بعد بلوغ سن الأربعين ستشعرين أن أموراً كثيرة تبدّلت في جسمك مثل الصعوبة في خسارة الوزن وتغيّر في شكل الصدر والمعاناة من الهبّات الساخنة. الهبّات الساخنة هي من الأمور المزعجة التي تصيب حوالي 80 % من النساء بعد سنّ الأربعين وهي علمياً الارتفاع المفاجئ في درجة حرارة الجسم ويرجع ذلك إلى التغيرات الهرمونية التي تتسم بها هذه المرحلة. فهل بلغت سن الأربعين وتعانين من مشكلة الهبّات الساخنة؟ إليكِ بعض الطرق التي ستساعدكِ على الحدّ منها.
ما هي الهبّات الساخنة؟
الهبّات الساخنة هي إحساس لحظة من الحرارة في الوجه وأجزاء مختلفة من الجسم وقد تؤدي إلى احمرار الوجه وتعرقه جراء التغيرات في الدورة الدموية التي تحدث نتيجة لتمدد الأوعية الدموية قرب سطح الجلد. بعض النساء يعانين من زيادة معدل ضربات القلب أو قشعريرة ورعشة، في حين تعاني أخريات من الخفقان وشعور قوي بالقلق خلالها. كما يمكن أن تحدث الهبّات الساخنة في الليل وتسمى بالتعرق الليلي وربما تتعارض مع النوم مما يؤدي إلى اضطراب في النوم.
وعلى الرغم من أن الهبّات الساخنة تحدث عادة مرة أو مرتين يومياً، فإنه من الممكن أيضاً أن تتكرر بصفة متواترة، لتصل إلى مرة كل ساعة دون إشعار سابق، وتدوم من دقيقتين إلى أربع دقائق.
أسباب الهبّات الساخنة
لا يوجد سبب علمي دقيق يفسّر ظهور الهبّات الساخنة بعد سن الأربعين. ومع ذلك، يُعتقد أنها ناجمة عن حدوث تقلبات هرمونية مفاجئة خلال مرحلة سن اليأس، ومن الواضح أن انخفاض مستويات الإستروجين يلعب دوراً، وأثبت الخبراء أن التوتر العاطفي يؤثر على وتيرة حدوث الهبّات الساخنة وحدتها.
علاج الهبات الساخنة
تتمثل بعض الطرق لعلاج الهبّات الساخنة في استخدام العلاج الهرموني، الذي يتضمن تناول هرمون الإستروجين لمعالجة الأعراض المزعجة خلال سن اليأس. ولكن لا يوصي الخبراء بهذا النوع من العلاج لأكثر من عامين، لما ينطوي عليه من مخاطر محتملة. وفي حالات أخرى، يوصي الأطباء بالعلاجات التي تتكون من جرعات منخفضة من مضادات الاكتئاب. ناقشي إيجابيات طرق هذا العلاج وسلبياتها مع طبيبك. فإذا كانت الهبّات الساخنة لا تؤثر على مسار حياتك، فربما لا تكونين بحاجة إلى العلاج واكتفي فقط بالعلاجات المنزلية أدناه لأن الهبّات الساخنة تختفي تدريجياً لدى معظم النساء حتى دون علاج، ولكن قد يستغرق توقفها عدة سنوات.
طرق لتجنّب الهبّات الساخنة بعد عمر الـ40
إذا كانت الهبّات الساخنة خفيفة، فيمكن محاولة السيطرة عليها بإجراء هذه التغييرات على نمط حياتكِ:
حافظي على برودة جسمكِ
يمكن أن تتسبب الزيادة البسيطة في درجة حرارة الجسم الأساسية إلى التعرض لهبات الحرارة. لذا ارتدي ملابس متعددة الطبقات لتتمكني من خلع بعض الملابس عند الشعور بارتفاع حرارة جسمكِ. ولمنع هذه الهبّات أثناء الليل، اختاري الثياب القطنيّة التي تمتّص العرق.
