تمتلك النساء عموماً طموح عالٍ ربما في بعض الأحيان أكثر من الرجل: نجد أن الفتيات أكثر تفوقاً في الدراسة مثلاً من الذكور في السن نفسه، ولديهن رغبة في العمل، التفوق والمنافسة القوية في سوق العمل. في المقابل، وعندما تتزوج، قد تشعر المرأة بالتشتيت ويزداد الأمر صعوبة خصوصاً بعد إنجاب الأطفال.
ترغب المرأة بسبب عاطفتها القوية وحبها الشديد لأطفالها أن تعطي وقتها كله لهم وأن تتفرغ لهم بالكامل حتى لا يغيبوا عن نظرها ورعايتها أبداً. هنا يتصادم الأمر مع عملها الذي تحبه فتشعر بالذنب وقد تفكر في ترك العمل والتفرغ لابنائها.
المطلوب أن تهوني على نفسك وألا تشعري بالذنب أبداً، فالدراسات الحديثة أثبتت أن الأطفال الذين يمتلكون أمهات عاملات هم أكثر اعتماداً على أنفسهم من الاولاد الآخرين ويعملون بعد ذلك بشكل أفضل في وظائفهم وربما يحصلون على مناصب إشرافية في المستقبل.
أما في ما يتعلق بسعادتهم وصحتهم النفسية، فلا تقلقي بخصوص هذا الأمر! عملك لا يؤثر على سعادتهم أبداً فهم يكبرون بصحة نفسية جيدة تماماً مثل الأطفال الذين لديهم أمهات غير عاملات.
الأمومة هبة عظيمة تحمل مسؤوليات كثيرة لا يمكن أن يقوم بها أحد غير المرأة. إذا أضفنا إليها أعمال المرأة الأخرى ومشاركتها في بناء المجتمع، لتعجبنا من قوتها، صلابتها وقدرتها العجيبة على تحمل كل هذه المهمات. لذا لا ترهقي نفسك بالشعور بالذنب ولا تضيفي أعباءً أخرى على نفسك.
اتركي وقت مخصص لك ولطفلك بعيداً عن أعمال المنزل التي لا تنتهي للحديث عما جرى في يومه في المدرسة مثلاً، عن أصدقائه ومعلميه، عن تدريبه في النادي وما حدث فيه. دعيه يروي لك قصصه وحكاياته المفضلة عن سوبرمان وروبانزل، احكي له قصة جميلة قبل النوم توجهينه من خلالها لبعض القيم والسلوكيات الجميلة.
قبّليه على رأسه، احتضنيه دائماً وبيّني له أنك تحبينه بدون شروط... هذه الأشياء هي التي ستشكل شخصيته في المستقبل وليس تفرغك الدائم له من خلال البقاء في المنزل. اعلمي أن قيمة الوقت الذي تقضينه مع طفلك هو بجودته وقيمته وليس بكثرته.
لذا، توقفي عن الشعور بالذنب، تفوّقي في عملك وعلّمي أطفالك حب العمل، تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس!