لم تكتفِ هند صبري بالأدوار الهادفة، بل حملت هموم المرأة على عاتقها في كلّ مناسبة، لتمكينها وللمطالبة بحقوقها. موهبة فنيّة نضجت مع الوقت، وأضافت الإنتاج إلى سجلّها والإخراج إلى لائحة المهامّ المقبلة. مهتمّة بأمور البيئة وحقوق الطفل والمرأة، ممثّلة تتربّع على رأس قائمة نجوم الفنّ في عالمنا العربيّ، أمّ لابنتين وزوجة تؤمن بحصريّة العلاقة بين الشريكين مدى الحياة. تبرع هند صبري فيما تقوم به، من وجهة نظرنا، أمّا من وجهة نظرها، فلا يكفيها أبداً ما تقوم به ولا يرضيها ما تقدّمه، فهي متعطّشة دائماً للمزيد. نجمة غلاف جمالك للعدد الأول من العام 2022 معتادة على الكاميرا والأضواء، لذلك تميّزت الجلسة التصويريّة معها بالحرفيّة والسلاسة في التعامل، أمّا ثقافتها العالية وأناقتها في الحديث فجعلتا الحوار معها متعة.
انطلق مسلسل "البحث عن علا" في 3 فبراير على Netflix. أخبرينا عن تجربتكِ كمنتجة منفّذة لأوّل مرّة على منصّة Netflix العالميّة؟
تجربة مهمّة جدّاً بالنسبة لي أن أكون منتجة منّفذة، لأنّ المسؤولية أكبر بكثير من التمثيل. التمثيل يمنحني مشاعر وأحاسيس، أمّا الإنتاج، فيمنحني السيطرة والقيادة على المحتوى الذي أريد أن أقدّمه. أنا ممتنّة للثقة التي منحتني إيّاها شركة Netflix، لم يتردّدوا ولم يخفوا أن أكون المنتجة المنّفذة للمسلسل. هذا الإنجاز برأيي، يمكّن نساء كثيرات، إذْ يفتح أمامهنّ الأبواب ويشجعهنّ على الطموح والوصول إلى أعلى الدرجات ويعلّمهن ألّا يحصرن أنفسهنّ في مكان أو قالب معيّن.
بطلة المسلسل "علا" كانت تبحث عن عريس منذ 12 سنة في مسلسل "عايزة اتجوز"، واليوم تبحث عن ذاتها. هل برأيكِ منتصف العمر أو سنّ الأربعين هو مرحلة اكتشاف الذات؟
سنّ الأربعين بالنسبة للمرأة، هو مرحلة النضج التامّ. المغنّية Dalida غنّت ذات مرّة Une Femme A Quarante Ans وأعتقد أنّ المرأة هي فعلاً امرأة عندما تصبح بحدود الأربعين، فهي لم تعد صغيرة، كما أنّها ليست كبيرة أيضاً. في هذا العمر، أغلب النساء في العالم العربي يكنّ قد مررن بتجارب عدّة، كالزواج، الإنجاب وتربية الأطفال. في الوقت نفسه، هنّ يتعلّمن كيف ينقلن بعض القيم التي أخذنها من أهلهنّ إلى أولادهنّ بطرق عصريّة. تماماً، كما تعتبر أواخر العشرين بمثابة مرحلة مهمّة، فالثلاثين والأربعين تعتبر أيضاً مرحلة مهمّة.
لو طلبنا منكِ ترتيب المشاعر التالية التي تسيطر عليكِ قبل بدء عرض المسلسل: التوتّر، الفخر، الحماس، كيف سيكون ترتيبها؟
الفخر، التوتّر، ثمّ الحماس. الحماس آخر شعور يسيطر عليّ، فالتوتّر يفوق حماسي دائماً، لأنّني أستبق التفكير بالأمور التي لن تعجبني عن تلك التي ستعجبني، لكنّ الفخر هذه المرّة أكبر بكثير من التوتّر والحماس معاً، لأنّ الرحلة في مسلسل "البحث عن علا" كانت طويلة، من الكتابة، إلى التصوير، ثمّ الإنتاج. كنت مرافقة لكلّ المراحل، وأنا فخورة بنفسي أنّني ما زلت متماسكة بعد كلّ الجهد الذي بذلته.
