في الحياة مواهب وفرص، إذا التقت معاً أثمرت شخصيّة ناجحة تماماً كحالة الكاتب الكندي شاكر خزعل. من لاجئ فلسطني، إلى مؤلّف وناسج لقصص تحكي الخيال من أرض الواقع. مع إطلاق كتابه Tale of Tala بنسخته العربية "حكاية تالا"، كان لنا لقاء معه في مكاتب "جمالكِ" في دردشة عفويّة مع المحرّرات. لا حدود لطموحه، يريد أن ينشر حكايات السلام خصوصاً أنه يعمل مع الأمم المتّحدة. لفتنا أيضاً فكره المتحرّر من الصور النمطية، فيقول عن المرأة، لو أنّها حكمت العالم لأصبح أفضل!
جويل: ما هي علاقتكَ بمدينة بيروت؟ تزورها دائماً، وحتى أنكَ تعاملت مع لبنانيين لإطلاق النسخة العربية من كتاب Tale of Tala. فما السرّ؟
بكلّ صراحة، أعشق لبنان. في الواقع، أزور المنطقة كثيراً، أذهب إلى فلسطين، الأردن، الخليج، مصر... ولبنان نقطة استراتيجيّة قريبة من كلّ الدول. بالإضافة إلى ذلك، اللبنانيون لطفاء جدّاً ويبتسمون دائماً. لديّ الكثير من الأصدقاء هنا، ودار النشر التي أطلقت النسخة العربية لبنانية أيضاً.
نلسي: ما هي أكثر الأماكن التي تحبّها في بيروت؟
الفندق الذي أقيم فيه دائماً، وهو Smallville في بدارو، بالإضافة إلى وسط المدينة، وتحديداً الشارع المكتظّ بالمقاهي، مثل Em Sherif، فهو مطعمي المفضّل.
نادين: ما هو طبقكَ اللبناني المفضّل؟
أحبّ التبولة، الفوارغ والقصبة النيئة.
نلسي: أخبرنا عن الجولة التي قمتَ بها لتوقيع الكتاب بالنسخة العربية.
الجولة رائعة. بدأنا من "ترشيحة"، وهي قرية في شمال فلسطين، ثمّ بيت لحم، بيروت، شرم الشيخ وغيرها...
جويل: أتابع أخباركَ على إنستقرام، أنتَ شخص تنشر الإيجابية دائماً، فهل هذا الأمر صحيح أم افتراضي، أي أن وراء منشوراتكَ شخصاً مغايراً في الحقيقة؟
نعم، اليوم أنا سعيد في حياتي. بالطبع، أشعر أحياناً بعدم السعادة، لكنني لا أقوم بنشر أمور مزيّفة. حتماً، هناك عمليّة عرض للحياة على وسائل التواصل الاجتماعي، لكن ليس تزييفاً.
ماريانا: ما هي علاقتكَ باللّغة العربية، هل ما زلتَ تقرأ وتكتب العربية؟
أقرأ وأكتب ببطء شديد، فاللّغة العربية صعبة للغاية.
نور: أيّ شعار تعتمد في الحياة؟
كل شيء في الحياة ممكن، ويمكنكِ أن تقرئي في صفحات الكتاب الأولى: "عشتُ حياتي مؤمناً بأن هناك 3 أنواع من الأشخاص: الرابحون، الخاسرون وأولئك الذين يعيشون بين النصر والهزيمة". نحن نختار ما نريد، فإذا أردتِ حياةً ناجحة، عليكِ أن تسعي لذلك وتضحّي.
نلسي: ما هي أكبر التضحيات التي قمتَ بها في حياتكَ؟
لم أضحّي بشيء كبير إلى هذا الحدّ، لكنّني سأفعل يوماً ما، فإذا كنت متزوّجاً مثلاً وعليّ أن أختار بين زواجي ونجاحي، سأختار نجاحي من دون شكّ والانفصال. أنا أجمّد قلبي من أجل عقلي.
نلسي: لذا، أنتَ تختار أن تضحّي بسعادتكَ لتحقيق أحلامكَ؟
نعم، إذا كانت أحلامي ستكون سعادتي الكبرى، أختار أن أضحّي بسعادتي الصغرى.
نادين: قلت بأنك تجمّد قلبكَ من أجل عقلكَ، فكيف تتعامل مع الخسارة أو الفقدان؟
اختبرت الفقدان مرّات عدّة، وهناك أمر جميل في الفقدان، فهو يظهِر أفضل ما في الإنسان. إذا كنتِ تعيشين حياةً سعيدة، ترين كل شيء ملوّناً وهذا أمر جميل، لكن حين تختبرين الخسارة أو الفقدان، ينكسر قلبكِ ويظهِر أشياء جميلة إلى العلن. إذا نظرتِ إلى أجمل الأفكار في العالم أو الابتكارات والاختراعات، تجدين أنّها خلقت من رحم الخسارة أو الفقدان.
