الأجيال الصاعدة لديها نظرة جديدة ومختلفة إلى العالم، ففي الشرق الأوسط، هذه الفئة من المصمّمين الناشئين غيّرت مفهوم الموضة من خلال إنشاء معايير جديدة، تتناول مواضيع مختلفة، مثل المستقبل العربي، تداخل الثقافات، تعاون غير اعتياديّ، الاستلهام من الثقافة العربيّة وإعادة تقديمها بطريقة عصرية وغيرها... وسط مئات الأسماء العالمية التي نسمع بها يومياً، كان من الضروري تسليط الضوء على بعض المواهب الشابة العربية، والاطلاع على آرائهم بعالم الموضة اليوم، بعد أكثر من عام ونصف العام على انتشار وباء كورونا. من هنا، جمعنا لكِ 7 علامات عربية، لتبدئي بإضافة تصاميم جديدة من مجموعاتها إلى خزانتكِ في الموسم الجديد!
1- مقابلة مع المصمم السعودي زياد بوعينين Ziyad Buainain
يقدّّم المصمّم السعودي حكاية أزياء فاخرة تحتفل بالمرأة العصريّة من خلال الطبعات الرائعة، التصاميم المرحة والأقمشة المتنوّعة. تركّز هذه العلامة المدفوعة بالفضول الفطري والبحث الشامل، على الدفاع عن التسامح والوحدة من خلال تسليط الضوء على الجمال الفنّي في مختلف الثقافات.
صف علامتكَ بـ3 كلمات.
واعية، متنوّعة وهادفة.
من هو الشخص الذي يشكّل مصدر إلهام لك؟
لطالما ألهمني أسلوب والدتي وحبّها للملابس غير التقليديّة. بالإضافة إلى ذلك، كانت النساء اللّواتي يتحدّثن بصراحة وجرأة ويتحمّلن مخاطر الموضة، مثل الأميرة ديانا، Cher وRihanna مصدر إلهام لي.
بعد أكثر من عام ونصف على تفشّي فيروس كورونا، كيف ترين عالم الموضة اليوم؟
أعتقد أنّ الناس الآن متحمّسون للموضة، خصوصاً مع رفع القيود وعودة الأمور ببطء إلى ما كانت عليه قبل الوباء. في الوقت الذي كنت أصمّم فيه مجموعتي الأولى أثناء الوباء، استلهمت من العودة إلى الحياة الطبيعيّة، فأردتها أن تكون رسالة أمل للمستقبل مع التذكير بأنّنا لن نكون عالقين في الملابس الرياضية إلى الأبد.
ما رأيك بتأثير التكنولوجيا في عالم الموضة الحديث؟
تتطوّر الموضة باستمرار، والتغيير أمر بالغ الأهمية للحفاظ عليها. لطالما أعجبني كيف يمكن للتكنولوجيا تحسين تجارب العملاء ورفع مستوى العلامة التجاري. نحن نعيش في عالم رقميّ، ومن الضروري إيجاد حلول عملية من خلال التكنولوجيا للحفاظ على تفاعل الناس.
2- مقابلة مع المصممة الأردنية دارا الحمراني Dara Hamarneh
علامة أردنيّة تقدّم حقائب كلاسيكيّة عابرة للزمن. الأشكال الهندسيّة والألوان الجديدة تشكل هويّة هذه العلامة التي تسعى مؤسّستها المصمّمة Dara Hamarneh إلى تشجيع الناس على اتّخاذ قرارات أفضل من خلال تزويدهم بتصاميم تشكّل استثماراً في الموضة.
صفي علامتكِ بـ3 كلمات
راقية، عابرة للزمن وعصريّة.
من الشخصيّة التي تلهمكِ؟
والدتي هي مصدر إلهام كبير لتصاميمي، تمتلك أزياء رائعة ولطالما علّمتني كيفيّة الاستثمار في القطع العابرة للزمن. لذلك، عندما أقوم بالتصميم، أضع هذا الأمر دائماً في الاعتبار.
بعد أكثر من عام ونصف على تفشّي فيروس كورونا، كيف ترين عالم الموضة اليوم؟
أشعر الآن أنّني منفصلة تماماً عن عالم الموضة اليوم، خصوصاً بعد كلّ هذا الوقت الذي توقّفت فيه عن التصميم، لكنّني في المقابل، معجبة تماماً بأولئك الذين استمرّوا في العمل. بالفعل هذه الفترة مثيرة للغاية، فالجائحة أجبرت صناعة الأزياء على مواجهة المشاكل التي نشأت في الماضي، ولكن لم تتمّ معالجتها بالكامل، فأصبح الناس الآن أكثر انفتاحاً على التغيير.
