لا شيء يقف في طريقكِ، حتى المقاتلين! زهراء القرشي، شابة سعودية تصدر اسمها عناوين المقالات الإلكترونية والنصوص المكتوبة، بعد أن حازت على لقب أول سعودية تفوز بميدالية ذهبية في مسابقة الكيك بوكسينغ التي أجريت في عمان مؤخراً. اختارت الأصعب، تسلّحت بشغفها وإصرارها، ووصلت إلى القمة لأنها لن ترضى بأقل من ذلك!
دخلتِ التاريخ كأول امرأة سعودية تفوز بالميدالية الذهبية في الكيك بوكسينغ. هل كنتِ تتوقعين هذه النتيجة؟
بصراحة، لم أتوقع أبداً أن أصل إلى ما أنا عليه اليوم. منذ سنتين، كنت مجرّد تلميذة جامعية عادية تستمتع بالرياضة، واليوم، بحوزتي ميداليتين ذهبيتين. أجريت المسابقة الأولى التي خضتها في نوفمبر 2018، وكانت الأولى كرياضة كيك بوكسينغ للسيدات في المملكة العربية السعودية. أما المسابقة الثانية، فكانت مسابقة Wako الدولية للأندية، والتي أقيمت في عمان، والتي فزت خلالها بالميدالية الذهبية. كانت مسيرة طويلة لكنني أستمتع بكل تفاصيلها.
كيف تنظرين إلى التغييرات التي تطرأ على المملكة العربية السعودية اليوم؟
التغيّرات التي تحدث اليوم في السعودية بمثابة خطوة رائعة إلى الأمام، تمنحنا فرصة إظهار قدراتنا ومواهبنا إلى العلن، وتفتح لنا أبواباً كثيرة لتحقيق المزيد والمزيد من النجاحات. أنا فخورة كوني جزءٌ من الجيل الشابّ الذي يعيش وسط تلك التغييرات، وممتنّة لقدرتي على اغتنام هذه الفرص.
كيف دخلتِ عالم الرياضة؟
لطالما كنت مهتمة بالفنون القتالية بشكل عام منذ صغري، لكن لم تسمح لي الفرصة بممارسة هواياتي حتى سن الـ17. كان شقيقي يمارس الفنون القتالية المختلطة لفترة، وأحضر كيس ملاكمة إلى المنزل، وبدأت التمرين عليه صباحاً قبل الذهاب إلى المدرسة. لحسن حظي أنني لم أصاب بأي كدمات! بعد بضع سنوات، في نهاية العام 2016، بدأت بحضور صفوف الكيك بوكسينغ في النادي الرياضي بهدف التسلية فقط. لكن مع مرور كل يوم، كنت أنغمس في هذه الرياضة أكثر وأكثر.
ما هو مفتاح النجاح برأيكِ؟ وما هي الرسالة التي تريدين إيصالها من خلال عملكِ؟
كي تنجحي، عليكِ أن تشعري بالشغف تجاه ما تقومين به، أن تجدي ما يستهويكِ وتتمسكي به جيداً. اخترتُ الفنون القتالية مدركةً تماماً التحديات والمخاطر التي ستواجهني. لكن الشعور الذي يكتنفني كلما مارست هذه الرياضة، يجعلني أرغب بتعريض حياتي للخطر من أجلها!
اختاري امرأتين تركتا بصمة في حياتكِ.
لطالما كانت والدتي مصدر إلهامي، فهي امرأة رائعة. كانت تعمل كمدرسة وتعشق مهنتها. عملت بحبّ وشغف وعلّمتني أن أطمح دائماً إلى الأفضل وألا أقبل بأقل من ذلك! ملهمتي الثانية هي هالة الحمراني، مؤسسة نادي Flagboxing الرياضي، وإحدى أهم الأسباب التي جعلتني ألتحق بالنادي. حبها للرياضة وروحها يجعلاني دائماً أتطلّع إليها كمثلي الأعلى.
ما هو شعاركِ؟
حين أشعر بالتعب خلال التدريب، أقول دائماً لنفسي: "لا تتوّقفي حين تتعبين، بل توقفي حين تنتهين مما تقومين به".
نصيحتكِ للمرأة التي تسعى لتحقيق الحلم نفسه:
نصيحتي أن تحققه! أرى الكثير من الفتيات اللواتي يهتمين بالفنون القتالية لكنهن مترددات بخوض التجربة. نصيحتي هي: خضن التجربة، لمرة على الأقل، فأنا كنتُ مكانكن ذات يوم، ولم أستسلم. أحياناً، نجد أنفسنا في الأماكن الأقل توقعاً، لكن قد يكون هذا المكان بالذات هو حيث ستجدين فيه نفسكِ!
ما هي الخطوة التالية؟
التمرين ثم التمرين ثم التمرين... أنا أبقي نفسي دائماً مستعدة لأية مسابقة قتالية مقبلة. أتمنى أن تكون رحلتي المقبلة قريبة. أنا شغوفة بالفنون القتالية، لا سيما الكيك بوكسينغ، وأطمح للوصول إلى القمة.