3 أساور من الذهب الأصفر مرصّعة بعقيق تسافوريت والأونيكس، سواران من الذهب الأصفر مرصّعان بالأونيكس، الماس والزمرد، عقد من الذهب الأصفر مرصّع بعقيق تسافوريت والأونيكس، جميعها من مجموعة Panthère de Cartier، سترة، قميص، حزام وسروال جميعها Alaïa
كان العام 2021 مثمراً، حصلتِ على وسام الفنون والآداب برتبة ضابط، شاركتِ في موكب المومياواتت، شاركتِ في مهرجانات وأعمال سينمائيّة عدّة. ما كانت أجمل اللّحظات وأسوأها في عام 2021؟
أسوأ ما حدث، استمرار انتشار فيروس كورونا وفقدان أفراد من العائلة والأصدقاء، مثلي مثل كثر غيري. أعتقد أنّ الكلّ شعر بالفقدان هذه السنة أكثر من أيّ عام آخر، والله يحمي الجميع. أمّا أفضل ما حصل لي، فهو "البحث عن علا" في كلّ مراحله.
لو أردتِ اختصار مسيرتكِ المهنيّة بـ3 مراحل مهمّة وأساسيّة، كيف تختصرينها؟
- المرحلة الأولى، السينما التونسيّة، أي بداية مسيرتي الفنيّة.
- المرحلة الثانية، تثبيت الأقدام في مصر، حيث عملت بجهد كبير، وكنت أعيش في الاستديو أكثر من أيّ مكان آخر.
- المرحلة الثالثة، هي الآن، حيث أقوم بالتحكّم بالمحتوى الذي أريد تقديمه.
هل يشعركِ ذلك بالاكتفاء؟
أنا لا أشعر بالاكتفاء، أنا متعطّشة دائماً للمزيد.
ما الذي يحفّزكِ لنراكِ بهذه الحيويّة والطاقة؟
الشغف. أشعر أن لديّ الكثير من الأفكار في رأسي، وأريد أن أتشاركها مع الآخرين. لديّ شغف في مشاركة مشاعري وأفكاري مع الناس، سواء كنت ممثّلة، منتجة أو حتى مخرجة، فأنا أطمح للعمل في الإخراج أيضاً في المستقبل.
لو استطعتِ التواصل مع ذاتكِ في عمر 18، ماذا كنتِ ستقولين لها؟
لا تأخذي الحياة على محمل الجدّ، فأنتِ لن تخرجي منها على قيد الحياة في كلّ الحالات.
ما الصفة في شخصيّتكِ التي سبّبت لكِ مشاكل في حياتكِ؟
عصبيّتي، هي السبب الرئيسيّ لمشاكلي. بشكل عام، إيقاعي أسرع من الأشخاص الذين يحيطون بي، فأكون دائماً في الخطوة التي تلي تلك التي يكون فيها الآخرون. دائماً ما يقولون لي خلال العمل بأنّ لديهم مشكلة في فهمي، لأنّني أقول جملة دون أن أكملها، لأنتقل إلى فكرة أخرى.
Surrender، لِمَ اخترتِ هذه الكلمة كـ "تاتو" في الوقت الذي أرى أمامي امرأة عكس ذلك، وما الذي يجعلكِ تقاومين ولا تستسلمين أبداً؟
اخترتها لأذكّر نفسي دائماً أن أتقبّل الأمور. بالمناسبة، Surrender ليس ضعفاً بل تقبّلاً. أمّا ما لا أتقبّله ولا استسلم له، هو الظلم بكلّ أنواعه. صحيح أنّنا نعيش على الأرض وليس في الجنّة، لذلك، أحاول أن أتقبّل فكرة وجود الظلم في هذا العالم، ولكن هذا صعب جدّاً. لا أتحمّل الظلم، لا عليّ ولا على غيري.
واضح أنّكِ امرأة قويّة. ما الذي قد يبكيكِ؟
أمور كثيرة! في العادة لم أكن أبكي بسهولة، إلّا أنّ الأمور تغيّرت. اليوم، أصبحت دمعتي قريبة. هناك أمور بسيطة تجعلني أدمع، كمشهد من الطبيعة مثلاً، هناك لحظات رقيقة ومرهفة قد تحرّك مشاعري، كابتسامة متبادلة مع شخص غريب في الطريق. الكثير من الأمور أصبحت تظهر شخصّيتي الحسّاسة. ليس بالضرورة أن أبكي دائماً، يكفي أنّها تثير عواطفي.
برأيكِ ما الذي ينقص المرأة العربيّة اليوم؟
منظومات قانونيّة تحميها.