افتحي النوافذ أو استخدمي المروحة أو جهاز تكييف الهواء. وقلِّلي درجة حرارة الغرفة إذا أمكن. وإذا شعرت أن هبة الحرارة وشيكة، فتناولي مشروبًا باردًا.
انتبهي لما تتناولينه من طعام وشراب
يمكن للأطعمة الحارة والمتبَّلة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين والكحول أن تتسبب في حدوث هبات الحرارة. واكتشفي مسببات الحالة وتجنبيها.
مارسي التمارين العقلية المُعزِزة لصحة الجسم
تشعر بعض النساء المصابات بهبات الحرارة الخفيفة بالراحة عند ممارسة التمارين العلاجية العقلية التي تعزز صحة الجسم، لكن لا توجد أدلة حاسمة تثبت فعالية ذلك. ومن أمثلتها التأمل والتنفس البطيء والعميق والتحكم في التوتر والتخيل الموَّجه. وإذا لم تفلح هذه الأساليب في النهاية في تهدئة هبات الحرارة، فقد تمنحكِ فوائد أخرى مثل تخفيف اضطرابات النوم التي تحدث غالبًا مع انقطاع الطمث.
مارسي التمارين الرياضيّة
قد تفترضين أنّ التمارين الرياضيّة تزيد من حدّة الهبات الساخنة نظراً لأن في طبيعة الحال يصبح الجسم أكثر سخونة ولكن هذا ليس ما كشفته دراسة أميركيّة حديثة. أشارت الدراسة التي شاركت بها 92 امرأة الى أنّ النشاط الجسديّ يساعد على الحدّ من الهبّات الساخنّة وهو أفضل طريقة لتحسين صحّة النسوة في مرحلة انقطاع الطمث.
امتنعي عن التدخين
يرتبط التدخين بزيادة هبات الحرارة. وبالامتناع عن التدخين، قد تنجحي في تقليل هبات الحرارة والحد من خطر الإصابة بالكثير من الحالات الصحية الخطيرة مثل مرض القلب والسكتة الدماغية والسرطان.
حاولي إنقاص وزنك
إذا كنت تعانين من زيادة الوزن أو السمنة، يمكن يساعد إنقاص الوزن على تخفيف هبات الحرارة.
اغسلي يديكِ بالمياه البارد
عندما تحدث لكِ الهبّات الساخنة أثناء وجودكِ بين الناس، لا تقلقي. فقط، اذهبي إلى الحمّام واغسلي يديكِ بالمياه الباردة وضعي ايضاً بعضاً من هذه المياه الباردة على وجهكِ. ستشعرين بالإنتعاش.
علاج الهبّات الساخنة بالاعشاب
على الرغم من أن البعض قد يحاول علاج الهبات الساخنة بالأعشاب، إلا أن فعالية الأعشاب في مقاومة الهبات الساخنة لا تزال موضع شك، إذ لم تثبتها الدراسات بعد، ناهيك عن ما قد يرتبط باستخدامها من مضاعفات جانبية محتملة.
من أبرز هذه الأعشاب:
- الكوهوش الأسود: تنبع الفوائد المحتملة للكوهوش الأسود في هذا الصدد من احتوائه على أستروجينات نباتية (Phytoestrogens)، لذا يعتقد أن استخدام هذه العشبة قد يسهم في تخفيف حدة الهبات الساخنة.
- النادرين: قد يساعد الاستخدام المنتظمة نبتة الناردين (Valerian root) على تخفيف حدة الهبات الساخنة. وتعزى بعض فوائد الناردين في هذا الصدد لاحتوائه على الإستروجينات نباتية والتي قد تسهم في تخفيف حدة الهبات الساخنة.
- الشمر: وتعزى الفوائد المحتملة للشمر لتخفيف حدّة الهبّات الساخنة لاحتوائه على أستروجينات نباتية التي تسهم في مقاومة أعراض مرحلة انقطاع الطمث.
- عرق السوس: نظرًا لاحتواء عرق السوق كذلك على أستروجينات نباتية، إذ قد يساعد استخدام هذه النبتة على تخفيف حدة وعدد مرات الهبات الساخنة.