ما رأيك بتأثير التكنولوجيا في عالم الموضة الحديث؟
إنّه من الرائع أن يتمّ تبنّي التكنولوجيا أخيراً في عالم الموضة. لقد تعاونت مع virtualrags@ في وقت سابق هذا العام وقد قاموا بتصوير ثلاثيّ الأبعاد لبعض حقائب اليد الخاصّة بي. هذه الطريقة تساعد في جعل عمليّة التصميم أكثر واقعيّة، كما أنّها تساعد في تقليل الهدر خلال عمليّة التصنيع.
3- مقابلة مع المصممة الاماراتية شمسة العبّار Shamsa AlAbbar
علامة مجوهرات تعتمد على الكاليغرافي، أو فن الخطّ العربي لابتكار تصاميم غير اعتيادية. تأخذ هذه العلامة الخطوط التي تعتبر جزءاً لا يتجزّأ من الثقافة العربية وتعيد صياغتها بطرق عصرية.
صفي علامتكِ بـ3 كلمات.
عربية، عصرية وغير اعتياديّة.
من هو الشخص الذي يشكّل مصدر إلهام لكِ؟
والدتي، أخواتي وابنتي.
بعد أكثر من عام ونصف على تفشّي فيروس كورونا، كيف ترين عالم الموضة اليوم؟
أرى أنّ الموضة أصبحت أكثر عمليّة، راحة وتنوّعاً.
ما رأيك بتأثير التكنولوجيا في عالم الموضة الحديث؟
برأيي، التكنولوجيا ضرورية في عالم الموضة الحديث. جميعنا نتابع صيحات الموضة ونتواصل مع عملائنا من خلالها، كما انّها أصبحت من أهمّ مصادر المبيعات.
4- مقابلة خاصة مع المصممتِين نور التميمي Nour Tamimi وبسمة شدياق Basma Chidiac
من أشجار النخيل المتمايلة في كاليفورنيا إلى مدينة نيويورك، أسّست نور التميمي بالتعاون مع بسمة شدياق علامة The Nou Project التي توفّر بتصاميمها البسيطة للأحذية لوحة قماشيّة "كانفاس" للفنّانين، بهدف وضع رسومهم عليها، كلّ واحد على طريقته.
صفي علامتكِ بـ3 كلمات.
- نور: تعاونيّة، شاملة وإبداعيّة.
من هو الشخص الذي يشكّل مصدر إلهام لكما؟
- نور: أستوحي من فنّ الكتابة على الجدران وهذا يجسّد جوهر العلامة، ومن الجوانب المختلفة التي يلجأ إليها الفنّانون للتعبير الإبداعيّ، لذا سيكون من الصعب اختيار شخص واحد فقط.
- بسما: استلهمنا في البداية من مصمّمي الأزياء ذوي الأسلوب المينيماليّ، ومن حرّية التعبير في شوارع نيويورك. في الوقت الذي كنّا نصمّم فيه أوّل حذاء، كنت في محاضرة في بارسونز، واكتشفت أنّ Andy Warhol بدأ مسيرته المهنيّة في رسم الأحذية في العام 1955 في نيويورك وكان قادراً على الجمع بين الفنّ، الموضة والمجتمع. أردنا تحويل أحذيتنا الرياضيّة إلى لوحة فنيّة. كانت بداية جيّدة بالنسبة لنا، حيث تعاونّا مع فنّانين مختلفين بهدف جعل من ينتعلها يشعر بأنّه فريد من نوعه.
بعد أكثر من عام ونصف على تفشّي فيروس كورونا، كيف ترين عالم الموضة اليوم؟
- نور: أجبر الوباء الناس على إعادة تقييم عاداتهم الشرائيّة، فتغيّرت ثقافة المستهلك. أنا معجبة حقّاً باتّجاه العديد من العلامات التجاريّة نحو الاستدامة، ليس فقط من حيث الموادّ المستخدمة، ولكن أيضاً من حيث تخفيض عدد مجموعاتها وعدم اللّحاق بجدول المواسم التقليديّ. بالإضافة إلى ذلك، برزت الملابس الرياضيّة وشخصيّاً أمضيت معظم وقتي في ارتداء قطع من مجموعتي الخاصّة من Alo Yoga.
