المصمم اللبناني Roni Helou، يبتكر لجيل استباقي وواع، يلتزم بأساليب استدامة بيئية. ذلك يعكس تفكيره وإيمانه بهذه المبادئ في أسلوب حياته ودفاعه الدائم عن القضايا الإنسانية والبيئية.
لماذا قرّرت أن تتّبع نظام الاستدامة البيئية، بدلاً من اختيار الطريق الأسهل، كما تفعل الدور الأخرى؟
لطالما كنت ناشطاً مدافعاً عن حقوق الإنسان والحيوان، داعماً للبيئة ومشاركاً في المظاهرات، حتى قبل إنشاء داري. لذا، أنا مهتم جدّاً لكل تلك القضايا وأردت أن أترجم ذلك في داري. لم أرغب بإنشاء دار تشبه سواها، تطلق أزياء لا يحتاجها العالم. بالنسبة لي، قد يكون عالم الموضة سطحياً للغاية، لكن عندما تؤمن بقيمكَ وتترجم ذلك من خلال التصاميم، تصبح مصمماً حقيقياً منتجاً. بالنسبة لي، ابتكار أزياء لم يعد يعتبر عملاً بعد الآن.
متى قرّرتَ أن تتّبع نظاماً نباتيّاً؟
أنا نباتي منذ 5 سنوات، ولكن مؤخّراً، حين بدأت العمل على مجموعة لخريف وشتاء 2019-2020، فكّرت كثيراً ببديل أستخدمه مكان الجلد، وقمت بأبحاث كثيرة. قرّرت أن أتّبع نظاماً نباتياً في تصاميمي أيضاً. قرار اتّخذته في يوم واحد. اليوم أكمل المسيرة إلى أقصى الحدود، فعند الابتكار، لا أقبل حتى باستخدام مواد من مصادر حيوانية.
تستخدم مواد صديقة للبيئة، فهل من الصعب إيجاد المصادر الصحيحة؟
الأقمشة التي أستخدمها ليست صديقة للبيئة 100%، لكن أحاول أن أشتري منتجات نباتية قدر الإمكان استناداً إلى الميزانية، كما أنه من الصعب الحصول على تلك المواد في لبنان، لذا، قرّرت أن أصعد السلّم خطوة بخطوة. عادةً، أذهب إلى مورّدي الأقمشة التقليديّين والمتاجر القديمة، حتى التي فتحت أبوابها قبل الحرب، وأختار الأقمشة ذات الجودة الممتازة التي يصل عمرها إلى 15 أو 20 سنة! أفعل هذا دعماً للأعمال الصغيرة.
كونكَ مصمّماً تتّبع مبدأ الاستدامة البيئيّة، كيف تؤثّر تصاميمكَ على الزبائن العاديّين الذين لا يتّبعون هذا النظام؟
بكل صراحة، لا تجري الأمور بأن تذهب إلى الأشخاص وتقول لهم بأنهم على خطأ، بل عليك أن تنقل الرسالة شيئاً فشيئاً كل يوم، بحيث يتسنّى لهم الوقت لتحليلها بالشكل الصحيح.
هل ينطبق "التفكير الأخضر" الداعم للطبيعة على أسلوب حياتكَ أيضاً؟
نعم، أنا أتبع نظاماً نباتياً ومبدأ إعادة التدوير في مكان العمل أيضاً.
في مجموعتكَ الأخيرة، نلاحظ تداخل الكثير من الصيحات مثل تدرّجات البيج، معاطف Puffer... كيف توازي بين اتّباع أحدث الصيحات والحفاظ على الأخلاقيّات البيئيّة في الوقت نفسه؟
بصراحة، حين أحلّل الصيحة وأفهم جوهرها جيّداً وسبب ظهورها على الموضة وناحيتها الجماليّة، يمكنني أن أطبقها على طريقتي الخاصة مستخدماً الأقمشة الصديقة للبيئة. أنا شخص متواضع، لكن عليّ القول بأنها موهبة لا يستطيع الجميع أن يحققها. يرتكز الأمر على تشخيص الصيحة وليس على تطبيقها كما هي.
ما كانت ردّة فعل محيطكَ بشأن مهمّتكَ الداعمة للاستدامة البيئيّة؟
لم يكترث الكثير من الناس لأهمية الأمر، لا سيّما في عالم الموضة الذي يعتقدون بأن مهمّته تقتصر على بيع الأزياء، لكن الكثير من القريبين مني الذين يعلمون كيف أفكّر والذين بقوا إلى جانبي لسنوات عديدة وفي المراحل التحوليّة من حياتي، يقدّرون جيّداً ما أقوم به.
إقرئي أيضاً: مقابلة خاصة مع روان مكي... كيف جمعت بين الإستدامة البيئية وتصميم الأزياء؟
مقابلة خاصة مع المصمم سليم عزام: التفكير المستدام جزء من حياتي