صاحبة قرار على جميع المستويات، رائدة أعمال ترأس إمبراطوريّة مستحضرات تجميل بملايين الدولارات، اعتادت أن تمسك بزمام الأمور وأن تستخدم منصّاتها الاجتماعية لدعم المواهب وصاحبات الأعمال الصغيرة. Huda Kattan تؤمن أن لكل شخص تعريفه الخاص للجمال... وهكذا جعلت الجمال ديمقراطيّاً. هي مثال الانضباط، التصميم والثبات. صفات لمسناها، ليس فقط من خلال نجاحها العمليّ، إنّما منذ اللّحظة الأولى التي بدأنا فيها التحضير لجلسة التصوير. وقتها ثمين، لا تحبّ أن تضيّعه، ولا تسمح لأحد بأن يسلبه منها، ما يجعل العمل معها منظّماً وممتعاً...
أخيراً Huda في دائرة أصدقاء "جمالكِ". كيف تصفين تجربتكِ اليوم مع فريق العمل؟
كان يوماً رائعاً، حلم أصبح حقيقة! كنت متحمّسة جداً، فكلّ شيء كان جميلاً، من أفكار فريق العمل، إلى الإبداع في المكياج والشعر خلال جلسة التصوير، إلى مجوهرات Tiffany، وطبعاً فريق Jamalouki. متحمّسة جدّاً لرؤية النتيجة.
أنتِ رائدة أعمال ناجحة، صنعتِ نفسكِ بنفسك وبنيتِ إمبراطوريّة مستحضرات تجميل بملايين الدولارات... تستخدمين تأثيركِ على مواقع التواصل لمساعدة المواهب الصاعدة وصاحبات الأعمال الصغيرة... لكنّكِ تقولين إنّكِ لا تشعرين بكلّ ذلك من الداخل. هل يعود ذلك لاختلاف ما يراه الخارج عمّا أنتِ عليه في الحقيقة؟ أو هذه طريقتكِ للحفاظ على تركيزكِ وثباتكِ؟
أعتقد أن لكلّ شخص منظوراً مختلفاً لنفسه، لا يراه المجتمع. أنا في هذا المجال منذ وقت طويل، ولاحظت أنّه يمكنكِ إنشاء صورة رائعة لنفسكِ، ولكن عليكِ العمل عليها باستمرار. أشعر أحياناً بأنّني واقفة على قمّة العالم، وفي أكثر الأحيان، أشعر أن لديّ الكثير لأفعله. ربّما يعود ذلك إلى تربيتي الصارمة، فقد كان والداي قاسيين بعض الشيء، وهذا أمر جيّد برأيي ويبقينا واقعيّين. زوجي يذكّرني باستمرار أن النجاح عمليّة متواصلة يجب أن أعمل عليها كلّ يوم. أعتقد أنّنا جميعاً، قد نواجه صعوبة في بعض الأحيان، بسبب عدم الاكتفاء بما حقّقناه، حتى لو بذلنا قصارى جهدنا.
هدى قطان في جلسة تصوير خاصة بمجوهرات .Tiffany & Co
غالبيّة محتوى منصّاتكِ الاجتماعيّة تأتي من المستخدمين وليس منكِ، وتقولين إنّكِ بذلك تجعلين الجمال ديمقراطيّاً. لماذا لا نرى الجمال من وجهة نظركِ أيضاً؟
لكلّ شخص وجهة نظره الخاصّة عن الجمال، ويجب علينا مشاركتها مع بعضنا البعض. لست أنا من يقرّر إذا كان هذا الشيء جميلاً، أم لا. إلى اليوم، ما زلنا نسيء تفسير الجمال ونربطه بالشكل الخارجيّ! الجمال شعور يعطي قوّة للفرد ويزيد من ثقته بنفسه. أنا أمّ وأواجه تحدّيات مع ابنتي، فعندما تشعر أنّها ليست جميلة، أطلب منها أن تقول لي مَن هي الفتاة التي تراها جميلة بحسب مفهومها، وأنصحها ببناء الثقة التي جعلتها جميلة. الجمال أعمق بكثير من الشكل الخارجيّ، إنّه شعور قبل كلّ شيء، نترجمه إلى شيء محسوس.
