تعبّر Ruthana Hadrawi بشغف عن عشقها لفنّ تنسيق الموائد. فالمائدة هي قماش اللّوحة التي ترسم عليها، فيما تأتي الأزهار لتشكّل الرسوم والألوان. لطالما استمتعت بالضيافة منذ الصغر، فأسّست Tana’s Touch Couture Tablescapes & Design في الرياض، لتقدّم تجارب مميّزة وتترك أثراً إيجابيّاً من خلال أعمالها.
ما سبب هذا الانتشار الواسع الذي نشهده اليوم في صيحة تنسيق الموائد؟
من المؤكّد، أن تنسيق الموائد قد تحوّل إلى ظاهرة في مرحلة انتشار وباء كورونا والعزل المنزليّ، نظراً لرغبتنا بتحويل محيطنا إلى مكان أكثر دفئاً، متعة وراحة. مع تركيزنا على المنزل كمحيط أساسيّ لنا، أصبحنا نقدّر أكثر فأكثر أهميّة بذل جهود إضافيّة عند تناول الطعام في المنزل. في الواقع، في تنسيق المائدة سعادة يصعب وصفها. قد يستغرق إنجازها بضع ساعات، وتجعل تجربة الأكل أجمل تلقائيّاً.
ما الاستراتيجيّات التي تتّبعينها عند تنسيق المائدة؟
في كلّ مرة أنسّق فيها مائدة، ألتزم بـ5 قواعد ذهبية:
- وضع أواني المائدة في مكانها الصحيح.
- أخذ المستويات بعين الاعتبار: مظهر المائدة الأجمل هو ذاك الذي يكون فيه تناغم بين مختلف المستويات المعتمدة فيها. إذْ يجب الحرص على أن تكون القطعة الرئيسيّة في وسط المائدة بمستوى منخفض ما يكفي، حتى يتمكن الضيوف من رؤية بعضهم البعض حول المائدة، كما يجب أن تكون الشموع بمستويات متفاوتة لإضفاء وهج دافئ على كامل المشهد.
- دور الأزهار: كوني عاشقة للأزهار، أبدأ بتنسيق المائدة دائماً باتّخاذ القرارات المناسبة بشأن الأزهار التي أنوي استخدامها. وأنصح دائماً باختيار الأزهار أو الفاكهة المتوافرة في الموسم.
- جمال التفاصيل: أضيف عادةً المزيد من التفاصيل البسيطة إلى المائدة، سواء كانت ورقة إكليل جبل أو زهرة أقحوان بسيطة أو حتى رسالة شكر صغيرة. فهناك تكمن نقطة التميّز الحقيقيّة.
- الاطّلاع الدائم: يرتبط تنسيق الموائد غالباً بصيحات عالم الأزياء. لذلك أحرص دائماً على مواكبة أحدث الصيحات، ومنها ألوان العام، كما أركّز على التفكير خارج إطار ما هو تقليديّ وما هو متعارف عليه.
ما الذي يضيفه تنسيق المائدة إلى تجربة الأكل؟
يرتبط تنسيق المائدة بشكل وثيق بمعاني الكرم والضيافة اللّذين يلعبان دوراً مهمّاً في ثقافتنا العربيّة. بالنسبة لي، تنسيق المائدة بمثابة لغة حب أكثر من عمليّة وضع أغراض على المائدة. فالمائدة تخبر قصّة وتخلق تجربة. هي أسلوب عيش أكثر بهجة، إضافة إلى ذكريات جميلة تبنيها في أيّة مناسبة، أكانت كبيرة أو صغيرة.
هل يمكن اعتبار تنسيق المائدة بمثابة طقس يغذّي الروح؟
بالنسبة لي، تنسيق المائدة هو تجربة علاجيّة، تؤمّن لي إحساساً مفاجئاً بالهدوء، الصفاء والفرح. ففي كلّ مرّة أنسّق فيها مائدة بعناصر وموادّ مختلفة، يُفتح مجالٌ جديدٌ للإبداع وأشعر بالارتياح والهدوء، فنحن في حياتنا اليوميّة، نتعامل مع التوتّر، التحدّيات وعدم اليقين، لكنّني أشعر بأنّي محظوظة لعملي في صناعة تجلب السعادة لي وللآخرين.