ميشيل كرم منسّقة رحلات سفر لبنانية مقيمة في الامارات. لأنها تعشق السفر، تجول العالم وتعود لتنشر تجربتها عبر صفحتها الخاصّة على انستقرام Travelwithtjd التي يتابعها أكثر من 100 ألف شخص. في هذه المقابلة تعرّفي اكثر إليها وعلى مسيرتها في تنظيم الرحلات، واكتشفي ما رأيها في عالم السفر اليوم.
مقابلة مع منسّقة رحلات السفر ميشيل كرم
1- هل لاحظت في الآونة الأخيرة بروز اتجاهات جديدة في أنواع السفر أو الوجهات؟
في العام الحالي، أحرزنا تقدّماً في أعمالنا وتوسّعاً لافتاً بسبب التحوّل الحاصل في اختيارات وجهات السفر. شهدنا إقبالاً كبيراً على القطب الشمالي، فالمسافر لم يَعُد يبحث عن المدن الكبرى والوجهات السياحيّة المكتظّة، كما أنّه لم يعد يتطلّع للسفر إلى أوروبا مع اشتداد موجات الحرّ. أصبحت الوجهات في شمال أوروبا واسكندنافيا الأكثر رواجاً حيث يمكن الهروب من الزحمة والحرّ، والاستمتاع بالمناظر الطبيعيّة الخلّابة، كما في لابلاند السويديّة ولابلاند الفنلنديّة وجزر لوفوتين في النروج وآيسلندا.
2- هل لاحظتِ تحوّلاً في أولويّات المسافرين؟ هل هناك عوامل معيّنة يركّزون عليها عند التخطيط لرحلاتهم كالرفاهية أو الاستدامة أو المغامرة؟
لم تعد الوجهات التقليديّة المعروفة هدف المسافرين الجدد. الديتوكس الرقميّ في انتشار متزايد، سواء في حال السفر المنفرد أو مع العائلة. هذا النوع من السفر يجعل من الوجهات التي تتمتّع بطبيعة خلّابة، ملاذاً لتمضية أوقاتٍ هادئة حيث يمكن الاستمتاع بالهواء النقيّ، المشي في الغابات، الانغماس في تجارب أصيلة مع السكان المحليّين، الإقامة في منزل بسيط قرب بحيرة، وعيش تجارب طهي محليّة.
3- كيف تدمجين مبادئ الاستدامة في تجارب السفر التي تنظّمينها؟ وهل أصبح العملاء مهتمّون أكثر بتجارب السفر الصديقة للبيئة أو المسؤولة اجتماعيّاً؟
نحن ندمج مبادئ الاستدامة في تجارب السفر من خلال نهج مُتعدّد الأوجه يشمل الاعتبارات البيئيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة. في معظم الأحيان، نثقّف ضيوفنا على أرض الواقع حول الحياة النباتيّة في المنطقة، ونقود السيّارات الصديقة للبيئة. يروي العديد من ضيوفنا قصصاً عن ثقافة القطب الشمالي، وينغمسون في أسلوب الحياة التقليديّ للشعب "السامي" في لابلاند الذي يقوم على الاستدامة والعلاقة الوثيقة مع الطبيعة. في منتجع Sixty Eight North في لابلاند، تُزرع شجرة لكلّ ضيف، ما يترك أثراً إيجابيّاً. كما نطبّق سياسة صارمة بمنع استخدام البلاستيك، ونعتمد إدارة نُفايات الطعام من خلال تحديد كميّة وجبات الضيوف عبر الطلب المسبق ونحرص على الحصول عليها من مصادر أخلاقيّة.
4- ما الأثر الذي تتركه التكنولوجيا على الطريقة التي يتمّ فيها تنظيم تجارب السفر وتقديمها؟
تؤثّر التكنولوجيا بشكلٍ بارزٍ على الرحلات التي نصمّمها. أصبح الدليل الرقميّ الشخصيّ، من الاتجاهات الرائجة التي توفّر الراحة للمسافرين، وقد تبيّن أنّه أكثر فاعلية من حمل دليل من 20 صفحة خلال الرحلة. صحيح أنّ ثمّة كمّ هائل من المعلومات على الانترنت أو على وسائل التواصل الاجتماعي أو يمكن الحصول عليها باللجوء إلى الذكاء الاصطناعيّ، إلّا أنّ كسب ثقة المسافر تبقى المفتاح. لذلكَ، نحرص على تقديم المساعدة على الأرض على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع من خلال فريق عمل اختبر مسبقاً الرحلة التي يقترحها على العملاء. لا تزال المعلومات الشفافة والموثوقة والتواصل البشريّ هي ما يبحث عنه كلّ مسافرعند الحجز مع مكتب سفر.
5- ما أفضل الوجهات لعامي 2024-2025 لنضيفها إلى قائمة سفرنا؟
في الشتاء: منتجع Sixty Eight North في غابة لابلاند في فنلنندا. النوم في كوخ في غابة تحت سماء القطب الشمالي تجربة رائعة.
في الصيف: جزر لوفوتين في النروج وآيسلندا لمن يبحثون عن رحلة بريّة مذهلة، والمشي لمسافات طويلة، ومشاهدة المناظر الطبيعيّة والشلالات الرائعة التي لا يمكن رؤيتها في مكان آخر. أيضاً لابلاند السويديّة وجزر فارو لعطلات في الغابات وبين الجبال. يمكن الاستمتاع بتجارب الطهي والتعرّف إلى السكان الأصليين والتنزه في مواقع خلّابة.
في الربيع: سفالبارد. هو أرخبيل يقع في المحيط المتجمد الشمالي، شمالي النروج. هو الوجهة المثلى للمغامرين ومحبّي الرحلات الاستكشافيّة. يمكن التمتّع برؤية الجبال والأنهار الجليديّة، والتعرّف على الحياة البريّة ومشاهدة الدببة، والثعالب، والحيتان، والغزلان.
6- ما الوجهة التي يتمّ التقليل من أهميتها وتستحق المزيد من التقدير؟
كافّة الوجهات في القطب الشماليّ.
7- بناء على خبرتكِ، ما الوجهات المقبلة التي من المتوقع أن تزداد رواجاً في السنوات المقبلة.
أعتقد أنّ القطب الشمالي سيستمر في النمو بشكلٍ هائل في السنوات المقبلة. البنية التحتيّة ليست متطورة كما في وجهات أخرى، لذلك يستطيع عدد محدود من المسافرين إيجاد أماكن شاغرة فيه في كلّ عام. الجدير بالذكر أنّ القطب الشمالي ليس وجهة يمكن اختيارها في اللحظة الأخيرة، إذ يتطلب الكثير من التخطيط والحجز قبل 8 أو 10 أشهر لإيجاد أماكن شاغرة.
