ممّا لا شك فيه، أنّ المملكة العربيّة السعوديّة تتصدّر اليوم لائحة البلدان العربيّة في ساحة الموضة، فالعمل على تنفيذ مشاريع ضخمة، لتطوير هذا القطاع، لا يتوقّف. بدعم المدير التنفيذيّ لهيئة الأزياء Burak Cakmak، تمّ وضع الخطط والكثير من البرامج التي تهدف إلى الارتقاء بصناعة الأزياء، مع الترويج للتراث والهويّة المحليّة، والاستجابة للاحتياجات العالميّة. كان لنا حديث خاص معه للتعرّف أكثر عن مكانة قطاع الأزياء اليوم في المملكة.
مقابلة مع المدير التنفيذي لهيئة الأزياء السعودية بوراك شاكماك
1- أنت مسؤول عن تطوير قطاع الأزياء في المملكة العربيّة السعوديّة وتنفيذ برامج جديدة في هيئة الأزياء وفقاً لرؤية 2030. هل يمكنك مشاركتنا بكل ما هو جديد؟
هناك الكثير من الأحداث في الموضة في المملكة العربيّة السعوديّة. إليكِ أهم 3:
- أسبوع لأزياء في الرياض: نستضيف أسبوع الأزياء الأول على الإطلاق في الرياض، وسيدعو هذا الحدث الذي سيمتدّ من 20 إلى 23 أكتوبر، العالم لاكتشاف ما يقدّمه قطاع الأزياء في المملكة، حيث سيتم عرض مجموعات فريدة ومتنوّعة من العلامات التجاريّة السعوديّة من برنامج Saudi 100 Brands.
- إطلاق تقرير " State of Fashion in the Kingdom of Saudi Arabia": تقريرنا الافتتاحي، الذي تمّ إطلاقه في أسبوع الأزياء في باريس، يوضح حجم الفرص المتاحة لصناعة الأزياء الناشئة في المملكة العربيّة السعوديّة، ممّا يدلّ على أن المملكة تمتلك أعلى معدّلات النموّ المتوقعة مقارنة بالأسواق الأخرى ذات الدخل المرتفع.
- عودة Fashion Futures: يعود حدثنا السنويّ في نوفمبر، ليربط صناعة الأزياء في المملكة مع مجتمع الموضة العالميّ بوجود متحدّثين مشهورين ومؤثرين في الصناعة. سوف تتعمق شخصيّات مهمّة في عالم الموضة في مسائل الصناعة الحيويّة من خلال مزيج ديناميكيّ من Masterclasses، ندوات وجلسات من الأسئلة والأجوبة.
2- لماذا اخترت السعوديّة؟
للمزيج الفريد الذي تتمتّع به المملكة العربيّة السعوديّة من التراث الثقافيّ، إلى الإمكانات الاقتصاديّة، الديناميّات المجتمعيّة المتطوّرة والمبادرات الاستراتيجيّة التي لا مثيل له. لقد تأثّر كلّ قطاع بشكل إيجابيّ بأهداف رؤية 2030، وكان من السهل أن ندرك أنّ قطاع الأزياء ليس استثناءً. مع القيادة القويّة خلفنا والشباب الطموح المستعد لتولّي المسؤوليّة، كان القدوم إلى السعودية قراراً سهلاً بالنسبة لي. تتطوّر المملكة بسرعة البرق، ومن الرائع أن نكون جزءاً من تحوّلها. أشعر بالحماس إزاء الإمكانات المستقبليّة للمملكة.
3- شغلت مناصب قياديّة في شركات صناعيّة كبرى، بالإضافة إلى عضويتك كمستشار للاستدامة في UNCTAD، وعضويتك في المجلس الاستشاري لمجلس مصممي الأزياء الأمريكيين. كيف يمكنك الاستفادة من كل ذلك كرئيس تنفيذي للجنة الأزياء السعوديّة؟
لقد شكّلت تجاربي السابقة الطريقة التي أطوّر بها الصناعات، أستغلّ المواهب، وأفسح المجال للإمكانات. أنا ملتزم بشدّة باستغلال الإمكانات الإبداعيّة للمملكة وإيجاد طرق جديدة وملهمة لتمكين المواهب المحليّة، تعزيز الإبداع، وتسهيل التعاون العالميّ. هدفي هو وضع المصمّمين السعوديين على الساحة العالميّة، وإنشاء صناعة أزياء مستدامة وحيويّة.
