الصيام المتقطّع من أكثر الحميات شيوعاً في السنوات الأخيرة، وقد كثر الحديث عن أثره الإيجابيّ على صحّة الجهاز الهضميّ، وتحديداً على التوازن البكتيريّ في الأمعاء. فما نتناوله، وما نمتنع عن تناوله ينعكس بشكل مباشر على صحّة أمعائنا وعلى التوازن البكتيريّ فيها. هذا بالطبع، ينطبق أيضاً على الصيام في شهر رمضان المبارك. تعرّفي معنا على كيفيّة الحفاظ على التوازن البكتيريّ وأهميّة الصيام في ذلك.
قائمة المحتويات
ما هو ميكروبيوم الأمعاء؟
إرتبطت البكتيريا دوماً في أذهاننا بالأمراض والالتهابات! لكن كما أنّ ثمّة بكتيريا ضارّة في الأمعاء، تنمو فيها أيضاً تلك الجيّدة التي لها أثر إيجابيّ على الصحّة. عادة ما تكون البكتيريا الضارّة بمستويات منخفضة، دون أن تسبّب الأذى، إلّا أنّ انعدام التوازن بين البكتيريا الجيّدة والضارّة، هو ما يؤدّي إلى نتائج سلبيّة. هناك المئات من البكتيريا في الأمعاء وكلٌّ منها يلعب دوراً محدّداً في الجسم، فبقدر ما يكون هناك تنوعٌ في الميكروبيوم، تكونين صحيّاً بحال أفضل. في الوقت نفسه، يحتاج كلٌّ منها إلى عناصر غذائيّة مختلفة للنموّ.
لماذا لا أستطيع النوم بعد رمضان؟
تأثير الصيام على التوازن البكتيري في الأمعاء؟
للصيام فوائد صحيّة عديدة، من بينها، أنّه يساهم في تعزيز معدّلات البكتيريا الجيّدة وفي إحداث تغيير على مستوى تركيبة الميكروبيوم. فقد أظهرت إحدى الدراسات أنّ الصيام في رمضان يعيد تشكيل مجموعات البكتيريا التي في الأمعاء بطريقة صحيّة وسليمة. فعند التقيّد بالصيام والامتناع عن تناول الأطعمة، يلاحظ ارتفاع واضح في معدّلات بكتيريا معيّنة ترتبط بمؤشّرات صحيّة إيجابيّة، مثل تراجع الالتهابات في الأمعاء، تعزيز وظائف جهاز المناعة، تحقيق التنوّع على مستوى البكتيريا في الأمعاء وتحسّن صحّة جدار الأمعاء الذي يسمح بمرور العناصر الغذائيّة، فيما يمنع دخول البكتيريا الضارّة. لذلك، يعتبر الصيام من الوسائل الفضلى التي يمكن اللّجوء إليها للحفاظ على صحّة الأمعاء. لا تنسي أيضاً دور الصيام في التخلّص من السموم وما لذلك من أثر إيجابيّ على الأمعاء.
فوائد التوازن البكتيري في الأمعاء
يعمل التوازن البكتيري في الأمعاء على حماية الجسم من:
- أمراض القلب.
- السكريّ.
- الربو.
- أمراض الكلى المزمنة.
- إلتهاب المفاصل الرثياني.
- مشكلات على مستوى الصحّة النفسيّة.
- متلازمة القولون العصبيّ.
كلّ ما عليك معرفته عن البوستبيوتيك
أطعمة مفيدة للجهاز الهضمي والأمعاء
الأطعمة المخمّرة
يعتبر اللّبن والكمبوشكا من الأطعمة المفيدة للبكتيريا الجيّدة في الأمعاء. تساهم هذه الأطعمة في تعزيز وظائف الميكروبيوم وتركيبته.
الأطعمة النباتية
تعتبر الفاكهة والخضراوات أفضل المصادر الغذائيّة التي يمكنكِ الاعتماد عليها للحفاظ على صحّة الميكروبيوم، إذ إنّها تحتوي على نسبة عالية من الألياف التي يمكن لبعض البكتيريا في الأمعاء أن تهضمها، ما يحفّز على نموّها. أيضاً، تحتوي البقوليّات على نسبة عالية من الألياف. لقد تبيّن أنّ اتّباع نظام غذائيّ غنيّ بالخضراوات، الفاكهة والأطعمة النباتيّة عامّةً يعيق نموّ بعض أنواع البكتيريا المسبّبة لأمراض معيّنة.
البريبيوتكس
تعزّز نموّ البكتيريا الجيّدة في الأمعاء وتكون غالباً من النشويّات المركّبة، كما تحتوي أصناف عديدة من الفاكهة والخضراوات على البريبيوتكس التي أظهرت الدراسات أنّها تساهم في خفض معدّلات الأنسولين ومستويات الدهون في الدم لدى من يعانون البدانة، ما يساهم في الوقاية من أمراض القلب والسكريّ.
معلومة: يبدأ النموّ السليم للميكروبيوم من الطفولة! فقد أظهرت الدراسات أنّ الرضاعة الطبيعيّة مفيدة لصحّة الأمعاء، فالأطفال الذين تمّ إرضاعهم طبيعيّاً يتمتّعون بنسبة بكتيريا جيّدة أعلى بالمقارنة مع من تناولوا الحليب المصنّع.