ذكرتِ أنّكِ شعرتِ في مرحلة من حياتكِ أنّكِ عالقة في فخّ الجمال المثاليّ والفوتوشوب والفلتر، وأنّه سيتمّ انتقاد صوركِ، سواء عدّلتها أو لا. كيف تعاملتِ مع الأمر؟
شعرت بأنّني محاصرة، وكأنّني عالقة في دوّامة تعديل مظهري الخارجيّ ليناسب معايير الجمال التي وضعها المجتمع. استخدمتُ الفيلرز والبوتوكس، ثمّ الفوتوشوب والفيلتر، وهذا أتعبني كثيراً. اليوم تحرّرتُ من تلك الحلقة المفرغة التي استنفدت طاقتي وأثّرت على صحّتي النفسيّة. اتّخذتُ موقفاً وأطلقت علامة Wishful وصيحة إظهار الطبيعة الحقيقيّة للبشرة، من دون استخدام الفوتوشوب. كان هذا الأمر بمثابة نقطة تحوّل في حياتي الخاصّة ومسيرتي المهنيّة. كان التنفيذ صعباً في البداية، ولكنّنا تخطيّنا ذلك.
هل ما زلتِ تستخدمين الفوتوشوب أحياناً؟
لا نستخدم الفوتوشوب للوجه والبشرة، بل للخلفيّة للحصول على صور بجودة عالية.
ما الصفة المميّزة في شخصيّتكِ؟
أغوص في عمق الأمور، أحبّ الاطّلاع، وأفكّر دائماً، I’m a Nerd. قرأت في مكانٍ ما أنّ هناك موجات مختلفة للدماغ، واكتشفت أنّني دائماً في مرحلة الموجات التحليليّة. لا أعتقد أنّ هذا الأمر إيجابيّ دائماً!
كيف ساعدتكِ جائحة كورونا على الاستفادة من الوقت بعيداً عن الضغوطات اليوميّة؟ وكيف أثّرت على علامة Huda Beauty؟
كانت فترة كورونا صعبة للغاية بالنسبة للكثيرين، وما زلتُ أتذكّر بعض المؤثرين الذين أكملوا حياتهم وكأن شيئاً لم يكن. لذلك، أخذت استراحة كاملة من وسائل التواصل الاجتماعيّ. لقد تضرّر عملي بشكل واضح، وأصبح الأمر صعباً بالنسبة لفريق العمل أيضاً، لكنّني شعرت بأنّني بحاجة ماسّة للقيام ببحث عميق والتواصل مع ذاتي، وأنا ممتنّة حقّاً، لأنّني قمت بهذه الخطوة. نعم، كانت فترة صعبة بعض الشيء، لكنّني كنت بحاجة فعلاً للقيام بذلك.
كلّ امرأة لديها أحلام، والكثيرات لديهنّ أهداف... ولكن ليس كلّ واحدة منهنّ تحصل على ما تريد. هل هناك وصفة سريّة؟ هل هي المهارات مع القليل من الحظّ؟ أم أنّ الأمر يكمن في إيجاد الثغرات والتوقيت المناسب؟
بالطبع، هناك العديد من الأمور التي تجعل المرأة ناجحة. عليكِ العمل، الحفاظ على تواضعكِ ومحاولة تعلّم المزيد كلّ يوم. هذا هو سرّ النجاح. أنا أحتفظ بمفكرة أدوِّن فيها ما أنا عليه في الوقت الحاليّ، وأسعى إلى التغيير للأفضل. أحياناً أرجع إلى الماضي، وفي أحيان أخرى، أفكّر بالمستقبل. الجميع ناجح بطريقة مختلفة. أحياناً، أشعر بأنّني لم أحقّق شيئاً في حياتي، وفي أحيان أخرى، أفكّر أنّني قمت بالكثير، ويمكنني التقاعد. في النهاية، فكرة النجاح تتغيّر بحسب كلّ شخص، وكيف يقرّر أن يراه. لديكِ الفرصة لفعل ما تريدين في الحياة، والنجاح يحتاج إلى الكثير من الانضباط، هذا هو السرّ.
