التشنجات، ألم في أسفل البطن، ألم في الساقين، ألم في أسفل الظهر، الإفرازات السائلة ما قبل حدوث الحيض، نزيف الدم أثناء حدوثه: كلّها عوارض طبيعيّة تعيشها المرأة خلال الدورة الشهرية. ولكن، قد تعاني العديد من النساء من أعراض مزعجة جدّاً خلال الدورة الشهرية، وأبرزها الإفرازات الدموية الكثيفة التي يمكن أن تكون مؤشراً على وجود مرض ما. إليكِ، في هذا المقال، معلومات أكثر حول الطرق المتّبعة لعلاج غزارة الطمث، ولكن دعينا أوّلاً نعرّفكِ على ما هو النزيف الحيضي أو غزارة الطمث.
ما هو نزيف دم الحيض؟
نزيف دم الحيض هي حالة طبية شائعة عند النساء، وتحدث عند فقدان أكثر من 80 ملليلتر من الدم في دورة حيض واحدة أو استمرار نزيف الحيض لأكثر من 7 أيام أو كلاهما. يشار إلى هذه الحالة علميّاً من خلال استخدام أحد هذين المصطلحين: غزارة الطمث أو النزيف الحيضي. هناك العديد من الطرق المتّبعة لعلاج غزارة الطمث، أكملي القراءة للتعرف عليها.
علاج نزيف دم الحيض من خلال الأدوية
في حال كنتِ تعانين من غزارة الطمث فعليكِ زيارة الطبيب فوراً لتلقي العلاج اللازم. غالباً ما سيستفسر الطبيب عن تاريخك الطبي ودورات الحيض لديك. وقد يُطلب منك الاحتفاظ بدفتر يوميات عن الأيام التي حدث فيها نزيف والتي لم يحدث فيها، بما في ذلك ملاحظات عن مدى غزارة التدفق لديك وما مقدار الفوط الصحية التي احتجت إليها للسيطرة على النزيف سيجري الطبيب فحصاً بدنياً وقد يوصي أيضاً بإجراء بعض الاختبارات والصور الشعاعية للتمكن من تحديد السبب الدقيق وراء حدوث نزيف دم الحيض. بعد ذلك سيقوم الطبيب بإعطائكِ العلاج المناسب، ومنها:
1- استخدام العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات
تساعد العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات، مثل الإيبوبروفين (أدفيل وموترين آي بي، وغيرها) أو نابروكسين الصوديوم (أليف)، في تقليل فقدان الدم الحيضي. وتوفر العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات فائدةً إضافيةً، هي تخفيف تقلصات الطمث المؤلمة.
2- استخدام حمض الترانيكساميك
يساعد حمض الترانيكساميك (ليستيدا) على تقليل فقدان الدم الحيضي، ولا توجد حاجة إلى تناوله إلا في وقت حدوث النزيف.
3- استخدام أدوية منع الحمل
يمكن أن تساعد وسائل منع الحمل التي تؤخذ عبر الفم، إلى جانب منعها للحمل، في تنظيم دورات الطمث، وتقليل نوبات النزف الحيضي المفرط أو طويل المدة.
4- تناول البروجسترون
يمكن أن يساعد هرمون البروجسترون في تصحيح اختلال الهرمونات، والحد من غزارة الطمث.
ملاحظة: إذا كنتِ تعانين من فقر الدم بسبب غزارة الطمث، فقد يوصي طبيبكِ بتناول مكملات الحديد الغذائية بانتظام. إذا كانت مستويات الحديد لديكِ منخفضة، ولكنكِ لم تصابي بفقر الدم بعد، فقد ينصح الطبيب أيضاً ببدء تناول مكملات الحديد الغذائية لتفادي الإصابة بفقر الدم.
علاج نزيف دم الحيض بالجراحة
قد تحتاجين إلى علاج جراحي لغزارة الطمث في حالة عدم نجاح العلاجات السابقة. وتتضمن خيارات علاج غزارة الطمث بالجراحة الآتي:
1- توسيع الرحم
يوسِّع الطبيب عنق الرحم ثم يشفط الأنسجة من بطانة الرحم لتقليل النزيف الحيضي. وعلى الرغم من أن هذا الإجراء شائع وغالباً ما ينجح في علاج النزيف الحاد، إلّا أنّكِ قد تحتاجين إلى مزيد من إجراءات التوسيع إذا تكررت غزارة الطمث لديك.
2- إنصمام الشريان الرحمي
بالنسبة للنساء المصابات بغزارة الطمث نتيجة الأورام الليفية، يهدف هذا الإجراء إلى تقليص أي ورم ليفي في الرحم عن طريق سد الشريان الرحمي وقطع مصدر إمداده بالدم. أثناء انصمام الشريان الرحمي، يمرر الجراح قسطرة عبر الشريان الكبير في الفخذ ويوجهه إلى شرايين الرحم، حيث يتم حقن الأوعية الدموية بمواد تقلل من تدفق الدم إلى الورم الليفي.
3- الجراحة بالموجات فوق الصوتية المركزة
على غرار انصمام الشريان الرحمي، تعالج الجراحة بالموجات فوق الصوتية المركزة النزيف الناجم عن الأورام الليفية عن طريق تقليصها. ويستخدم هذا الإجراء الموجات فوق الصوتية لتدمير الأنسجة المصابة بالورم الليفي. ولا يلزم الأمر عمل شق جراحي في هذا الإجراء.
4- استئصال الورم العضلي
يتضمن هذا الإجراء إزالة الأورام الليفية في الرحم جراحيّاً. وبناء على حجم الأورام الليفية وعددها وموقعها، يمكن للجراح أن يختار إجراء استئصال الورم العضلي باستخدام جراحة البطن المفتوح إمّا من خلال عدة شقوق جراحية صغيرة أو من خلال المهبل وعنق الرحم.
5- استئصال بطانة الرحم
هذا الإجراء ينطوي على تدمير بطانة الرحم. يستخدم في هذا الإجراء الليزر أو الترددات الراديوية أو الحرارة المطبقة على بطانة الرحم لتدمير الأنسجة. وبعد استئصال بطانة الرحم، تخف فترات الحيض لدى معظم النساء كثيراً. الحمل بعد استئصال بطانة الرحم ينطوي على العديد من المضاعفات المرتبطة به. إذا قمتِ باستئصال بطانة الرحم، فيوصى باستخدام وسيلة منع حمل قوية أو دائمة حتى انقطاع الطمث.
6- استئصال جزئي لبطانة الرحم
يستخدم هذا الإجراء الجراحي حلقة سلكية للجراحة الكهربائية لإزالة بطانة الرحم. ويعد كل من استئصال بطانة الرحم والاستئصال الجزئي له مفيداً للنساء اللواتي يعانين من نزيف حيضي شديد الغزارة. ولا يوصى بالحمل بعد هذا الإجراء.
7- استئصال الرحم
استئصال الرحم هي جراحة لإزالة الرحم وعنق الرحم، وهي عبارة عن إجراء جراحي يسبب العقم وينهي فترات الحيض بشكل دائم. ويتم استئصال الرحم تحت التخدير ويتطلب البقاء في المستشفى.
ملاحظة: عندما تحدث غزارة الطمث بسبب وجود مرض آخر مثل مرض الغدة الدرقية، أو مرض الكلى أو الكبد، فعادة ما يؤدي علاج هذه الحالة إلى تخفيف النزيف في فترات الحيض.
المعلومات الواردة في هذا المقال ليست كافية وحدها لتشخيص المرض/الحالة، استشيري دائماً الطبيب