المرأة العربيّة في ريادة الأعمال: صانعة المستقبل رغم كل العقبات

لقرون عدّة، خاضت النساء معارك، للحصول على حقوق متساوية مع الرجال، لكن غالباً ما تمت مقاومتهنّ وتجاهل أيّ عمل خاصّ بهنْ. والشرق الأوسط ليس استثناءً! من فاطمة الفهري، التونسيّة التي أسّست أقدم جامعة في العالم، إلى الفلسطينيّة كريمة عبود التي كانت من أُوَل المصوّرات في العالم العربيّ وزها حديد التي كانت واحدة من أكثر المهندسات شهرة. لطالما خطت النساء العربيّات خطوات كبيرة في بيئات، لم يكن من المتوقّع أن ينجحن فيها، أو لم يُسمح لهنّ بالنجاح وإلى اليوم لا تزال هناك فجوات كبيرة. تعرّفي معنا في هذا التقرير على وضع المرأة العربيّة اليوم في العمل، الصعوبات التي تواجهها وكيف يمكن مساعدتها...

كلّ المؤشّرات في المنطقة تؤكّد أنّ النساء بدأن يأخذن دوراً كبيراً في سوق العمل. فنسبة النساء المتعلّمات تخطّت 80% في العام 2020، وأصبحت غالبيّة النساء يلتحقن بالكلّيات والجامعات. بالرغم من ذلك، الشرق الأوسط لديه أدنى مشاركة نسائيّة في القوى العاملة في العالم.

وفقاً للبنك الدوليّ، في منطقة الشرق الأوسط، 5% فقط من الشركات الرسميّة تقودها نساء. مقابل كلّ رائد أعمال، هناك 6 نساء أخريات يرغبن في بدء عمل تجاريّ، لكنهنّ لا ينجحن في تحقيق أهدافهنْ. كشف تقرير صادر عن منظمة التعاون الاقتصاديّ والتنمية OECD أنّ مؤسّسات الشركات من النساء يتلقّين تمويلاً أقلّ بنسبة 23 % من المؤسّسين الذكور، على الرغم من تحقيق عائدات أعلى بنسبة 35% وتحقيق عائدات أعلى بنسبة 12%، مقارنة بالمؤسّسين الذكور. وفقاً للبنك الدوليّ، تكافح الشركات الصغيرة والمتوسّطة التي تقودها نساء في المنطقة، للحصول على تمويل كافٍ.

جويل ماردينيان

أروى البنوي

مصدر الصورة: انستقرام salwaradwi

فاطمة حسام

رنا نواس

أبرز نساء سعوديات ملهمات على انستقرام

• يكشف تقرير Mastercard Index of Women Entrepreneurs لعام 2021 أنّ المزيد من النساء يبدأن أعمالاً تجاريّة في الإمارات العربيّة المتّحدة، المملكة العربيّة السعوديّة، الأردن، المغرب، الجزائر ولبنان. وبحسب التقرير، فإنّ 87 % من صاحبات الأعمال السعوديّات أسسن شركاتهن للتمتّع بقدر أكبر من الاستقلال الماليّ.
• ساعد وباء فيروس كورونا النساء على تغيير اتّجاه حياتهنّ المهنيّة، فعند وقوع أزمة ما، عادة ما تواجه النساء انتكاسات أكبر من الرجال، حيث يكسبن أقل، يشغلن وظائف غير آمنة، وكثيراً ما يواجهن ساعات عمل غير منتظمة، ويفتقرن إلى عقود العمل. لم يكن الوباء استثناءً! فقدت الكثير من النساء وظائفهنّ، وتوجّهن إلى ابتكار مشاريعهنّ الخاصّة لدعم أسرهنْ.
• نظراً للوتيرة البطيئة للمساواة بين الجنسين، قلّة المناصب القياديّة للمرأة، سياسات العمل غير المرنة، والافتقار إلى قدوة نسائيّة في مكان العمل، شجّعت المرأة على الاستقلال في عملها.
• في الشرق الأوسط، تعتبر ريادة الأعمال جذّابة للنساء اللّواتي نشأن مع التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعيّ. لديهنّ أفكار، طموح، دوافع وتصميم على بدء الأعمال التجاريّة وتوسيع نطاقها.

