Salim Azzam هو مصمّم الجيلين، يحافظ على فنّ التطريز التقليدي ويرضي بلمسته العصرية جيل الشباب. ما نسي طفولته يوماً، وتأثّر بالقرية التي ولد فيها، حيث عاين الطبيعة واختبر عناصرها. ما يهمّ بالنسبة إليه، هي القصة التي ترويها كل قطعة ترى النور...
إلى جانب الموهبة، هل يعدّ تناغمكَ مع الطبيعة السبب الرئيسي الذي جعل منكَ فنّاناً؟
بالتأكيد! ترعرعت وسط أهلي وأقاربي في القرية. أبي كان مسافراً، لم يكن هناك الكثير من الأمور لنقوم بها حيث نعيش، لا ملاعب أو ما شابه. كنّا محاطين بالطبيعة وهي مصدر إلهام أساسي لي. لذا، علاقتي بالطبيعة وبكل ما يحيط بي أثّر كثيراً على عملي.
دائماً ما تجسّد عناصر من الطبيعة في تصاميمكَ، مثل العصافير، الفراشات، الأزهار... أخبرنا أكثر عن عملية الابتكار، من الإلهام حتى تنفيذ التصميم.
أنا أعشق العصافير والطبيعة، وكل ما فيها يلهمني للرسم. لذا، في البداية، كانت رسوماتي تتعلّق كثيراً بالناس والعناصر الموجودة في حياة القرية. في الواقع، لا يوجد أي منهج في عملي، لكن ما يمكنني قوله، هو أن العيش في بيروت يجعلني أتوق أكثر للهرب إلى الجبال، فهناك لا يوجد أي منهج، بل تسير الأمور بكل طبيعية. حتى حين أكون في إجازة في قريتي، أجد نفسي بدأت فوراً بالرسم.
تقول "القصّة وراء التصميم هي التي تدفع إلى شرائه، وليس الجانب المتعلّق بالموضة منه"، هل من الصعب إقناع الشاري بهذه الفلسفة؟
ليس من الصعب أبداً! في أيّامنا هذه، يكثر المصممون والتصاميم، وأعتقد أن الناس يتوقون أكثر للأمور العاطفية التي تتّصل بها روحياً عندما يشترونها. بالنسبة لي، تسليط الضوء على القصّة وراء كل تصميم هو الأمر الأهمّ. من خلال خبرتي، هناك أشخاص يشترون القطعة لأن اسمها "سلمى" مثلاً، فالناس باتوا يبحثون عن طرق جديدة للتواصل مع التصاميم التي يشترونها. لا يتعلّق الأمر بفلسفة الإقناع، أقوم فقط بما أحبّ.
أيّ جيل هو الأكثر تقبّلاً للرؤية الكامنة وراء عملكَ؟
عليّ القول بأن جيل الكبار في السن معجب جدّاً بالتصاميم، لأنه مهتم أكثر بالقصص التي ينسبها إليه، لكن الجيل الجديد أيضاً يبحث عن طرق للاتّصال بالتقنيات التقليدية، كالتطريز. لذا، لا أعتقد أن عملي يستهدف جيل محدد، بل نوع محدد من الناس يقدّر الجهد المبذول لابتكار كل قطعة. أقول دائماً، إن مجموعاتي مصنوعة للجميع، لكل مَن يشعر بأنه معني بالقصّة الكامنة وراءها، ولكل مَن يقدّر هذا النوع من العمل، أيّاً يكن سنّه.
التطريز أمرٌ مهمّ جدّاً بالنسبة لكَ. هل تحاول الحفاظ على تراث الحرفيّة التقليدية في عملكَ؟
هناك القليل من الأشخاص الذين يقدّرون الجهد المبذول للعمل بالتطريز. اليوم، أحاول أن أجد أشخاصاً من جيل الشباب يحترفون عمل التطريز. ما أحاول إيصاله، هو أنه من الممكن أن نستخدم هذه الطريقة التقليدية لابتكار تصاميم حديثة، عصرية وجريئة تعجب الجميع، حتى مَن لا يهتمّ بفن التطريز.
هل ينطبق التفكير "الأخضر" القريب من الطبيعة على أسلوب حياتكَ أيضاً؟
هناك سبب مقصود وراء تسمية داري Salim Azzam، وهو أنني لا أجد فرقاً بين ما أقوم به في عملي وبين شخصيّتي الحقيقية. فالرضا وارتياحي الكلي ينبعان من عملي. أنا أعمل على الدوام، لأن الدار هي أنا، والكثير من الأمور تنطبق على أسلوب حياتي، من منزلي إلى خياراتي، فالتفكير "الأخضر" هو جزء من حياتي وشخصيّتي، ويتجسّد ذلك في عملي.
إقرئي أيضاً: مقابلة خاصة مع فهد وشوق المرزوق، مؤسِسَي دار Marzook للحقائب
مقابلة خاصّة مع المصمّم Ali Karaoui: لا أتّبع الصيحات، بل أحاول جعل الآخرين يحلمون من خلال ابتكاراتي