بموهبتها البارزة وعزيمتها التي لا تعرف الكلل، استطاعت أنس جابر، لاعبة التنس التونسيّة أن تصبح رمزاً للإصرار والنجاح، وأن تتخطّى العديد من الحواجز لتصبح أوّل عربيّة وأفريقيّة تصل إلى نهائيّ بطولات التنس الكبرى. تعرّفي أكثر إلى أنس جابر، الشخصيّة الرئيسيّة لهذا العدد.
مقابلة مع لاعبة التنس أنس جابر
1- يُطلق عليكِ لقب Minister of Happiness. كيف تحافظين على طاقتكِ الإيجابيّة وتبقين متفائلة؟
أحيطُ نفسي بفريقٍ رائع، عائلة داعمة، ومعجبين مذهلين يرفعون معنويّاتي دائماً. كما أذكّرُ نفسي بالسبب الذي جعلني أبدأ بممارسة التنس منذ البداية، وهو شغفي بها والاستمتاع بالرحلة التي أخوضها. ممارسة الامتنان والالتزام بقيَمي يساعدانني في الحفاظ على توازني. في النهاية، أريد استخدام منصّتي لإسعاد الناس وتمكينهم، خاصةً في منطقتنا، حيث للأحلام قوّة كبيرة.
2- قد تواجهين الكثير من التحديّات كونكِ امرأة رياضيّة. فما هي أصعب العقبات بالنسبة لكِ، وكيف تتعاملين معها؟
كوْني رياضيّة من العالم العربي يجعلني أواجه تحديّات فريدة، مثل التوفيق بين تحقيق أهدافي الشخصيّة وتحمّل ومسؤوليّتي تجاه الآخرين، بما أنّني مصدر إلهام لهم. لكنّي أعتبر هذا التحدّي بمثابة فرصة لتحطيم الحواجز وتمهيد الطريق للجيل القادم. أتخطّى العقبات من خلال التركيز على هدفي وإحاطة نفسي بأشخاص يؤمنون بي ويدعمونني. أذكّر نفسي دائماً أنّ كلّ خطوة أتقدّمها، مهما كانت صعبة، هي خطوة إضافيّة نحو إلهام الآخرين.
3- ما الذي ألهمكِ لمتابعة شغفكِ بالتنس؟
بدأت قصّة حبّي لهذه الرياضة، منذ صغري. كان لعائلتي، وخاصةً والدتي، دور كبير في تشجيعي، فقد آمنت بموهبتي عندما لم يؤمن بها كثر. رؤية نساء قدوات مثل Serena Williams وما حقّقته، زاد من شغفي. كما أردتُ أن أُؤكّد على قدرة التونسيّين بالمشاركة في أكبر ملاعب التنس وتحقيق النجاح.
4- ما هي نقطة التحوّل في مسيرتكِ المهنيّة، سواء كانت فوزاً أو تحدّياً صعباً؟
عندما وصلتُ إلى نهائيّ بطولة Wimbledon وبطولة أميركا المفتوحة. تلك اللحظات أثبتت لي وللعالم أنّني أستحقُّ أن أكون في القمّة. رغم أنّني لم أفز بتلك البطولات، إلّا أنّني اكتسبتُ ثقةً لا تُقدّر بثمن، وتعلّمتُ كيف أتعامل مع الضغوطات. من ناحية أخرى، فإن التحديّات مثل الإصابات أو خسارة المباريات الصعبة كانت أيضاً جزءاً من تشكيل شخصيّتي. تذكّرني هذه التجارب بأهميّة التحلّي بالصبر والإصرار، والتمسّك بالطموح، والعمل المستمرّ على تحسين أدائي.
5- كيف تعبّرين عن تراثكِ الثقافيّ وتنشرينه في جميع أنحاء العالم ؟
تمثيل تونس وأفريقيا هو شرف كبير لي. أحملُ تراثي بكلّ فخر وأستخدمه لإلهام الآخرين. أسعى دائماً لإظهار جمال منطقتنا، سواء كان ذلك من خلال الحديث عن مسيرتي، ارتداء ملابس ذات دلالة ثقافيّة، أو ببساطة من خلال مشاركة قيمنا مثل الصمود والروح الطيّبة. على الملعب، أذكّر الناس أنّ الموهبة والأحلام موجودة في كلّ مكان. مع كلّ مباراة أخوضها، آمل أن أكون قد فتحتُ طريقاً لرياضيين آخرين من أفريقيا والعالم العربي لتحقيق أحلامهم.
6- ما النصيحة التي تقدّمينها للنساء الرياضيّات في مجال يهيمن عليه الرجال؟
آمني بنفسكِ ولا تسمحي لأحد برسم حدودكِ. الطريق ليس سهلاً، وستواجهين لحظات تشعرين فيها أنّكِ محاطة بالعديد من التحديّات أو أنّكِ غير مقدّرة بما فيه الكفاية. لكن هذه اللحظات هي التي تجدين فيها قوّتكِ الحقيقيّة. ركّزي على أهدافكِ، اعملي بجدّ، وكوني وفيّة لذاتكِ. ابحثي عن دعم من الأشخاص الذين يرفعونكِ ويشجّعونكِ، وتذكّري دائماً أنّكِ تفتحين الطريق للأجيال القادمة من النساء اللواتي سيقدّرنكِ ويستلهمنَ منكِ.
7- بعيداً عن الملعب، كيف تقضين وقتكِ وكيف تشحنين طاقتكِ؟
أحبّ قضاء الوقت مع عائلتي وأصدقائي، فهم يساعدونني على البقاء متوازنة ويذكّرونني بما هو مهمّ حقّاً. وبالطبع، أحرصُ على أخذ قسطٍ من الراحة والتركيز على التعافي لأبقى منتعشة جسديّاً وعقليّاً.
8- ما هي أهدافكِ لعام 2025، وكيف تستعدّين عقليّاً وجسديّاً للعودة إلى الملعب؟
هدفي هو الفوز بلقب إحدى البطولات الكبرى! كنتُ قريبة جداً من ذلك، وأعتقدُ أن لديّ القدرة على تحقيقه. بالإضافة إلى ذلك، أرغب في الاستمرار في إلهام الآخرين وتعزيز حضور التنس في منطقتي. أستعدّ من خلال التدريب بذكاء، تعزيز قدرتي على التحمّل، وتحسين مهاراتي. كما أعمل على الحفاظ على التركيز والاستمتاع بالرحلة، ما يعزّز من أدائي. أنا متحمّسة لما ينتظرني ومستعدّة لتقديم كلّ ما لديّ لتحقيق أحلامي وأحلام مشجّعيّ.