بالتأكيد، في هذا العصر الذهبيّ للعولمة والرقمنة، تستطيع الشركات الناشئة الازدهار والتمتع بحضور رقميّ قويّ. بحسب دراسة GoDaddy's MENA لعام 2021، كانت هناك زيادة إيجابيّة في الرقمنة بين الشركات الصغيرة في المملكة العربيّة السعوديّة، حيث 43% من الشركات السعوديّة عززت وجودها الاجتماعيّ والرقميّ ونشاط المبيعات عبر الإنترنت في عام 2022. لكي تتمكّن رائدات الأعمال من رقمنة أعمالهنّ والبيع عبر الإنترنت، من المهم أن يتمكّنّ من الوصول إلى الحلول والموارد اللّازمة، لمساعدتهنّ في رحلة ريادة الأعمال. من التجارة الإلكترونيّة وقنوات المبيعات، إلى أدوات التسويق الرقميّ وورش العمل، هناك العديد من العناصر للمساعدة في دعم نموّ أعمالهنّ عبر الإنترنت والنجاح. كذلك، لا يمكن ألّا نذكر المبادرات النسائيّة التي تقوم على دعم النساء لبعضهنّ البعض، مثل: Made For You Globals ، وهو أوّل نادٍ خاصّ من نوعه للسيّدات، من خلال استخدام التكنولوجيا للتواصل وإلهام شبكة عالميّة من القيادات النسائيّة. Playbook، هو شبكة توظيف عالميّة للمرأة، يسهّل عليها الوصول إلى دروس الخبراء الرئيسيّة، الإرشاد والمجتمع. Know Your Rights، هو تطبيق يهدف الى تمكين المرأة السعوديّة وتعريفها على كامل حقوقها النظاميّة والشرعيّة.

كارن وازن

Khadija Khartit مؤسسة منصة Fujn

• العقبة الأولى هي منظور المجتمع للمرأة وعدم المساواة في إعطاء الفرص والأجور والمكافآت.
• استبعادها بسبب انشغالاتها العائلية واعتبارها غير قادرة على الالتزام بالمسؤوليّة والوقت.
• عدم الاعتراف بأنها قادرة فطريّاً على تعدّد المهامّ، التنظيم والانضباط فيما يتعلّق بالإدارة الماليّة.
• يفضّل معظم أصحاب رؤوس الأموال التعامل مع روّاد الأعمال، ويفضّلون الشركات التي تتطوّر بشكل كبير، مقارنة بتلك التي تنمو بشكل أبطأ.
• لا يزال جمع الأموال يمثّل تحدّياً للنساء، على الرغم من التغييرات الإيجابيّة، بسبب افتقار المستثمرات في المنطقة.

نساء سعوديات وصلن إلى قائمة فورس للشرق الأوسط لأفضل رائدات الأعمال

مقابلة مع الكاتبة السعودية لينا الذكير

• تشجيع النساء من قبل المموّلين والمستثمرين من خلال اختيار العمل معهن.
• تطبيق الإصلاحات القانونيّة التي تحظر التمييز بين الجنسين في الحصول على الخدمات الماليّة، الأجور والقروض.
• رائدات الأعمال بحاجة إلى إنشاء شبكات دعم بين بعضهنّ البعض، لتبادل النصائح وجهات النظر، واستكشاف الفرص التعاونيّة. يمكن للنساء تشكيل مجموعات مناصرة للضغط من أجل تغيير السياسة التي تجعل من السهل تأمين التمويل، تسجيل شركاتهنْ والوصول إلى برامج دعم الشركات الحكوميّة الناشئة.
• يجب التركيز على النموّ المستدام والشامل، لتعزيز الانتعاش الاقتصاديّ في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط. وهذا لا يمكن أن يحدث، إلّا من خلال تمكين رائدات الأعمال ودعم الشركات التي تملكها النساء.
• تزويد رائدات الأعمال بالتعليم المناسب، الدعم والفرص يمكن أن يساعد في تمكين البلاد من الاستفادة من هذا المورد وجعل ريادة الأعمال عاملاً دافعاً للاقتصاد.

قامت المملكة العربيّة السعوديّة بإصلاحات تاريخيّة، لتعزيز مشاركة المرأة في الاقتصاد، بحيث تلعب المرأة السعوديّة دوراً محوريّاً في استراتيجيّة التنمية للمملكة، تماشياً مع رؤية 2030. لقد زاد عدد النساء في المناصب الإداريّة بشكل ملحوظ خلال العقد الماضي، حيث طبّقت المملكة العربيّة السعوديّة مؤخّراً إصلاحات جديدة، تساهم في تحسين سجلّها في تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين.

