على طبيعتها... في التمثيل، الأزياء والجمال، خلال جلسات التصوير وفي يوميّاتها، وحتى أمور الحياة تتركها على طبيعتها! لم تخطّط كارمن بصيبص يوماً أن تمشي عكس التيّار، لكنّها باتت كذلك بفضل خيارات بعيدة عمّا هو سائد حالياً. كأيّة شابة طموحة، تثابر بجدّية للوصول إلى مبتغاها ولا تبعدها مغريات الحياة عن هدفها الأساسي. اختارت أن تكون حياتها الخاصّة بعيدة عن السوشيل ميديا، فهذه قناعتها التي ربّما تجعلكِ تجهلين العديد من الأمور عنها. تمتلك حسّ فكاهة عالياً، مثقّفة، غير متكلّفة ومتعلّقة بدفء العائلة الذي يشحنها بالطاقة الكافية للمضيّ قدماً. في هذه الجلسة الودّية، ستتعرّفين إلى كارمن بصيبص النسوية، المتمرّدة على الظلم والإيجابية.
تبدين رقيقة، رومانسيّة وهادئة. هل هذه فعلاً شخصيّتكِ، أم أنّ هناك جانباً لا تظهرينه للعلن؟
نعم هذه طبيعتي، وهذه الصفات جزء من شخصيّتي. لا أحبّ التصنّع أبداً، لكنّني أيضاً مرحة وأملك حسّ الفكاهة، وهو جزء من شخصيّتي يجهله كثر.
متى يظهر هذا الجزء؟
في يوميّاتي مع العائلة والأصدقاء، واليوم خلال جلسة التصوير. عادةً ما أحتاج إلى بعض الوقت مع الغرباء حتى أشعر بالارتياح قبل أن يظهر جانبي المرح.
هل هناك جانب متمرّد في شخصيّتكِ؟
بالطبع! تبرز هذه الشخصيّة في المواقف التي لا تتلاءم مع طريقة تفكيري وتطلّعاتي، أو حين أرى ظلماً، أو تنمّراً أو استقواءً على ضعيف... بشكل يوميّ، تستفزّني بعض التصرّفات غير المسؤولة على الطرقات، كرمي النفايات من نافذة السيّارة. هكذا أمر يخرجني عن طوري.
سمّي 3 نِعم أنتِ ممتنّة لها؟
بالمطلق، أنا شخص ممتنّ لكلّ شيء، سواء كان سلبياً أو إيجابياً، أؤمن أنّ كل أمر يحدث لسببٍ ما. أنا ممتنّة لعائلتي، للأشخاص من حولي، للحبّ في حياتي وللفرص التي حصلت عليها على الصعيد المهنيّ.
هل استيقظتِ يوماً ما وشعرتِ أنّكِ لا تريدين أن تكوني راشدة؟
بالطبع، أشعر بذلك في بعض الأحيان! أشعر بالحاجة إلى الانفصال عن العالم، وعدم التفكير في أمور تزعجني. أبتعد عن الهاتف وعن كلّ المسؤوليّات، وأعيش كفتاة مراهقة، أستمتع بالراحة. قد تمتدّ هذه الحالة أكثر من يوم واحد، خاصّة عندما انتهي من مشروع ما، وقبل البدء بمشروع جديد.
ما الذي يبكيكِ ومتى كانت آخر مرّة بكيتِ فيها؟
يمسّني ما يحدث من حولي، وقد أتأثّر بمشهد من فيلم أيضاً، لكنّني لست من الاشخاص الذين يظهرون مشاعرهم، حتى عندما أكون متأثّرة جدّاً، لا يكون البكاء طريقتي في التعبير.
متى تضحكين من كلّ قلبكِ؟
أنا مرحة بطبعي، وهناك الكثير من الأمور التي تضحكني، وأصاب في بعض الأحيان بنوبات ضحك أثناء التصوير.