ساندرا: كم أنتَ متفائل في حياتكَ؟
ترعرعت في ظروف صعبة جدّاً، لذلك عليّ أن أكون متفائلاً منذ البداية، لكن بالطبع أمرّ في فترات صعبة، أعزل نفسي عن الجميع وأختفي. على سبيل المثال، منذ فترة ذهبت بمفردي إلى مراكش وأخذت استراحة من كل شيء.
نادين: هل تعتبر نفسكَ محظوظاً؟
نعم. ألاحق الحظّ والحظّ يلاحقني. علينا أن نفكّر في سؤال مهم جدّاً: هل نحن نصنع الحظ أم الحظ يصنعنا؟
نلسي: من هو "نقطة التحوّل" في كلّ مرحلة من حياتكَ؟
هي الصدفة التي تبعها الأمل، وباركها الحظّ. على سبيل المثال، نقطة التحوّل لدي كانت عندما التقيت برجل هندي توفّي عن عمر 90 سنة منذ سنتين، كان له الفضل في عودة Marilyn Monroe في الخمسينيات، وهو مَن ساهم في نشر كتابي. في العام 2013، كان ابنه ذاهباً إلى عيد ميلاد والده وأحضر له كتابي الأوّل Confessions of a War Child، أعجب بالكتاب كثيراً وتواصل معي بعد أسبوع وعمل معي على النسخة الثانية والثالثة من الكتاب.
ساندرا: ولكن قبل ذلك...
كان هناك فتاة اسمها Packer Andrea، هي كنديّة متطوّعة في مخيّم البرج، رأتني عندما كنت صغيراً وكان لها الفضل في ذهابي إلى كندا.
جويل: أخبرنا عن دوركَ الجديد في الأمم المتّحدة.
داعم في برنامج سفراء النوايا الحسنة، أمثّل مفوّضية شؤون اللاجئين حول العالم. هناك حوالي 68 مليون لاجئ حول العالم يشعرون بالأسف تجاههم، لكن وجهة نظري، لا يجب النظر كذلك، فقد تصبح أنتَ لاجئاً يوماً ما، أو قد تصادفكَ مشكلة أكبر من ذلك. هناك الكثير من قصص اللاجئين الناجحة والملهمة، مثل قصّة السورية يسرى مارديني التي سبحت من تركيا إلى اليونان وباتت اليوم من أفضل السبّاحين في الألعاب الأولمبية.
نادين: في كتاب Tale of Tala، تقول شخصيّة Henry: "ولدت لأربح"، وسمعناها منك سابقاً، فهل تؤمن بأن الرجل ولد دائماً ليربح على المرأة؟
أبداً، أؤمن بأنّه بعد 10 أو 15 سنة، ستحكم النساء وسيصبح العالم أفضل بكثير.
نور: مَن هي مثلكَ الأعلى؟
Arianna Huffington، مؤسّسة Huffington Post.
نلسي: ما هو مفهومكَ للجمال؟
الفرادة هي الجمال. على صعيد الشكل، أركّز كثيراً على الابتسامة. النجمة Jennifer Lawrence تأخذ 10/ 10 بالنسبة لي، ليس فقط بالنسبة إلى الابتسامة بل شخصيّتها ككل، فهي كانت تسكن في المبنى الذي أقطن فيه في نيويورك وقد التقيت بها مرّات عديدة. هي بالفعل متواضعة.
نادين: أيّ عطر تعتمد؟
Bleu de Chanel.
ماريانا: أخبرنا عن مشاريعكَ المستقبلية:
بدأت بالتحضير لكتابي الجديد الذي يحمل قضيّة التجنيد الإلكتروني لصالح أجهزة المخابرات، وهو مبني على قصّة حقيقية. بالإضافة إلى ذلك، نعمل على تحويل كتاب Tale of Tala إلى مسلسل، لكن لن أبوح بأكثر من ذلك الآن!
إقرئي أيضاً: مقابلة خاصة مع فهد وشوق المرزوق، مؤسِسَي دار Marzook للحقائب
مقابلة خاصّة مع مصمّمة المجوهرات الأميركيّة - المصريّة Jacquie Aiche: أحبّ النساء الرائعات اللواتي تواصلت معهنّ من خلال مجوهراتي