تعشق المغامرات وتكره الروتين. تسعى وراء أحلامها، وتحقّقها... وهل هذا مستغرب على ابنة السعوديّة، البلد الذي يحلم ويحقّق! مقدّمة برامج، رائدة أعمال، أمّ ومؤثّرة على مواقع التواصل الإجتماعيّ، تعدّدت أوجه حياة سارة، لكّن ذلك كلّه غير كافٍ، فهي تسعى إلى تجارب جديدة، لما لا؟
فالحياة قصيرة، حسب قولها وعلينا القيام بأمور جديدة طالما نحن قادرون على ذلك. تغمرها الإنجازات السعوديّة بالفرح وتجعلها أكثر فخراً يوماً بعد يوم. أمضينا يوماً كاملاً مع سارة، مرّ كأنّه دقائق، استمتعنا بالحديث معها واكتشاف شخصيّتها القويّة، العفويّة ومهنيّتها العاليّة في التعامل مع الأشخاص والكاميرا.
مقابلة خاصة مع سارة مراد
1- يتمحور عدد اكتوبر حول Decentralized Beauty أي الجمال اللامركزي، ما يعني أنّ كل شخص بحد ذاته هو مركز الجمال، بالقصة التي يخبرها، بإبداعه، بثقته بنفسه... ليس هناك قاعدة تطبّق على الجميع ولا مقياس واحد للجميع. من هنا، صِفي لنا المرأة الجميلة.
المرأة الجميلة هي التي تنظر إلى الحياة بطريقة إيجابيّة، التي تحبّ نفسها، وتستثمر وقتها بالأشياء المفيدة، مع الأشخاص الملهمين. هي التي تهتمّ بصحّتها النفسيّة والجسديّة... والأهمّ أن تحبّ حياتها وتتقبّل نفسها كما هي.
2- تشاركين على انستقرام بوستات عن العمل، السفر، مع ابنتكِ، كما تنشرين فيديوهات تثقيفية وغيرها عن تمكين الذات... كأنك تشاركين كل أوجه شخصيتكِ. هل هناك وجه لا نعرفه؟
لا أشارك كلّ شيء على السوشيل ميديا، فأنا أحبّ خصوصيّتي. يهمّني أن أعيش اللحظات الجميلة مع الأشخاص الذين أحبّهم من دون أن أوثّق كلّ لحظة بالكاميرا. إذا كنت مع عائلتي، أو مع صديقاتي، أو في سفر، لا أمسك تلفوني كلّ الوقت، بل أفضّل أن أستمتع باللّحظة.
3- تنشر الكثير من الصفحات على السوشيل ميديا محتوى يعكس الصورة "المثاليّة" لمظهر المرأة، كمؤثرة، كيف تساعدين الفتيات لتعلّم حبّ الذات من خلال صفحتكِ؟
أحاول أن أظهر على مواقع التواصل الاجتماعيّ من دون مكياج، أنقل صورتي كما هي في المنزل. لا يجب أن يكون شعري مثاليّاً دائماً، فمن الجميل أن يكون الإنسان على طبيعته. لا أستخدم الفلاتر المجمّلة، فبعضها يغيّر الشكل بالكامل. من الضروريّ أن يبقى المرء على طبيعته.
4- كأم، كيف تحمين ابنتكِ من التأثير السلبيّ لهذه الصورة "المثالية"؟
أشعر أنّ هذا المفهوم الخاطئ بدأ يتغيّر الآن. مع توجّه الموضة الجديد، أصبحنا نرى عارضات أزياء بمختلف المقاسات... جميع الأشكال والأحجام أصبحت جميلة. أقول لابنتي دائماً أنّ الصحّة هي المهمّة وليس الشكل فقط.
5- ما هو الدرس الذي تريدين أن تتعلمه ابنتكِ في وقت مبكر؟
أن تعيش الحياة التي تريديها لنفسها، فهي ليست مضطّرة لإرضاء أحد. أذكّرها دائماً أنّ كلّ ما تقوم به، سواء كان في المدرسة أو في الحياة عامّة، فهي تقوم به لنفسها وليس لأي شخص آخر، ولا حتى لي كأمّها. أريدها أن تكون مقتنعة وواثقة من القرارت التي تأخذها.
6- ابنتكِ نسخة طبق الأصل عنكِ بالشكل... فهل تشبهكِ أيضاً بالمضمون؟ ما هو الشيء الذي يسعدكِ أنها ورثته عنكِ، وما الشيء الذي كنت تفضّلين أن تختلف عنكِ به؟
إنّها فعلاً نسخة طبق الأصل عنّي، ليس فقط بالشكل، بل أيضاً في التصرّفات والتفكير، وهذا أمر صعب، كأنني أتعامل مع نفسي، فأشعر في بعض الأحيان، كم أنّني في الواقع شخص صعب. أما الشيء الذي لا أريدها أو ترثه منّي، فأنا أعمل على تحسينه.
