الشموليّة هي من أبرز الأسس التي ترتكز عليها علامتها، والابتكار هو ما يميّز تصاميمها. في حديث خاصّ مع المصمّمة السعوديّة ريم الكنهل، تكشف لنا عن تفاصيل مجموعتها الأخيرة Sword، عن التحديّات التي واجهتها حتّى اليوم في مسيرتها المهنيّة وعن رؤيتها المستقبليّة للأزياء المستوحاة من التراث السعودي.
مقابلة مع المصمّمة السعودية ريم الكنهل
1- كيف تحرصين على إبراز الشموليّة والتنوّع في علامتكِ، خصوصاً في ظلّ التنوّع الثقافيّ السائد في الممكلة العربية السعوديّة؟
أقوم بذلك من خلال استراتيجيّات عديدة رئيسيّة تقضي باحترام الثقافات. هذه الاستراتيجيّات تقضي أيضاً بطرح الأسلوب الذي يلبّي مختلف الميول الثقافيّة، واستخدام عارضات من مختلف الأعراق، ما يعكس التنوّع الموجود في البلاد.
2- ما أهميّة الفعاليّات والمعارض الخاصّة بالموضة التي تُقام في المملكة العربيّة السعوديّة، وكيف تساهم في النمو في مجال الموضة على الصعيد المحلي؟
ممّا لا شك فيه أنّ المملكة العربيّة السعوديّة تُعتبَر من أهمّ الأسواق. استضافة أنشطة كبرى في ظلّ الرؤية، 2030هي الاختيار الأنسب والأذكى الذي يمكن القيام به. كما أنه من الرائع رؤية التطوّر الحاصل في صناعة الموضة وبروز العديد من مصمّمي الأزياء السعوديّين. وكأنّه حلم تحقّق! أنا متواجدة في هذا المجال منذ 13 سنة، وقد عشتُ فترات من الازدهار وأخرى حصل فيها تراجع. أجد صعوبة في التعبير عن مدى سعادتي بما يحصل في المملكة، ولطالما كنتُ متأكّدة من أنّه لدينا الكثير لنقدّمه ولنعتزّ به. يمكن أن نؤكّد أنّ ما سيأتي لاحقاً سيكون أفضل بعد.
3- لماذا اخترتِ رقصة السيف كمصدر وحي لمجموعتكِ الأخيرة؟ وما الرسالة التي أردتِ أن تنقليها من خلالها؟
أودّ أن أشير أوّلاً إلى أن رقصة السيف هي عرض راقص يظهر القدرة القتاليّة لقبيلة والروح المعنويّة العالية قبل الاشتباك المسلّح. أمّا العرضة أو الاستعراض الأكثر شيوعاً في المملكة العربية السعودية، فهو العرضة النجدي التي أدّاها أوّلاً مقاتلون عرب في منطقة نجد قبل الاشتباك مع الأعداء في ساحة المعركة. سمحت رقصة السيف للمقاتلين بعرض أسلحتهم وروحهم البطوليّة. كما تعكس العرضة النجديّة المعارك التي قادها الملك عبد العزيز آل سعود. اليوم، تؤدّى هذه الرقصة الفولكلوريّة في المناطق السعوديّة وتحوّلت إلى رمزٍ للتراث السعوديّ .في عام 2015تمّ إدراج العرضة ضمن لائحة اليونيسكو للتراث الثقافيّ غير المادي. هو تقليد رائع ينشر طاقة لا تضاهى ويعبّر عن العزّة والسعادة. أعشق العادات السعوديّة والملابس التقليديّة، خصوصاً تلك الخاصّة بالرجال. أمّا بالنسبة للنساء، فكلّ تفصيل ألهمني. حلمتُ بهذا الإنتاج منذ سنوات عديدة وها قد تحوّل الحلم إلى حقيقة.
4- كيف جسّدتِ ذلك في تصاميمك؟
بالحفاظ على روح الابتكار والتنوّع. تقدّم كل قطعة في المجموعة احتمالات لا حدود لها للمزج والتنسيق، ما يسمح لمن ترتديها بالتعبير عن أسلوبها الخاصّ بسهولة. بدءاً من المزج بين الألوان الثانوية، وصولاً إلى اعتماد طبقات متعدّدة من الأساليب المختلفة معاً، تشجّع المجموعة على اعتماد مقاربة مرحة في ارتداء الملابس.
5- ما التحديّات التي واجهتها عند المزج بين الأسلوب السعوديّ التقليديّ وصيحات الموضة العصرية؟
هذا الأسلوب يخاطبني ويحمل الكثير من القصص. ثمّة ما حرّكني فيه ولا علاقة له بالصيحات الرائجة. بدأت بهذا المسار منذ سنوات عديدة لأنني لطالما عشقتُ القصص والمشاعر التي تقف وراء هذا المزيج، تماماً كالفنّ. المسألة سهلة لأنّ تصاميمي بسيطة لكنّها تحمل الكثير من التفاصيل. أعشق القطع التي تعيش معنا، والتي يمكن العودة إليها في أيّ وقتٍ كان، مهما مرّ عليها الزمن فهي لا تبدو قديمة أبداً. هي تعتمد على كلّ شخص، على القصّة والجودة، كيفما تمّ تنسيقها وأينما كان. عند التساؤل عن القصّة وراءها، لا تبدو لأحد وكأنّها مستوحاة من اللباس التراثيّ. هي للكلّ وتناسب الجميع.
6- كيف ترَين مستقبل الأزياء المستوحاة من التراث السعوديّ في الأسواق العالميّة؟
يعتمد ذلك على كيفيّة إنجازها، يجب ألّا تكون القطع مأخوذة من التراث كما هي. فهي ليست عبارة عن زيّ وطنيّ أو تراثيّ، هي عبارة عن فنّ وإبداع. إذا تمّ تصميمها بالشكل المناسب، فيمكنها أن تكتسح العالم.
7- هل يمكنكِ مشاركتنا أياً من اتّجاهات الموضة التي قد تشكّل مشهد الموضة السعوديّ في المستقبل القريب؟
قد تأتي الصيحات وتزول، لكنّني أتمسّك بالكلاسيكيّة والثبات. "الجمبسوت السيف" الذي صمّمته هو ليس مجرّد اتّجاه عابر. هو قطعة خالدة أتصوّرها في خزانة كل امرأة وتتجاوز المواسم والحدود.