- بسما: لقد رأينا تحوّلاً هائلاً في سلوك المستهلك نتيجة الوباء، فلم يعد الشخص يشتري إلّا ما يحتاجه، بالإضافة إلى التفكير مرّتين قبل الإنفاق. أمّا اليوم، فالناس عادوا إلى عاداتهم القديمة، وأعتقد أنّنا سنشهد عودة قويّة في هذا القطاع.
ما رأيكما بتأثير التكنولوجيا في عالم الموضة الحديث؟
- بسما: لا يستطيع مجال الأزياء الاستمرار من دون التكنولوجيا اليوم، فالإنترنت سمح للعديد من العلامات التجاريّة الاستمرار خلال هذه الأوقات غير المسبوقة. عرفت الكثير منها كيفيّة مواكبة هذا الأمر، ما أدّى إلى ازدياد حجم مبيعاتها. شخصيّاً، تمكّنت من إرسال التصاميم افتراضيّاً والاتصال بمصنعنا بسلاسة، حتى تمّت إعادة شحن التصاميم النهائيّة إلى مكتبنا، بالإضافة إلى التخطيط لحملة تسويقيّة. على الرغم من أنّ الموضة كانت دائماً منصّة للتعبير الإبداعي، إلّا أنّ التكنولوجيا جعلت هذه المنصّة أعلى صوتاً وذات مكانة عالميّة.
5- مقابلة مع أوسكار ملكي Oskar Melki وبدرالدين بولايش Badre-Edine Boulaich
بإلهام من شمال إفريقيا والشرق الأوسط، تحتفل علامة Wasta بتداخل التراث العربيّ بالثقافة الغربية.
صفا علامتكما بـ3 كلمات.
- بدر الدين: التمثيل، الجودة والأصالة.
- أوسكار: الأسرة، التعدّدية والهويّة.
من هو الشخص الذي يلهم كلّاً منكما؟
- بدر الدين: اختيار شخص واحد فقط صعب للغاية، لأنّنا نستلهم من الكثير من الأشخاص، مثل المصمّمين، الرياضيّين، الفنّانين وغيرهم. أمّا أوّل شخص يخطر في بالي، فهي أمّي التي أثّرت على ذوقي. إنّها امرأة راقية للغاية!
- أوسكار: بالنسبة لي، والدي هو مصدر إلهام كبير لأعمالي. سواء كانت صورة قديمة له، وهو يرتدي ملابس رياضيّة، أم بزّة رسميّة لصورة عائليّة... دائماً استوحي من صوره القديمة في لبنان.
بعد أكثر من عام ونصف على تفشّي فيروس كورونا، كيف تريان عالم الموضة اليوم؟
- بدر الدين: هذا التوقّف أعطى الجميع فرصة للجلوس والتفكير في عاداتهم الاستهلاكيّة، فأدرك البعض طريقة عيشهم غير المستدامة. لكن لسوء الحظّ، لم يكن هناك الكثير من التغيير، فبعد العودة إلى الحياة الطبيعيّة، أشعر أنّه من المحتمل أن يعود الاستهلاك أكثر من قبل.
- أوسكار: لا يمكنني التحدّث نيابة عن الآخرين، ولكن الأزمة أظهرت لنا أن تجنّب النفقات الثابتة ووجود هيكل مرن كانا أساسيّان من أجل البقاء واقفين على أقدامنا. في المقابل، تجربة الأمور في الحياة الواقعيّة أمر بالغ الأهميّة أيضاً، لذلك إيجاد توازن بين تجارب الحياة الواقعيّة والوجود الافتراضي أمر أساسيّ.
ما رأيكما بتأثير التكنولوجيا في عالم الموضة الحديث؟
- بدر الدين: شخصيّاً، أعتقد أنّ للتكنولوجيا مزاياها وعيوبها. على سبيل المثال، يعتبر التسوّق عبر الإنترنت أمراً رائعاً، لكن من ناحية أخرى، أشعر أنّه من غير الممكن استبدال بعض الأمور بالتكنولوجيا، مثل القدرة على لمس الأقمشة.أمّا إذا نظرنا إلى التكنولوجيا من ناحية التصنيع، فأنا متحمّس جداً بشأن قشر التفّاح الذي سيكون بديلاً مستداماً للجلد الطبيعيّ.
