روبيرتو كوين، مصمم المجوهرات الإيطالي الشهير، عُرف بإتقانه الاستثنائي وتصاميمه المبتكرة. بفضل شغفه لخلق قطع تمزج بين التقليد والحداثة، بنى روبيرتو كوين إرثاً خالداً في عالم المجوهرات الفاخرة. كان لنا فرصة التعرف إليه أكثر وإجراء معه مقابلة حصرية في The Mall of Emirates، حيث تطرّقنا إلى مسيرته الإبداعية ورؤيته للعلامة التجارية وفن صناعة مجوهراته الرائعة.
1- روبيرتو كوين، اتخذت قراراً جريئاً بترك مسيرتك الناجحة في مجال الضيافة لتتّبع حلمك في تصميم المجوهرات. ما الذي ألهمك لإتخاذ هذه الخطوة الجذرية؟ وما التحديات التي واجهتها؟
بالطبع، كان قراراً جريئاً وربما صعباً أن أترك حياتي في مجال الضيافة لأتبع حلمي في تصميم المجوهرات. واجهتُ صعوبة كبيرة لأنني كنت أجهل تماماً عالم المجوهرات؛ كنتُ أعرف فقط أن الذهب لونه أصفر والألماس لونه أبيض. لذلك، كان عليَّ أن أتعلم كل شيء من البداية، ما استغرق مني حوالي 7 سنوات. التقيتُ بعدد من الخبراء في صناعة المجوهرات، وكان من بينهم سوزان فوستر، التي علّمتني أول درس في صناعة المجوهرات: "نوعية الألماس مهمة جداً، ويجب أن تكون المجوهرات مثالية في الشكل، عملية وسهلة في ارتدائها". ما تعلمته أيضاً هو أن صناعة المجوهرات تعتمد بشكل كبير على الخدمة، وكان هذا هو الدرس الأهم بالنسبة لي. كنت أعرف جيداً كيف أتعامل مع الناس، وهذا ما أعمل على نقله اليوم لفريقي في صناعة المجوهرات.
2- وُلدت علامتك التجارية عام 1996، في وقت كانت فيه المجوهرات الإيطالية مشهورة عالمياً. ما الذي أضفته إلى عالم المجوهرات لتكون مميزاً عن باقي المصممين؟
أردتُ أن أكون مختلفاً لأنّني جئتُ من عالم مختلف عن عالم المجوهرات. لذلك تصاميمي كانت جديدة ولا تشبه كل ما كان موجود في السوق. كنت أرى النساء بطريقة مختلفة، وآمنت بدور المرأة منذ عام 1980. حاولتُ أن أقدّم للمرأة فرصة لتعيش أحلامها، وليس أحلامي أنا. لم أرَ يوماً النساء يشبهنَ بعضهنّ البعض، وما زلتُ بنفس العقليّة، وإذا طلبتي منّي اليوم أن أختار لكِ قطعة مجوهرات، سأختار قطع مختلفة لأنكِ لا تشبهي غيركِ. لا أحب أن أقدّم للجميع نفس القطعة كما تفعل العلامات التجارية الكبيرة. لهذا السبب قدّمنا 600 تصميم جديد، لكيّ تجد المرأة ما يناسبها من المجموعة المتنوّعة.
3- كيف توازن بين الحفاظ على الحرفية التقليدية للعلامة التجارية وابتكار تصاميم وتقنيات جديدة في نفس الوقت؟
كنت دائماً أؤمن بالابتكار، ولكن الابتكار وحده لا يكفي. يمكن للجميع شراء نفس الآلات وتصميم نفس القطع، لكن ما يميّز المجوهرات حقاً هو الحرفية. ما أقصده هو أن القطعة بدون الحرفية لا تُعتبر مجوهرات بالنسبة لي؛ فهي تحتاج إلى مزيج من الابتكار والحرفية معاً. على سبيل المثال، بفضل الإبتكار التكنولوجي، يمكننا تصميم هياكل دقيقة وخفيفة، وهو أمر يصعب تنفيذه بدونها. مع ذلك، يبقى السؤال: كيف نجعل هذه القطعة تبدو جميلة؟ هنا يأتي دور الحرفيين، الذين هم أساس المستقبل.
