقام القياسيّة بعدد أغلفة مجلّات الموضة التي احتلّتها، الإعلانات التي ظهرت فيها، وحتى عدد المعجبين الذين أصابهم مرض اسمه Kate! هي مشاكسة بشخصيّتها، تحبّ المغامرات التي تؤثّر سلباً في بعض الأحيان على حياتها المهنيّة، إلّا أنّ بريقها لم ينطفئ يوماً حتى بعد تخطّيها سنّ الأربعين. هي كالماس، تزيد جمالاً وقيمةً مع مرور الزمن. في سبتمبر 2013، عرضت 59 صورة نادرة لها، خلال مزاد علنيّ، وتمّ بيعها بمبلغ قدره 1.5 مليون جنيه إسترليني.
Claudia Schiffer: الوجه الملائكيّ
عندما كانت في سنّ الـ17 خضعت لأوّل كاستينغ عرض أزياء، لكنّها لم تتوقّع أن تنجح. في ذلك اليوم، فتحت أبواب عديدة أمامها في مجال الموضة. لم يكن هدف الشابّة الألمانيّة من هذه المهنة كسب المال فحسب، بل كان عرض الأزياء بمثابة مساحة حرّة ومجنونة تقضي فيها أوقاتاً مرحة. لمعت خلال حقبة التسعينيّات الذي عرف بعصر السوبر موديلز. يقول عنها Karl Lagerfeld إنّها جديّة، محترفة ذات نظرة ناعمة، لكن جريئة.
إقرئي أيضاً: تعرّفي إلى عارضة الموسم Iman Pérez السمراء الخطيرة
