عضو في معهد الطبّ الوظيفيّ والجمعيّة البريطانيّة للتغذية وطبّ نمط العيش. إنتقلت Lana من لندن إلى دبي لتقدّم خبرتها التي تزيد عن 10 سنوات في ممارسة العلاج بالغذاء. في هذه المقابلة، نتعرّف معها على أهميّة BMI، أي مؤشّر كتلة الجسم، وما إذا كان معياراً دقيقاً يمكن الاعتماد عليه في تحديد الحالة الصحيّة.
هل يعكس مؤشّر كتلة الجسم الحالة الصحيّة بشكل دقيق؟
بشكل عام، لا يعتبر مؤشّر كتلة الجسم معياراً دقيقاً أو مثاليّاً لتحديد الحالة الصحيّة. من المهمّ معرفة حدوده وعدم الاعتماد عليه بشكل أساسيّ وحصريّ.
متى يكون اعتماده أساسيّاً كمعيار للصحّة؟
كخطوة أولى، من المهمّ معرفة مؤشّر كتلة الجسم، فهو يساعد في معرفة المشكلات الصحيّة المرتبطة بزيادة الوزن أو السمنة، وبالتالي يمكن أن يؤثّر إلى حدٍّ كبير بالحالة الصحيّة للشخص. وفي حال كان الهدف خفض الوزن ، يمكن الحدّ من خطر الإصابة ببعض المشكلات الصحيّة، منها المتلازمة الاستقلابيّةMetabolic syndrome ، وهي كناية عن مجموعة من الأمراض تظهر في الوقت نفسه ومرتبطة ببعضها، غالباً ما تصيب الأشخاص الذين يعانون السمنة. هذا ما يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب، الجلطة والسكريّ من النوع الثاني. من ضمن هذه المشكلات الصحيّة أيضاً، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع مستويات الشحوم الثلاثيّة والكوليسترول، مستويات السكر في الدم، مقاومة الأنسولين والزيادة في معدّل الدهون في محيط الخصر.
هل من أشخاص معيّنين يجب ألّا يعتمدوا مؤشّر كتلة الجسم كمعيار؟
يحتسب مؤشّر كتلة الجسم المقاس على أساس الطول والوزن. لذلك، قد يكون حساب مؤشّر كتلة الجسم غير دقيق لدى البعض.
طرق مضاعفة قدرة التحمل لديكِ أثناء القيام بالتمارين الرياضية
- الحوامل: حيث تكون هناك زيادة طبيعيّة في الوزن مرتبطة بنموّ الجنين وزيادة حجم الدم ونموّ المشيمة.
- الرياضيّون المحترفون: يمكن ألّا يكون احتساب مؤشّر كتلة الجسم لديهم دقيقاً بسبب زيادة الكتلة العضليّة التي تؤدّي إلى زيادة في الوزن.
- المسنّون: يجب عدم الاعتماد على مؤشّر كتلة الجسم، لأنّ تركيبة الجسم تختلف لديهم، مقارنة مع من هم أصغر سنّاً، حيث تتراجع نسبة العضلات في الجسم، فيما تزيد معدّلات الدهون، ما يجعل تشخيص حالة السمنة لديهم أكثر صعوبة.
تجدر الإشارة إلى أنّ تركيبة الجسم لجهة معدّلات الكتلة العضليّة في مقابل الكتلة الدهنيّة تختلف بحسب العرق أيضاً. لذلك، قد يعطي مؤشّر كتلة الجسم فكرة عن الحالة الصحيّة لذوي البشرة البيضاء، فيما قد يكون أقلّ دقّة بالنسبة للمجموعات الإثنيّة والعرقيّة الأخرى. يمكن الاعتماد على الـ NHS(National Health service – UK) أونلاين كمقياس، لاحتساب مؤشّر كتلة الجسم، لأنّه يأخذ بعين الاعتبار الاختلاف العرقيّ والإثنيّ.
هل من مؤشّر آخر للصحّة يمكن الاستناد إليه؟
لا يمكن لمؤشّر كتلة الجسم، منفرداً، أن يحدّد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدمويّة أو أيّ حالة صحيّة أخرى. ينطبق هذا على ارتفاع مستوى الكوليسترول، ارتفاع مستوى السكر في الدم وارتفاع مستوى ضغط الدم، فلا يمكن تناول أيّ منها كمعيار بشكل منفرد. وعلى الرغم من أهميّة صحة القلب والأوعية الدمويّة، لا يمكن تناولها وحدها كمقياس لتحديد الحالة الصحيّة عامةً. أثناء الممارسة في مجال العلاج بالغذاء، تلقّيت تدريباً في مجال الطبّ الوظيفيّ. هو مقاربة تستند على علم الأحياء ويرتكز على تحديد جذور المرض ومسبّباته. عند المعالجة الشاملة للمريض، يتمّ الاعتماد على فحوص عامة للدم وفحص للخروج والبول، بحسب الأعراض التي يعانيها المريض، كما تؤخذ بعين الاعتبار عوامل أخرى، كالعوامل الجينيّة، المحيط، التاريخ الصحيّ للمريض وحالته النفسيّة والعاطفيّة.
هل يمكن أن يكون مؤشّر كتلة الجسم مضرّاً؟
بالنسبة لي، يمكن أن يكون مفيداً ويشكّل نقطة انطلاق جيّدة.