- أوسكار: أنا متحمّس جدّاً للإمكانيّات اللامتناهية فيما يتعلّق بتطبيق التكنولوجيا في عالم الموضة الحديثة. أتحدّث عن التكنولوجيا من جميع الجوانب، سواء كانت من ناحية الأقمشة، عمليّة التصنيع، الخدمات اللوجستيّة، التسويق أو التوزيع . بالنسبة لعلامتنا، نسعى إلى تعاون في المستقبل مع سوق JUMY ، لإطلاق قطع محدودة الإصدار بتقنيّة NFT التي تمكّن المبدعين من التصديق على تفرد إبداعاتهم. كما وينطبق هذا الأمر على الأشخاص الذين يمتلكون هذه القطع، ففي حال قرّروا الحصول عليها، يمكنهم التصديق على ملكيّتهم وأصالة القطعة بفضل هذه التكنولوجيا.
6- مقابلة مع المصممة السورية سما نهلاوي Sama Nehlawi
تمّ ابتكار علامة Nahlé بين سوريا وكندا وهي تقدّم نظّارات شمسيّة جريئة وملوّنة، يشعر كلّ من يعتمدها بالقوّة. ما يميّز هذه النظّارات أسماؤها التي تطابق أسماء مدن ومعالم فريدة في الشرق الأوسط.
صفي علامتكِ بـ3 كلمات
جريئة، متنوّعة وحرّة.
من هو الشخص الذي يشكّل مصدر إلهام لك؟
أختي تالا، مصمّمة أزياء وتلهمني كلّ يوم بإبداعها وأفكارها المتفرّدة. ألجأ إليها في كلّ مرّة أريد أفكاراً ونصائحَ جديدة لعلامتي التجاريّة، من تصميم النظّارات الشمسيّة إلى جلسات التصوير واختيار منشورات على انسغرام.
بعد أكثر من عام ونصف على تفشّي فيروس كورونا، كيف ترين عالم الموضة اليوم؟
الناس أدركوا أنّ الحياة أقصر من أن يفكروا بآراء الآخرين عنهم، فأصبحوا أكثر انفتاحاً وحرّية فيما يتعلّق بما يرتدونه. في هذا الإطار، لجأ البعض إلى تجربة ألوان وطبعات جديدة لم يتجرّأوا على تجربتها من قبل. من هنا، أعتقد أنّ هذا الوباء كان له تأثير إيجابيّ على صناعة الأزياء.
ما رأيك بتأثير التكنولوجيا في عالم الموضة الحديث؟
أعتقد أنّ التكنولوجيا أحدثت ثورة في مختلف المجالات، لكن مع الأسف، ساهمت في التسويق للموضة السريعة، وهذا مبدأ يتعارض مع سياسة علامتنا. نحن حريصون جدّاً على الطريقة التي يتمّ بها صنع النظّارات الشمسيّة، فنبذل قصارى جهدنا للحفاظ على عبوات صديقة للبيئة.
7- مقابلة مع المصممة الكويتية نجيبة حياة Najiba Hayat
نجيبة حياة، هي المبدعة الكويتيّة التي ابتكرت Liudmila، علامة تجارية للأحذية المصنوعة يدويّاً، مقرّها ميلانو، وهي مستوحاة من بطلات الرسوم المتحرّكة.
صفي علامتكِ بـ3 كلمات
دراماتيكيّة، بعيدة عن المألوف، شاعريّة.
من هو الشخص الذي يشكّل مصدر إلهام لك؟
العشرات من الشخصيّات النسائيّة المميّزة وغير النمطيّة التي تملأ مكتبتي، مثل Liudmila الجميلة الهاربة من The Petty Demon.
بعد أكثر من عام ونصف على تفشّي فيروس كورونا، كيف ترين عالم الموضة اليوم؟
أتمنّى أن يكون فيروس كورونا قد ساعد الناس ليكونوا أكثر وعياً في عمليّات الشراء، فالموضة السريعة عليها أن تختفي ليتعوّد الأشخاص على كيفيّة الاستثمار في القطع التي تبقى رائجة بالرغم من تبدّل الصيحات. بالإضافة إلى ذلك، تحتاج صناعة الأزياء إلى معالجة مشكلة الهدر بجدّية.
ما رأيك بتأثير التكنولوجيا في عالم الموضة الحديث؟
أعتقد أنّه أمر لا مفرّ منه، لأنّ العالم بأسره أصبح أكثر اعتماداً على التكنولوجيا. تتيح التجارة الإلكترونيّة إلى حدٍّ ما للأشخاص باتّخاذ قرارات شراء أكثر ذكاءً، ولكنّها في المقابل، تدفع الناس إلى أن يصبحوا مدمنين على التسوّق. ساعدت التكنولوجيا بانتشار ثقافة الموضة السريعة التي ساهمت في تدمير الصناعة والانخفاض الهائل في الإبداع والأصالة.