4- كل قطعة من مجوهراتك تحتوي على حجر ياقوت مدمج في التصميم بطريقة يلمس بها الجلد. ما القصة وراء ذلك؟
أنا شخص مهتم بالثقافة وأعشق القصص والأساطير. أقرأ الكثير من الكتب القديمة، وخاصةً تلك التي تتناول التاريخ والفن القديم. قرأتُ يوماً كتاباً عن المصريين القدماء، ووجدتُ فيه أسطورة جميلة تقول أن المصريين كانوا يهدون زوجاتهم حجر الياقوت. وفقاً لمعتقداتهم، الياقوت هو الحجر الوحيد الذي إذا لامس بشرة المرأة، جلب لها الحظ والإزدهار والسعادة، بالإضافة إلى العديد من الأمور الإيجابية الأخرى. عندما قرأت هذه الأسطورة، قلت لنفسي: "ما أجمل هذه القصة! سأجعل كل عملائي سعداء."
5- ما المشاعر أو التجارب التي تريد أن يختبرها عملاؤك عند ارتداء مجوهرات روبيرتو كوين؟
تأتي المجوهرات من القلب، ولذلك تخلق مشاعر قوية! كنت دائماً أقول إن المجوهرات تعكس العاطفة، سواء كان الزوج يشتري هدية لزوجته أو عندما المرأة تهدي نفسها. المجوهرات لا تعزز جمال المرأة فحسب، بل أيضاً تمنحها مشاعر استثنائية لا يمكن الحصول عليها من أي شيء آخر.
6- ما مدى أهمية الاستدامة والمصادر الأخلاقية في عمليات علامتك التجارية، وكيف تضمن دمج هذه القيم في عملك؟
كنت دائماً أؤمن بهذه المبادئ، منذ أن كنت شاباً. تعلّمت الأخلاق من عائلتي ومدرستي وأصدقائي. أنا من مؤسّسي مجلس " Responsible Jewelry Council" وعضو في " CIBJO"، أكبر منظمة في صناعة المجوهرات. هذا العام، تحدثت في الأمم المتحدة عن الاستدامة والموارد الأخلاقية. كما تم تكريمي في واشنطن كصاحب أهم علامة تجارية في الولايات المتحدة لعام 2023. أحاول دائماً تطبيق مبدأ الإستدامة، بطرق عدّة، مثل زراعة الأشجار، والتشجيع على حماية الحيوانات والبيئة. النجاح بالنسبة لي ليس الثروة، بل إحداث تأثير إيجابي.
7- كيف تتوافق علامة روبيرتو كوين مع شغف دول مجلس التعاون الخليجي بالمجوهرات الفاخرة؟
نحن نقدم مجوهرات فاخرة وجميلة، ولكن ربما لم نبذل الجهد الكافي في العالم العربي. تتميّز علامتنا التجارية بتقديم المجوهرات الفاخرة بأسلوب حصري، حيث يتعامل الزبائن معي مباشرةً.
8- ما هي أهدافك للعلامة التجارية في عام 2025؟ وهل هناك أسواق جديدة تخطط للتركيز عليها؟
طبعاً، هناك العديد من الأهداف والأسواق الجديدة التي نركز عليها، لكن الأهم بالنسبة لي هو الاهتمام بالعملاء الحاليين. كيف يمكننا تحسين الخدمة والعناية بهم؟ وكيف نكون جزءاً من حياتهم؟ أؤمن أن العلاقة القوية تقوم على الصداقة، وليس فقط على بيع المجوهرات، بل على بناء جسور بين دبي وفينيسيا. نحن نهدف إلى بناء هذه الجسور مع دبي وأبوظبي ودول أخرى، حيث يمكننا تقديم الكثير من الثقافة والخبرة من الماضي لتمثيل التراث والمستقبل. لهذا السبب نشارك في البينالي، فهو جزء من رؤيتنا. أما بالنسبة للأسواق الجديدة، فنحن دخلنا تدريجياً إلى الصين، بالإضافة إلى عملنا في كوريا واليابان وماليزيا والفيلبين وأستراليا. كما أننا بصدد افتتاح بوتيك جديد في باريس الأسبوع المقبل، والذي سيكون من أجمل البوتيكات التي صممتها.