إلى Jaipur ذهبت "جمالكِ" برفقة Bulgari لتكتشف جذور العطر الجديد، وتحظى بلحظاتٍ قريبة من صانع العطر Alberto Morillas. بعد التعرّف إلى هذا الرجل الستينيّ الوسيم، فهمنا السرّ الكامن وراء كونه صانع أجمل العطور خلال العقود الماضية. هو محبوب نساء العالم من دون أن يدرين أو يدري هو بذلك...
قلتَ إنّكَ بحاجة لكتابة التركيبة لتتمكّن من تخيّلها، كيف ذلك؟
تركيبات العطور أصبحت ترى النور على أجهزة الكمبيوتر، أمّا طريقتي فما زالت كلاسيكيّة. عندما أبدأ بكتابة المكوّنات بيدي، تصبح عقارب الساعة أبطأ، والكلمات تأخذ وقتها لتأتي إليّ، ما يسمح لي بتحسّس الروائح التي أضمّها إلى تركيبتي ومجاراة أفكاري ومشاعري بطريقةٍ أفضل. أتخيّل ما يمكن أن أحصل عليه كنتيجةٍ نهائيّة، لكنّ هنالك دائماً مفاجأة صغيرة تنتظرني عندما أشمّ العطر. الأمر يشبه التقاط صورة، أوّلاً نتخيّلها ونحلمها، لكن عندما نراها تكون مختلفة بعض الشيء.
... مثل موسيقيّ أصمّ يعزف على البيانو؟
لطالما قلتُ إنّ صانع العطر كعازف البيانو، في كلّ مرّةٍ يكتب مقطوعةً تكون مختلفة عن سابقاتها.
خصّصتَ الكثير من مسيرتكَ لصناعة العطور الخاصّة لأنّكَ تؤمن أنّ العطر كبصمة الإصبع لا يتكرّر بين إنسانٍ وآخر... ما الصعوبات التي تواجهها في صناعة عطرٍ لكلّ نساء العالم وليس لامرأةٍ واحدة؟
لا أفكّر في هذا الأمر! عندما يتخيّل Karl Lagerfeld مثلاً تصميماً ما، هل يكون متأكّداً أنّه سيعجب كلّ النساء؟ بالطبع لا، والأمر سيّان بالنسبة لصناعة العطور. عندما أصنع عطراً لدار Bulgari أحرص على أنّ يكون قصّةً حقيقيّة نابضة بالعاطفة. أشعر بالرضا عندما تأخذ سيّدةٌ هذا العطر بين يديها، تتأمّل لونه، تتحسّس قارورته، فتشعر بالرسالة التي أردنا وضعها فيه منذ البداية.
مَن هي المرأة التي خلقتَ لها عطر Omnia Indian Garnet؟
لا أصنع عطراً لأسلوبٍ معيّن من النساء، فعمليّة الخلق لدى صانع العطور تأتي محمّلة بالأنانيّة. هو لا يأخذ في الحسبان سوى مشاعره، ذوقه والتحفة التي يريد الحصول عليها في النهاية. لا أتوقّع من النساء اللّواتي يشتممن النسخة الأولى من عطري ليحكمن عليه أن يتقبّلنه بسهولة، لكنّني دائماً مستعدّ أن أفسّر رؤيتي وتركيبتي. في النهاية لا يمكن أن نحصل على إعجاب الجميع وإلّا أصبح ما نقوم بها مملّاً.
أشعر بالزعفران عندما أشتمّ هذا العطر، وهذا ما يجعله فريداً وجديداً بالنسبة إلى حواسي...
الزعفران رائحته خشبيّة، زهريّة وشائكة في الوقت عينه. هو يمثّل الهند بقوّتها وسحرها، فالمرأة التي ترتدي ساري هي رؤية بحدّ ذاتها. في الماضي، طلبت منّي أمبراطورة إيران أن أصنع عطراً يذكّرها ببلدها... سألتُها "ما هو المكوّن الأكثر قدرة على تجسيد إيران في مخيّلتكِ؟"، فأجابتني: الزعفران وزهرة اللّيمون. حفظتُ ذلك في ذاكرتي وقد أثّر فيّ كلامها لأنّ الإنسان عندما يكون منفيّاً يحتفظ بالروائح بطريقةٍ أقوى، فهي كلّ ما تبقّى له.
ما هو الدور الذي لعبته إسبانيا في تكوين خلفيّتكَ وذوقكَ؟
بيئتنا الأولى هي التي تكوّننا، وعندما نترك موطننا في عمر الشباب، نحتفظ بصورة أعظم له ونعطي أهميّة أكبر للحظات الطفولة فيه. قضيتُ طفولتي في Seville في منزلٍ كانت تبقى نوافذه مفتوحة لاستقبال الشمس، ففي قريتي كانت تسود تلك الثقافة العربيّة التي تهوى جمع كلّ ما هو جميل. أتذكّر رائحة الياسمين، الورد، زهر اللّيمون والمياه التي تجسّد الغنى وتجمع كلّ تلك العناصر. أحاول أن أحافظ على سيولة المياه وشفافيّتها في كلّ عطوري.
لا تملك كلّ العطور التي صنعتَها نقاطاً مشتركة بالنسبة لأنفٍ عاديّ. فهل ترى فيها تشابهاً؟
لا تشبه عطوري بعضها لأنّني أعمل لدورٍ مختلفة، ما يعني أنّه عليّ التوصّل إلى عطر يعكس هويّة الدار وفي الوقت عينه يحمل توقيعي، وذلك ليس بالأمر السهل. لكنّ العمل معBulgari أمرٌ ممتع لأنّ أولويّة هذه الدار ليست الفوز، بل صنع شيءٍ جميل بصرف النظر عن النتيجة. أجد أنّه من المحزن والمملّ جدّاً أن يعيد الفنّان نفسه في أعماله، وهنا أتمثّل ببيكاسو الذي تطوّر بشكلٍ مستمرّ مع الحفاظ على بصمته الواضحة. لا يمكن أن أصنع عطراً إذا لم أكن سعيداً لصنعه، لستُ فنّاناً يستطيع العمل في ظلّ المعاناة!
هل يكمن الحبّ الأعظم في علاقة المرأة والمجوهرات أم في علاقتها مع العطر؟
عليّ القول إنّ تكلفة هذين العلاقتين تختلف، فالعطر أقلّ ثمناً من المجوهرات لكنّه ليس أقلّ قيمةً بالنسبة للمرأة. هو رفيقها حتى عندما تكون في أكثر لحظاتها صدقاً وحميميّة، هو سلاحها للإغراء، بينما المجوهرات تجسّد القوّة، النجاح والجمال الخالص.