خلال التحضيرات لجلسة التصوير هذه، أشرفتِ على التفاصيل واخترتِ الكلمات والتعابير التي ستكون جزءاً من الصور. أضفتِ بشكل خاصّ عبارة "القوّة النابعة من الداخل". هل يمكنكِ تفسير ذلك؟
أؤمن بأنّنا خلقنا جميعاً بقوى خارقة. لكلّ منّا قدرة يترجمها على طريقته الخاصّة. الانضباط بالنسبة لي هو الأساس، أطبّقه على عائلتي وفريق عملي لدرجة أنهم ينزعجون منّي بعض الأحيان. عندما تنظّمين حياتكِ، تصبح الأمور أسهل، ومع الانضباط، بإمكانكِ تحقيق كلّ شيء.
أخترتِ أيضاً هذه العبارة: "فخورة بالمرأة التي أصبحتُها". هل الفخر يعني السعادة؟
الفخر، هو قبول نفسكِ، دون التأثّر برأي الآخرين. إذا اعتبر شخصٌ ما أنّني لست كافية لأنني لا أتوافق مع معاييره، لا أهتم أبداً، فمعاييره لا تنطبق عليّ. في الوقت الحاليّ، أنا متصالحة مع نفسي، ويمكنني الرجوع إلى أيّ موقف، وسأشعر بالثقة، لأنّني فعلاً لا أهتمّ كيف يراني الآخرون.
في هذه المرحلة من حياتكِ، كيف تعيدين ترتيب هذه الكلمات: السعادة، الحبّ، النجاح، الثروة؟
مفهوم السعادة مضحك! في الواقع، أنا امرأة سعيدة، إلّا أنّني لا أؤمن بالسعادة، بل بالاكتفاء، وهذا ما أشعر به دائماً. السعادة ليست ثابتة في الحياة وكذلك الحزن، لكنّني أشعر بالرضا دائماً. إذا أردت ترتيب هذه الكلمات، يأتي الحبّ في المقدّمة، ثمّ الاكتفاء، النجاح فالثروة.
كيف ساهمت دبي في نجاح علامتكِ؟
كثيراً! ولدتُ وترعرعتُ في الولايات المتّحدة، وعندما انتقلت إلى دبي، وقعت في حبّ الشرق الأوسط بكل تفاصيله. لم أكن أعرف جذوري الشرق أوسطيّة، ولا حتى الثقافة الخاصّة بنا. وقعت في حبّ هذه المنطقة والحسّ الفني فيها. وقعت في حبّ دبي. تخطر في بالي أحياناً فكرة العودة إلى الولايات المتحدة لبناء شيء آخر، لكنّني أعيد التفكير في الموضوع وأشعر أنّه يجب أن أكون هنا.
أنتِ صاحبة قرار على جميع المستويات ... وتقولين إنّكِ تريدين أن تساعدي النساء في أن يصبحن أكثر قدرة على القرار. كيف تترجمين ذلك في التعامل مع ابنتكِ نور؟ ما هي القيم التي تريدين زرعها فيها؟
نور مدلّلة، لكنّها لا تتصرّف على هذا الأساس، فهي تحصل على كل ما تريد، ولكن ليس كل ما هو مادي. تحظى بالكثير من الاهتمام والحبّ، وأحاول أن أشجّعها دائماً على أن تكون واقعيّة. كذلك، أبعدها عن وسائل التواصل الاجتماعي، لكنّني أعطيها الكثير من وجهات النظر حول مواضيع معيّنة، لأنّ الجيل الجديد لديه قيم مختلفة عن جيلنا، وتتمّ تربيته أيضاً بطريقة مختلفة. لذلك، الحوار مهمّ للعثور على أوجه الشبه بيننا.