7- الأمومة نعمة، لكنها مهمة صعبة بشكل عام، فكيف تتعاملين مع هذا الأمر كأم عزباء؟
إنها مهمّة صعبة جداً! يجب أن تكوني الأمّ والأبّ، اللّطيفة والحازمة في الوقت نفسه. لكنّني أشكر اللّه دائماً، ومقتنعة أن الظروف التي فرضت علينا تجعلنا أقوى نحن الاثنين. كلّ النساء اللواتي أعرفهن، وكبرن في نفس الظروف، يعترفن أنّهن أصبحن ما هنّ عليه، لأنّهنّ شهدن كم أنّ أمهاتهنّ قويّات ومستقلّات.
8- كيف تهتمين بنفسكِ عندما تشعرين بالإرهاق؟
أخضع لجلسة تدليك، أو أذهب إلى البحر، أو أخرج مع صديقاتي... قد أجلس بمفردي في بعض الأحيان من دون أن أقوم بأيّ شيء، قد أركّز علىى شاشة التلفاز من دون أن أعلم ما أشاهده، أطفئ عقلي وأعزل نفسي عن العالم.
9- لمن تلجئين حين تحتاجين إلى نصيحة؟
يختلف الأمر بحسب النصيحة، فإذا كان الأمر يخصّ العائلة والتربية، ألجأ إلى صديقة/أمّ أقدّر طريقة تعاملها مع عائلتها. أفضّل دائماً اللجوء إلى الخبراء والمختصيّن عندما يتعلّق الأمر بالصحّة الجسديّة والنفسيّة.
10- ما الصفة التي تميزكِ والتي تنقذكِ في العديد من المواقف؟
أتمتّع ببالٍ طويل وأتحكّم بردود فعلي... هذه الصفة تنقذني في العديد من المواقف، فكلمة واحدة في غير مكانها يمكن أن تؤدّي إلى نتائج سلبيّة.
11- أنتِ إعلامية ناجحة، صنعت نفسكِ وبنيت اسمكِ خلال سنوات، واليوم أنتِ رائدة أعمال، لماذا اخترتِ مجال العطور؟
أتمتّع بشغف لهذا العالم منذ سنوات وأحبّ جمع العطور. أرى فنّاً في طريقة اعتمدها بأسلوب الـLayering. أردت أن أطلق علامة محليّة، من المملكة العربيّة السعوديّة لتتّجه نحو العالميّة، وليس العكس.
12- صرّحت أنكِ ترغبين في دخول مجال التمثيل، لما هذا التحول، وهل تشعرين أنك بحاجة إلى أمر جديد في حياتكِ؟
دائماً أشعر بذلك، لأنني أحبّ المغامرات وأكره الروتين. الحياة قصيرة، فلم لا نقوم بالعديد من التجارب طالما نحن قادرين على ذلك!
13- هل تعرضت للتمييز في مرحلة من حياتكِ لمجرد كونكِ امرأة بشكلٍ عام، أو امرأة سعودية بشكلٍ خاص؟
ربما تمييز بطريقة إيجابيّة، الأمر الذي ساعدني. لكن عموماً لم أتعرّض لأيّ تمييز بالمفهوم السلبيّ.
14- ما رأيك بتطور المشهد السعودي بمختلف المجالات ومشاركة المرأة بشكل كبير بهذا التطور؟
تغمرني كل الإنجازات بالفرح وتجعلني أكثر فخراً... أنا متأكدة أن هناك المزيد من المبدعين والمبدعات الذين سيشرقون في السنوات المقبلة.
15- كيف كان يومكِ مع جمالكِ؟
كان يوم جميلاً وممتعاً، سعيدة أنني تعرّفت على فريق مميّز.
16- ما أكثر ما تحبينه في شكلكِ الخارجي؟
هناك أيام أحبّ شكلي وأخرى العكس. بالنسبة لي، العيون مهمّة فهي لغة بحدّ ذاتها...
17- كيف تهتمين بشعركِ؟
أطبّق الأقنعة، أتفادى استخدام السشوار قدر المستطاع وأتناول الفيتامينات، فما يدخل معدتكِ ينعكس على بشرتكِ شعركِ.
18- ما أهم خطوة في روتينكِ الجمالي؟
تطبيق مستحضرات العناية بالبشرة في الصباح والمساء، تنظيف البشرة وتدليك الوجه والرقبة.
19- مستحضر لا تستغنين عنه في مكياجكِ.
الماسكارا.
20- آخر مشترياتكِ.
حذاء من Dior.
21- النفحات المفضلة في العطور.
العنبر، العود والجلد.