4- ما كانت التحدّيات التي واجهتها عند اختيار المواهب في برنامج Saudi 100 Brands؟
عندما أطلقنا برنامج Saudi 100 Brands، لم أكن متأكداً أنّنا سنجد 100 علامة تجاريّة للأزياء داخل المملكة، وتفاجأنا بتلقي أكثر من 1000 طلب! تكمن الصعوبة الآن في أن نكون انتقائيين في تحديد من سينضمّ إلى برنامجنا. من هنا، أضفنا المزيد من الفئات إلى الإصدار الثاني من البرنامج الذي يتضمن الآن العطور والأحذية. لقد قمنا أيضاً بتقسيم البرنامج ليشمل 100 علامة تجاريّة ناشئة و100 علامة تجاريّة راسخة.
5- هدفك هو بناء صناعة مستدامة، مسؤولة، شاملة ومتنوّعة. هل وصلت إلى أهدافك؟
تعمل هيئة الأزياء، التي تأسست عام 2020، على قيادة نمو قطاع الأزياء في المملكة من الألف إلى الياء، مع إعطاء الأولوية للاستدامة. هدفنا هو إنشاء صناعة دائريّة ومستدامة، ما يعزّز الهويّة العالميّة للعلامات التجاريّة المحليّة والفرص المتاحة للعلامات التجارية العالميّة. يوجه التقرير الافتتاحيّ " State of Fashion in the Kingdom of Saudi Arabia " نمونا المستدام. تؤكّد مبادرات مثل Saudi 100 Brands واستوديو تطوير المنتجات التزامهم بالاستدامة، في حين أن الشراكات مع المؤسسات المرموقة مثل Français de la Mode Institut تعزّز التعليم المتعلّق بإدارة الرفاهية وقيم الاستدامة الأساسيّة.
6- أخبرنا المزيد عن نجاح برنامج Saudi 100 Brands.
فخور جداً بهذا البرنامج الذي يقوم بتزويد المصمّمين السعوديين الناشئين بالمهارات العمليّة، العلاقات والثقة لخلق قادة المستقبل. يعمل برنامج Saudi 100 Brands على تعزيز حضور العلامات التجاريّة في المملكة العربيّة السعوديّة، مما يخلق مشهد أزياء مزدهر ويمكّن نظام الأزياء المحلّي من النمو.
إحدى النتائج الأكثر إثارة للبرنامج هي عرض تصاميم المصممين دولياًّ ومنحهم فرصة الوصول إلى الأسواق العالميّة. تمّ عرض أعمالهم في دبي، نيويورك، باريس وميلانو. لقد عدنا مؤخراً من أسبوع الأزياء في باريس حيث عرضت علاماتنا التجاريّة أعمالها على مدار شهر تقريباً، مما وضعها على الخريطة العالميّة. كما أنّنا سنشارك هذا العام في أسبوع الأزياء في ميلانو للمرّة الثانية.
7- يعدّ الإنجاز الذي حقّقته دار Ashi Studio مؤخراً، كأوّل دار سعوديّة على روزنامة أسبوع الأزياء في باريس، إنجازاً مهمّاً. هل يمكننا أن نتوقّع أن تعرض العلامات التجاريّة العالميّة مجموعاتها في أسبوع الأزياء في الرياض؟
ستركّز النسخة الأولى من أسبوع الأزياء في الرياض على مصمّمينا، لدعم مشهد الموضة السعوديّ وتسليط الضوء عليه عالميّاً.
8- في العصر الرقميّ الذي نعيشه اليوم، كيف يمكن للمرء أن يقوم بالابتكار مع الحفاظ على الثقافة والتراث؟
في حين أن هذا لا يزال يمثّل تحديّاً كبيراً لهيئة الأزياء، إلّا أننا نؤمن بأن الابتكار مع الحفاظ على الثقافة والتراث يتطلّب استراتيجيّة شاملة. يبدأ الأمر بفهم عميق للقيم الثقافيّة، المعايير والتاريخ ودمجها مع الابتكار. المفتاح هنا هو اختيار الابتكارات التي تحترم الخبرات الثقافيّة وتعزّزها.
9- أفضل وجهة في السعودية.
أبها للجبال، وجدّة للشاطئ.
10- المقهى المفضل لاحتساء قهوة بعد الظهر.
أشجار في مركز الملك عبد الله المالي.
11- المتجر المفضّل.
Mwaz في Via Riyadh.
12- العمل الفنيّ المفضّل لفنان سعودي.
Ahaad Alamoudi.