ما هو الانجذاب الجنسي نحو الذكاء؟ دليل كامل حول هذه الحالة النفسية

عند قراءة عبارة "الانجذاب الجنسي نحو الشريك" قد يخطر في بالك فوراً صورة ذاك الشريك الوسيم، الطويل، مفتول العضلات الذي يجذب الأنظار. لكن الوضع مختلف في حالة الانجذاب الجنسي نحو ذكاء الشريك، إذ إنّ الأشخاص هنا ينجذبون جنسيّاً نحو الشريك الذكي بغض النظر عن وسامته أو شكله الخارجي. اقرئي الدليل الكامل أدناه للمزيد من التفاصيل عن الانجذاب الجنسي نحو الذكاء أو Sapiosexuality.

الأشخاص الـSapiosexual يولون أهمّية كبيرة للعقل والفكر عندما يتعلّق الأمر باختيار الشريك. فهم يبحثون عن شريكِ لديه نفس الهوس الفكري، أي بقول آخر، يكونون على علاقة مع شخص يستطيع أن يشاركهم نفس الاهتمامات الفكرية، والثقافيّة من جهة، وهذا ما يجعله منجذباً جنسياً في العلاقة الحميمة. تجدر الإشارة أيضاً، إلى أنّ بحسب العديد من الدراسات، الـSapiosexuality منتشرة لدى النساء بين عمر الـ31 و40 سنة، أكثر من الرجال.

اشتُق هذا المصطلح الحديث نسبيّاً من اللاتينية من كلمتَيْ sapien والتي تعني حكيم، وsexualis التي تعني جنسي، وبذلك يكون معنى كلمة Sapiosexual الانجذاب الجنسي نحو الذكاء.

ما زالت الدراسات التي تتناول الموضوع غير وافرة، إلاّ أنّ هناك بحث تم إجراؤه من قبل فريق في أستراليا حيال الموضوع. يتحدّث البحث عن أنه بطبيعة الحال ينجذب كل الناس إلى الأشخاص الأذكياء، ولكنهم يتوقّفون عن الانجذاب إلى الأشخاص خارقي الذكاء الذين يفوق ذكاؤهم IQ120. إلاّ أنّ الشخص السابيوسكشوال لا ينفر أبداً من الشخص فائق الذكاء، بل على العكس تماماً يزيد انجذاباً إليه، وخاصةً من الناحية الجنسية.

مصدر الصورة: iStock

على الرغم مما يبدو عليه المصطلح، فإنّ الانجذاب الجنسي نحو الذكاء sapiosexuality ليس منبوذاً ولا سلوكاً شاذاً، ولكن إذا تخطّى حدود الطبيعة قد يصبح الشخص بحاجة إلى علاج نفسي. ففي الواقع، يشير باحثون نفسيون إلى أنّ ظاهرة الـSapiosexuality قد تتحوّل إلى مرض وانحراف، عندما تتعدّى غريزة الأشخاص حدود المنطق، وتصل إلى حدّ التّحكم بحياة الشخص الآخر اجتماعياً وعاطفياً. في هذه الحالة يضغط الشريك على الشخص الآخر ويريده أن يكون دائماً ناجحاً وقوياً، وألا يتوقّف عن التقدم في الحياة والعمل.

يميل السابيوسكشوال إلى الانجذاب للأشخاص الذين يتولّون مناصب علمية وأدبية عالية مثل الأساتذة الجامعيون، المفكّرون، الفلاسفة، الكتّاب، الباحثون وكل من له علاقة بالتّعليم والعلم، كونهم بطبيعة الحال أشخاص أذكياء حتى تمكّنوا من الوصول إلى تلك المناصب. هذا لا يعني أنّه لن ينجذب إلى أشخاص لديهم وظائف أخرى ويتمتّعون بلايف ستايل مغاير، بل يمكن أن تتطوّر العلاقة في حال شعر الشخص السابيوسكشوال أنّهما يتمتّعان بنفس الهوس الفكري.

لماذا يطلب الرجل المسامحة بعد الخيانة؟

• ربما يميل بعض الأشخاص إلى الأذكياء لأنهم يمتلكون قدرات عقلية كبيرة، وسوف يمنحونها لأبنائهم، إذ إنّ الذكاء مؤشرٌ على الجينات الجيدة. من هنا، أحد أسباب الانجذاب الجنسي نحو الذكاء هو الاعتقاد أن الشخص الذكي سوف ينجب أبناء أذكياء.

• لقد وُجِد ارتباط بين الذكاء من جهة، والصحة الجسدية، وطول العمر من الجهة الثانية. لذلك، هناك احتمال كبير أن يكون عمر الأشخاص الأذكياء أطول من الأشخاص متوسطي الذكاء، وهذا الأمر هو من أسباب الـsapiosexuality.

• قد يكون للشخص الذي يتعرّض للتّنمر، ويُنعت بـ"الغبيّ" في طفولته (رغم عدم صحة الأمر)، نزعة قويّة للبحث عن شخص ذكيّ يملأ نقصه عندما يكبر. إذ إنّ الارتباط بشخص ذكي سوف يمنحه شعور بأنه ذكي، وبالتالي سوف يتوقف الناس عن التنمر عليه.

مصدر الصورة: iStock

• الشخص السابيوسكشوال هو من يعدّ الذكاء الخارق السمة اللازمة والأهم على الإطلاق عند اختيار الشريك.

• يبحث المنجذبون للذكاء عادةً عن أفرادٍ يشاركونهم النقاشات العميقة، يشاطرونهم معارفهم ويوسّعون مداركهم ويروون فضولهم.

• يتميّز الشخص الـSapiosexual بأنّه محبّ للاستطلاع والتعمّق، كما يتميّز بثقافة عالية، وغالباً ما يميل فكره إلى الفلسفة، السياسة وعلم النفس.

• حديث الشخص الذي ينجذب جنسيّاً نحو الذكاء يكون بعيداً جداً عن الأخبار اليومية والأحاديث السطحية، بل يتكلّم مع الشريك عن الإصدارات العلمية الجديدة، عن اكتشافات جديدة، السياسة، الفلسفة، العمل، التطوّر، الاستثمار وبناء الأرباح، والمشاريع القادمة. قد ينفر الشخص الذي ينجذب جنسيّاً نحو الذكاء من الشخص الذي يعجز عن فهمه ومشاركته هذه الأفكار.

• الشخص الذي ينجذب جنسيّاً نحو الذكاء يفضّل مشاهدة فيلم وثائقي مع الشريك بدلاً من مشاهدة فيلم رومانسي. من هنا، يمكن القول إن ذوق الشخص في اختيار الأفلام هو أيضاً مؤشر يساعد على معرفة ما إذا كان يميل للانجذاب إلى الذكاء أم لا.

مصدر الصورة: iStock

• يرفض الشخص الذي ينجذب جنسيّاً نحو الذكاء، رفضاً قاطعاً الارتباط بشريك غير متعلّم ومثقّف، ولا يستطيع فتح نقاشات علمية معه.

• يميل الشخص الذي ينجذب جنسيّاً نحو الذكاء إلى استثمار وقته إلى أقصى حدّ، فهو لا يحبّ أبداً إضاعة الوقت في المناقشات، والشجارات حول المواضيع التافهة، ولا يحبّ الجلوس مكتوف اليدين من دون أي عمل، مهما كانت ظروفه فهو سوف يخلق شيء ما للقيام به، وفي حال كان الشريك كسول لا يجاريه في نشاطاته فسوف ينفر منه وقد يصل الأمر إلى حدّ قطع العلاقة تماماً.