هل تخطّطين لكلّ تفصيل أو تتركين فسحة للصدفة في حياتكِ؟
أنا لا أحبّذ التخطيط، بل أترك الأمور تسير على طبيعتها. أحبّ المفاجآت، ولا أريد أن أعرف ما يخبّئه لي الغدّ. بالطبع، هناك خطط ومشاريع وأحلام، أضع خطوطها العريضة، وأترك البقية لسحر الغموض والمفاجآت.
لكلّ منّا نقطة ضعف أو معاناة شخصيّة، هل تعانين من أيّ انزعاج شخصيّ؟
يتملّكني خوف شديد من خسارة شخص عزيز على قلبي. مجرّد التفكير في الأمر يرعبني ويشكل هاجساً بالنسبة لي.
ما هو الدور الذي أتعبكِ نفسيّاً وجسديّاً؟
دوري في فيلم "مورين". كان دوراً صعباً للغاية، جسّدت فيه حياة القدّيسة مارينا. تكمن صعوبة هذا الدور في استحالة التعرّف على تركيبة هذه الشخصيّة التي تعتبر نموذجاً نادراً وغير موجود في المجتمع. أمّا جسديّاً، فشعرت أيضاً بالتعب، إذ كان التصوير في ظروفٍ صعبة للغاية، أبرزها الطقس البارد والثلوج، علماً، أنّه من أجمل الأدوار التي لعبتها.
ما الهدف الأكبر الذي تودّين تحقيقه على الصعيد المهنيّ؟
اكتشفت مع الوقت أنّ الفنّان يؤثّر على الجمهور ويلهمه. لذلك، الهدف الأسمى الذي أودّ تحقيقه، هو أن أكون مصدر إلهام للشابّات، أن ألهمهنّ بطريقة تفكيري ودعمي للمرأة، في كلّ المواضيع المتعلّقة بها. على صعيد التمثيل، أحلم بتقديم فيلم موسيقيّ.
هل تتمتّعين بصوتٍ جميل؟
لا بأس به! أتمتّع بالأساس وبأذن موسيقيّة، في الـMusical، أنتِ بحاجة إلى خامة صوتيّة معيّنة أكثر من صوت جميل.
أين ترين نفسكِ بعد 10 سنوات؟
سؤال صعب... أرى نفسي أمّاً سعيدة ومرتاحة نفسيّاً. أمّا على الصعيد العمليّ، فربّما أكون قد قدّمت فيلماً طويلاً، شارك في مهرجانات سينمائيّة عالمية.
لو لم تكوني ممثّلة، أيّ مهنة كنتِ اخترتِ؟
لو طرحتِ هذا السؤال منذ 10 سنوات، لكنت قد أجبت محامية. أمّا اليوم، فأجيب بمصمّمة ديكور داخليّ، فقد اكتشفت حبّي للتصميم، حين جهّزت منزلي.
"بريئة" آخر أعمالكِ، ما تعريفكِ للبراءة؟
البراءة هي تقبّل الآخر، هي نظرتكِ إلى الأمور بانفتاح وعفويّة، أن تستمعي للآخر وأن تدركي كيف يفكّر، حتى ولو اختلف عنكِ، من دون أحكام مسبقة. هذا العالم بعيد كلّ البعد عن البراءة، لأنّ أحداً لا يستمع لوجهة نظر الآخر، وفي المقابل، كل منّا يعتقد أن وجهة نظره هي الأصحّ.
برأيكِ هل تستطيع المرأة أن تبقى بريئة وتثبت نفسها في المجتمع الذكوريّ؟
بإمكان المرأة أن تكون قويّة، ذكيّة، تعرف كيفيّة التصرّف، تتّخذ الموقف الصحيح وتكون في الوقت عينه بريئة. البراءة لا تعني السذاجة!
خلال مسيرتكِ المهنيّة، هل عانيتِ من سيطرة الرأي الذكوريّ؟
بكلّ صراحة، لم أشعر بذلك حتى الساعة. قد يكون السبب أنّني أتحمّل المسؤوليّة منذ صغري، أتدبّر أموري بنفسي وأتمتّع بالشجاعة لقول ما يخطر في بالي. على كلّ فتاة تعاني من الأمر أن تواجهه بشجاعة، أن تتكلم عن الموضوع وترفع الصوت عالياً.