• منع التمييز على أساس الجنس في التوظيف وفي الحصول على الائتمان، كما تمّ منع الفصل من العمل أثناء فترة الحمل.
• إقرار المساواة في المعاشات التقاعديّة وفي سنّ التقاعد للرجال والنساء.
• إتاحة الخدمات للمرأة من دون شرط موافقة وليّ الأمر.
• إلزام أصحاب العمل الذين يشغلون 50 عاملة وأكثر، بتوفير مواقع لرعاية أطفال العاملات.

معلومة: غيّرت هذه الإصلاحات الجريئة الحقوق القانونيّة للمرأة بشكل جذريّ، حيث تستفيد 5.5 مليون امرأة سعوديّة، تزيد أعمارهنّ عن 21 عاماً من هذه الإصلاحات.

على مدى السنوات القليلة الماضية، ظهرت حاجة لمزيد من التمثيل النسائيّ في مجال ريادة الأعمال، وقد تسارعت وتيرة ذلك بسبب الوباء منذ أوائل عام 2020. تشير التقديرات إلى أنّ الناتج المحليّ الإجماليّ لبلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يرتفع بنسبة 30-40 % مع اندماج المرأة في الاقتصاد. يعطي هذا مؤشّراً مهمّاً على أنّ دعم وتشجيع المرأة قد يساعدان في بناء اقتصاد مرن، وهو أولويّة قصوى للاقتصاد في جميع أنحاء العالم العربيّ.

معلومة: وفقاً لتقرير McKinsey، إذا قامت دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بسدّ الفجوة بين الجنسين في القوى العاملة، فقد تشهد المنطقة زيادة 2.7 تريليون دولار إضافيّة إلى الناتج المحليّ الإجماليّ بحلول عام 2025.

مها جابر

أخيراً، إرسال أوّل رائدة فضاء سعوديّة، واحدة من إنجازات المرأة العربيّة التي لا تعدّ ولا تحصى. شهدنا نسبة مشاركة كبيرة للمرأة العربيّة في قطاع العمل، وبالأخصّ في السعوديّة، حيث حقّقت عمليّات تمكين المرأة قفزات تاريخيّة. أثبتت المرأة العربيّة جدارتها، قدرتها ومهارتها في كافّة المجالات خلال السنوات الماضية، إذْ نجح العديد منهنّ في تحقيق إنجازات نوعيّة في الوظائف القياديّة والإداريّة بمختلف القطاعات الحكوميّة، وكذلك في القطاع الخاصّ وقطاع ريادة الأعمال وغيرها من القطاعات.
ألهمت هذه الإنجازات، ونهوض المرأة ونجاحها في ريادة الأعمال، كافّة النساء في الوطن العربيّ، وحفّزتهن على الانخراط في مجال الأعمال، وتحقيق الاستقلاليّة الماديّة. ترجم هذا الالهام بالأرقام، بحيث ارتفعت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل، وتحديداً في السعوديّة، من 31% في عام 2020 إلى نحو 35% في بداية عام 2023.

شهدت السنوات الأخيرة صدور العديد من القوانين والتعديلات التشريعية التي تستهدف تمكين المرأة ، منها :

• مساواة في الرواتب والأجور بين الجنسين في الجهات الحكومية ، لتكون الإمارات بذلك أول دولة في المنطقة تصدر تشريعاً من هذا النوع.
• مساواة أجور النساء بالرجال في القطاع الخاص .
• إلغاء جميع القيود المفروضة على النساء العاملات في ساعات الليل والعمل في الوظائف الشاقة كقطاعات التعدين والإنشاءات والتصنيع والطاقة والزراعة والنقل، لإعطاء المرأة الحق في العمل في هذه الصناعات.
• تمتع المرأة بحقها في التملك، والتعليم، وشغل الوظائف.
• تمثيل المرأة في عضوية مجالس إدارة الهيئات، والشركات، والمؤسسات الحكومية.

تشير الإحصاءات إلى أن عدد الشركات المرخصة والمملوكة من نساء بلغت 80 ألفا و 25 شركة ، فيما بلغ عدد سيدات الأعمال في الإمارات 52 ألفا يدرن مشاريع تقدر قيمتها بحوالي 45 إلى 50 مليار دولار وتستهدف الخطة الاستراتيجية لمجلس سيدات أعمال أبوظبي 2020 - 2024، توسيع نطاق مشاركة المرأة في التنمية الاقتصادية.

جومانا رشيد

• إعرفي قيمتكِ: إعرفي المبلغ الذي يجب أن يتمّ دفعه لكِ.
• أطلبي زيادة على الأجر: تأكّدي من تحديد مبلغ معيّن.
• أثّري حيثما أمكن ذلك: شجّعي المساواة في العمل، المسؤوليّات...