تتكلّم عن الأقمشة بشغف، تبرق عيناها عندما تقع على الألوان التي تعكس هويّات بلادٍ عدّة زارتها. بعد الهند، تستقي Sara Melki مجموعتها الجديدة من مدغشقر، حيث ابتاعت سواريّ Vongo Vongo اللّذين يحملان قصّةً إنسانيّة مؤثّرة، وتعتبرهما جالبَيْن للحظّ. بعد عودتها من معرض الأقمشة Première Vision في باريس، استقبلتنا مصمّمة الأزياء اللبنانيّة في مشغلها، منهمكةً بالتحضير لمجموعتها الجديدة. كلّ ركنٍ من المشغل يعكس هويّتها البعيدة عن الكلاسيكيّة... أمّا المساحة الأحبّ إلى قلبها، فهي تلك الكنبة حيث تجلس وتتصفّح كتاباً عن الأسفار والأقمشة، تستلهم منه الكثير من إبداعاتها.
في بضع كلمات، ماذا تعلّمتِ من:
Rabih Keyrouz: ساعدني في اكتشاف مساري نحو الموضة.
Malhia Kent (الدار الصانعة لنسيج Chanel): امتياز الحرفيّة الفرنسيّة.
Proenza Schouler: صناعة الموضة على نطاق تجاريّ كبير.
تدربّتِ في دار Proenza Schouler، أخبرينا عن هذه التجربة؟
من أكثر التجارب إثارةً في حياتي. إلى جانب وقوعي في غرام نيويورك، خضت مضمار الموضة على مستوى آخر، من الناحية الأميركيّة التجاريّة. مهمّتي كانت تشمل العمل التنسيقيّ، ومتابعة المصادر التي تؤمّن موادّ الصناعة مثل القماش.
لاحظنا تأثير Proenza Schouler على تصاميمكِ، هل نما أسلوبها فيكِ؟
لطالما شعرت بتشابهٍ بين أسلوبي وأسلوب الدار الأمريكيّة. الروح المدنيّة، المزج والتطابق في الطبعات والقماش، جميعها تتشابه مع أفكاري العرقيّة ومع حبّي للفنّ الغرافيكيّ. ولأنّني رأيت انعكاساً لنفسي في تصاميم Proenza Schouler، قرّرت التدرّب لديها. قرارٌ لم يكن سهلاً لأنّ الشركة كانت تملك العديد من ملفّات الطلّاب أمثالي، وقد تطلّب الأمر الكثير من الإصرار قبل قبولي.
تتحدّرين من عائلةٍ تهتمّ بالتصميم الداخليّ، كيف أثّر ذلك في عملكِ؟
حظيت بفرصة النشوء في جوٍّ فنيّ، محاطة بالألوان، الأقمشة والتصاميم. هذا المحيط حتماً حفّز ميولي الفنيّة وأثقل ذوقي.
مَن هو مصمّمكِ المفضّل؟
Proenza Schouler.
مَن هي امرأة Sarah Melki؟
عصريّة، محبّة للموضة، صاحبة ثقافة غربيّة، تحبّ السفر والفنّ، ويهمّها جيّداً النوعيّة والتصاميم الحصريّة.
كيف تجدين التوازن بين الصيحات العالميّة وهويّتكِ الخاصّة؟
لا أتبع الصيحات كثيراً، وفي بعض الأحيان يمكن أن أدمج صيحةً واحدة أو اثنتين شاهدتهما على المنصّات، لكن لا أركّز على ذلك. أهتمّ أكثر بالخطوط الفنيّة العريضة لعلامتي التجاريّة وبمواضيع المجموعات التي غالباً ما تكون مستوحاة من رحلاتي إلى بلاد غير اعتياديّة. أحاول دائماً ترجمة عادات البلد، رسوماته، مناظره الطبيعيّة وهندسته، في تصاميمي. الفنّ هو مصدرٌ آخر لإلهامي، فمثلاً الموضوع العسكريّ في مجموعتي لخريف وشتاء 2013-2014، كان مستوحى من أعمال الفنّان المعاصر Walid Raad.
ما هي الصيحة المفضّلة لديكِ من مجموعات ربيع وصيف 2014؟
الصيحة القبليّة التي رأيناها لدى Céline وGivenchy، والاستلهام من الفنّان Brassai، أيضاً لدى Céline.
هل تصمّمين الأكسسوارات؟
نعم وأهتمّ كثيراً بهذا الجانب. تكمّل الأكسسوارات الإطلالة وتقدّم لمسةً راقية. النحاس هو المادّة التي أستخدمها، أحبّ لمسة الأكسدة فيه.
أيّة قطع حصلت على شعبيّة كبيرة وفاجأتكِ؟
قميصٌ صوفيّ ذو أكمام بأشرطة، أصبح أساساً في خطّ ملابسي.
ما التصميم المفضّل لديكِ ولماذا؟
سترةٌ كبيرة الحجم مصنوعة من قماش التوييد مع تنّورة من الصوف. أحبّ هذا التصميم لأنّه يعكس تماماً هويّتي: الأشكال المدنيّة المرفقة مع مزيجٍ من الأقمشة والألوان، جميعها تكتمل مع أكسسوار رأس وعقد ضخم.
مَن هي النجمة التي تحبّين إلباسها من تصاميمكِ؟
Gwyneth Paltrow وCarine Roitfeld.
كيف تخطّطين للتوسّع في البلاد العربيّة وعالميّاً، وما هي مشاريعكِ المستقبليّة؟
من خلال حضور معارض عالميّة في باريس ونيويورك، وطبعاً من خلال بيع تصاميمي في متاجر ذات أسلوبٍ معاصر في البلاد العربيّة، أوروبا وأميركا. على المدى البعيد، أريد أن أفتتح متاجر خاصّة بي في أهمّ عواصم الموضة.