أيّة امرأة تجعلكِ فخورة بأنّكِ امرأة؟
أنا نسويّة، ومعجبة بإنجازات نساء كثيرات على الصعيدين العالمي والعربي، وفخورة بكلّ شخص، سواء كان رجلاً أو امرأة، شكّل مصدر إلهام لي.
متى يجب على المرأة أن تقول "لا"؟
لا للخطأ، لا للسيطرة، لا لمن يضعها تحت الضغط... عليها أن تقول لا، حين تشعر أنّها مجبرة على القيام بأمر لا يشببها.
كثر لا يعرفون أنّكِ متزوجة، أخبرينا عن الحياة الزوجيّة.
5 سنوات جميلة للغاية وخاصّة جدّاً، لذلك لا أشاركها على مواقع التواصل الاجتماعي. هي جزء مقدّس في حياتي، يجعلني سعيدة بشكلٍ يوميّ ويمنحني الطاقة، الإيجابيّة والحبّ.
برأيكِ ما الذي يجعل العلاقة تدوم؟
الحبّ أساس دوام العلاقة، إلى جانب التفاهم، احترام رأي الآخر، تقبّل الشخص الآخر والمرح.
أبكانا فيديو "ست الدنيا" الذي يجسّد معاناة بيروت وأهلها، هل أنتِ صامدة في لبنان؟
ممّا لا شكّ فيه، أنّ الوضع صعب ودقيق جدّاً. أتفهّم الأشخاص الذين يرحلون بسبب المشاكل والصعوبات في لبنان، ولكن شخصيّاً صامدة، مستعدّة للقيام بالمستحيل من أجل البقاء هنا. أنا متعلّقة بلبنان.
ماذا تعني لكِ بيروت؟
بيروت بالنسبة لي، هي الأهل والعائلة أوّلاً، كما أنّها حاضنة الفنّ ومصدر إلهامي اليوميّ. تسحرني مقاهي الجميّزة ومار مخايل، أعشق تمضية الوقت فيها مع الأصدقاء.
قال المصمم إيلي صعب "بيروت لا تليق بها الشفقة". برأيكِ كيف نستطيع إعادة الحياة اليها، بعيداً عن الشفقة؟
بالطبع، لا تليق بها الشفقة. علينا التحلّي بالصبر والأمل بقدر المستطاع... قد يسخرون منّا لتمسكّنا بالأمل، ولكن هناك أمل دائماً. فالشعب اللبنانيّ شعب مثقّف وواعِ، يستطيع النهوض مجدّداً ببلده.
هل تتبعين استراتيجيّة التكتّم عن حياتكِ الخاصّة، كوسيلة لجذب الجمهور؟
من الممكن لبعض الأشخاص أن يكونوا مهتمّين بما أفعله، لكن هل هي استراتيجيّة أتّبعها؟ طبعاً لا، أنا لا أفكر بهذه الطريقة أبداً. كلّ ما في الأمر، أنّني أتصرّف على طبيعتي، وأترك تفاصيل حياتي الخاصّة لي... حياتي اليوميّة تشبه حياة الجميع، وهذا الأمر يريحني ويجعلني سعيدة.
هل تؤمنين بمقولة إنّ الأفكار والأحلام والآمال تفقد سحرها إذا تمّ الكشف عنها؟
الكشف عن الأحلام، الأفكار والمخطّطات ليس خطأً، فمن الجيد سماع وجهات نظر مختلفة. لكننا اليوم نعيش في زمن السوشيل ميديا، حيث يوهم الاشخاص غيرهم أنّهم في مراتب مهمّة وعالية بهدف الوصول. هذا الأمر لا أحبّذه إطلاقاً. من هنا، أنا لا أكشف عن أيّ عمل أم مخطّط، إلّا حين أتأكّد من جديّته...