كوننا نساء في مجتمع ذكوريّ ليس أمراً سهلاً. فكيف هو الحال مع نجمة؟ هل من تجربة معيّنة عانيتِ خلالها من سيطرة الرأي الذكوريّ؟
كلّ يوم! في المجال الفنّي، يمكن أن تحصل المرأة على أجر أقلّ بنسبة 50% من الرجل، على سبيل المثال، في الوقت الذي لا يكون هناك فرق من حيث الأسماء والنجوميّة. على المرأة أن تكون حازمة في الوقت الذي لا يحتاج الرجل لأن يكون كذلك. الثقة بالرجل أكبر، أمّا المرأة، فعليها أن تقوم بمجهود مضاعف لإثبات نفسها. إذا كان مزاج الممثل متعكّراً، فالأمر عاديّ، أمّا الممثلّة فينعتونها بالعصبيّة أو المجنونة!
هل اهتزّت صورة الرجل في حياتكِ بعد انفصال والديكِ، خاصّة أنّكِ كنتِ في عمر المراهقة؟
لم يشعرني والدي أنّه تركني، لكنّني شعرت بعدم الأمان، كوني الطفلة الوحيدة، وحملت هذا الأمر معي في علاقاتي بالطبع. دائماً أقول المشكلة لا تتعلّق بالانفصال، بل بكيفيّة التعاطي مع الأولاد. عندما كبرت تفهّمت الوضع، ويوافقني الرأي كل من مرّ بتجربة مشابهة في ذلك الوقت. كان من الصعب على الأهل إدراك كيفيّة التعاطي مع الأولاد في ما يخصّ موضوع الانفصال، ولم يكن هناك توعية في مجال علم النفس، كاليوم.
ما الصفة التي كنتِ تبحثين عنها في الرجل ووجدتِها في زوجكِ؟
احترامه لأفكاري ولاستقلاليّتي. سهل أن يقول الرجل إنّه يحترم شخصيّتكِ وأفكاركِ، لكنّ التنفيذ صعب. خلال 14 سنة زواج، اعتمدنا هذا النمط في علاقتنا. ليس من السهل على الرجل أن يكون شريكاً لامرأة قويّة ومستقلّة، فالتعاطي معها ليس سهلاً.
هل تؤمنين بحصريّة العلاقة بين الشريكين مدى الحياة؟
طبعاً.
ما سرّ استمرار العلاقة لمدّة طويلة؟
الكثير من المساحة الشخصيّة والكثير من الأمور المشتركة.
ما الجملة التي تردّدينها لابنتيكِ Leila وAlia باستمرار؟
Woman up not man up
ما أكثر ما يخيفكِ عليهما؟
أن يتمّ فهمهما بشكل خاطئ.
ما الشخصيّة التي جسّدتِها وتتمنّين لو كنتِ مثلها؟
شخصيّة لوليا في الفيل الأزرق، في جزئه الثاني. العفريتة التي تتمتّع بقوّة خارقة.
مسلسل يعرض حاليّاً على Netflix وتتمنّين لو أنّكِ تشاركين فيه؟
The Crown. أنا من أشدّ المعجبات بهذه السلسلة، الأداء فيها رائع.
لو طلبنا منكِ التصفيق لنفسكِ على أداء لكِ، ماذا تختارين؟
طلب صعب، لأنّني دائماً أفكّر بما كان يمكن أن أقدّمه بطريقة أفضل. لا يرضيني أيّ أداء خاصّ بي.
الممثل/ة العالميّ الذي تتمنّين الوقوف أمامه/ها؟
أختار Daniel Day-Lewis، لكنّه اعتزل التمثيل. أتمنّى العمل مع Anthony Hopkins وMeryl Streep وCate Blanchett... هناك الكثيرون.
إذا طلبنا منكِ إطلاق حملة على السوشيال ميديا، أي هاشتاق تختارين؟
ThereIsNoPlanetB#
ما القوّة الخارقة التي تتمنّين لو تمتلكينها؟
أن أكون موجودة في عدّة أماكن في الوقت عينه.
ما العادة المزعجة التي تقومين بها؟
OCD بالترتيب.
لا يمكنكِ العيش من دون...
الهاتف للأسف.
ما أثمن هديّة قدّمتِها لنفسكِ؟
خاتم من الماس.
لون ترفضين اعتماده:
درجات معيّنة من اللّون الأخضر.
أغرب ما قد نجده في حقيبتكِ:
"ممكن تطلّعي كرسي من حقيبتي!" أحمل حقيبة كبيرة دائماً، وأضع فيها ما يمكن أن يسمح لي بالعيش على جزيرة فارغة. مثلاّ قد تجدين قلماً مزيلاً للبقع، أكثر من شاحن، سبراي للفم...
قطعة أزياء لا تملّين منها:
Little Black Dress