هل تشعرين أحياناً، خصوصاً عندما تكونين مرهقة، أنّ النجاح الكبير هو نعمة ونقمة في الوقت عينه؟
أنا دائماً منهكة. أعتقد أنّ النجاح مرهق. هناك لحظات متعبة، وبعض اللّحظات التي أريد أن أكون فيها شخصاً عاديّاً. مثلاً، ابنتي في بعض الأحيان تتعرّض للتنمّر في المدرسة لمجرَد أنّني والدتها، وأحياناً، تتمّ معاملتها بطريقة أفضل للسبب نفسه. باختصار، النجاح نعمة ونقمة.
كيف تتعامل نور مع نجاحكِ وشهرتكِ؟
إنّه أمر صعب حتماً، فهي تواجه تحدّيات عدّة منذ أن كانت صغيرة. أحاول أن أكون دائماً موجودة بجانبها، وأحياناً أتحدّث إلى أمّهات أصدقائها، لأنهنّ المشكلة في أكثر الأحيان. ذات يوم، أخبرت فتاة ابنتي أنني خضعت لعمليّة تجميل أنف، لكن نور كانت قد نسيت هذا الأمر. عندما عادت إلى المنزل وسألتني، قلت لها إنّ الموضوع صحيح. مثل هذه الأمور لا يجب أن تفكّر بها ابنتي...
ما الذي يشعركِ بالرضا أكثر: الشعور بالحبّ أو أن تكوني في منصب قيادي؟
أنا دائماً واقعة في الحبّ، لذلك سأختار المنصب والمسؤولية. أحبّ أن أمسك زمام الأمور وأكون مسؤولة، أعتدت على ذلك. أن أكون في منصب قياديّ، لا يعني أنّني لا أتقبّل وجهات النظر المختلفة أو لا أستمع إلى رأي الآخرين. لكن بالطبع، هناك أوقات أختار أن أظهر فيها شخصيّة Alpha. هي موجودة ويمكنني إظهارها متى أريد.
سميّ إحدى الشخصيّات التي تقدّرينها؟
تعجبني شخصيّات كثيرة، منها شخصيّة أختي منى قطان. هي من أكثر النساء لطفاً وتواضعاً، وتساعد الجميع. نتّفق جداً وعلاقتنا قويّة. أقدّرها وأحترمها إلى أقصى الحدود.
ما أكثر ما تذكرينه من طفولتكما؟
كنت أدافع دائماً عن منى في المدرسة. كانت تلجأ إليّ عندما تتعرّض للمضايقات، وكنت أنا من يحاسب المعتدي.
هل تلجئين إليها عندما تحتاجين إلى نصيحة؟
هي واحدة من الأشخاص الذين ألجأ إليهم عندما أحتاج للنصيحة. امرأة رائعة!
بما تحلمين اليوم؟
لديّ العديد من الأحلام، لكن ما أتمنّاه اليوم متعلّق بابنتي. أريدها أن تشعر أنّها جميلة دائمة كما هي، وهذا ما أتمنّاه لكلّ الأطفال، فهم اليوم معرّضون للكثير من الصور الزائفة والفلتر، وهذا أمر مخيف. علينا أن نفتح أبواب الحوار دائماً مع أولادنا، أن نحثّهم على كسر المعايير السائدة وتقبّل أنفسهم.
متى بكيتِ آخر مرّة؟
لست من النوع الذي يبكي بسهولة. أشعر بالغضب أكثر من الحزن. عندما أحزن أصبح عدوانية. أعمل على التخفيف من تصرفاتي الاندفاعية والتعبير عن نفسي بطرق أخرى، كالتنظيف وتوضيب خزانة مستحضرات التجميل. لا أعبّر عن نفسي من خلال الدموع.
ما الذي تريدينه الآن؟
السلام. أريد أن أوقف معاركي الداخليّة، وأن أتمتّع بالسلام.