يميّزك جمالكِ الطبيعيّ في الوسط الفنيّ، هل تقصدين أن تسيري عكس التيّار؟
الشكل الطبيعيّ ليس خياراً بالنسبة لي، بل أمر تربّيت عليه منذ صغري. فلكلّ شخص هويّة وأسلوب خاصّان به يميّزانه عن غيره. من جهة أخرى، لا أستطيع تغيير الفكر السائد في مجتمعنا اليوم، حيث يعتمد كثر على عمليات التجميل، كخطوة أساسيّة تزيدهم ثقة بالنفس. أنا أتفهّمهم وأدعمهم، لأنّ الأهمّ، أن يكونوا سعداء. من وجهة نظري الشخصيّة، أدعو الشابّات إلى تقبّل أنفسهنّ كما هنْ، بجمالهنّ وشوائبهنْ، فهذا ما يجعلهنّ متميّزات.
ما أكثر ما تحبيّنه في مظهركِ؟ هل يمكن أن نراكِ بستايل مختلف عن الشعر الأسود والحواجب الكثيفة؟
أكثر ما أحبّه، هو أنّني أشبه نفسي! نعم من الممكن أن أقوم ببعض التغييرات لأدوار تمثيليّة.
هل تعتمدين روتين جماليّاً للعناية بالبشرة والشعر؟
بالطبع أتّبع روتين جماليّاً خاصّاً. أقوم بإزالة المكياج بالمستحضر الذي يرتكز على المياه، ثمّ أغسل وجهي بالصابون. ألجأ أيضاً إلى كريم مرطّب كلّ يوم صباحاً، ولا أنسى السيروم الليليّ وكريم العينين. لا أمانع تجربة بعض الخلطات الطبيعيّة، مثل تلك التي تحتوي على الألوفيرا، لكن بالمجمل، أتّبع نصائح طبيب البشرة الخاصّ بي. أمّا بالنسبة لشعري، أحاول في كلّ فرصة تسنح لي إبعاده عن الحرارة وتركه على طبيعته. بالإضافة إلى ذلك، أقوم بقصّ أطرافه كلّ شهر، إلى جانب قصّه قصير جدّاً بين فترة وأخرى ليبقى صحيّاً.
ما هو المستحضر الجماليّ الذي لا تتخلّين عنه؟
بالنسبة لمستحضرات العناية بالبشرة، لا أستطيع التخلّي عن الكريم المرطّب. أمّا بالنسبة للمكياج، إجمالاً، ألجأ إلى الإطلالة الطبيعيّة وأستعمل الكونسيلر، البلاش، الماسكارا وأحمر الشفاه الحياديّ.
أسلوبكِ في الأزياء، هل يتأثّر بمزاجكِ؟
أسلوبي في الموضة لا يتغيّر حسب مزاجي، ولا حسب الصيحات. بالمجمل، أسلوبي بسيط، اعتمد جينز، تيشرت وجاكيت جلد في الحياة اليوميّة، كما أنّني أعشق الفساتين المطبّعة بالورود. لا أنتعل الكعب العالي إلّا نادراً وفي المناسبات.
ما الصيحة التي لم تتقبليها في الموضة؟
السنيكرز بالكعب، فمنذ رواجه منذ 10 سنوات، لم أتقبّله أبداً.
كيف تصفين يومكِ مع فريق جمالكِ؟
نهار رائع فعلاً! جلسة التصوير غريبة نوعاً ما، لكننّي أحبّ من وقت إلى آخر الابتعاد عن منطقة الراحة الخاصّة بي. أعتقد أنّ النتيجة ستكون رائعة.
ماذا تفضّلين، فستان أو Jumpsuit؟
للمناسبات فستان وJumpsuit للحياة اليوميّة فستان.
جينز أو تنّورة؟
في الشتاء، جينز. في الصيف، تنّورة.
الماس أو أحجار ملوّنة؟
أحجار ملوّنة.