"وفجأة في سنّ الـ43 بدأت أعاني من نوبات تعرّق قاسية في الليل. كل ما عرفته من والدتي عن إنقطاع الطمث هو أنها واجهته في سنّ الـ45... لم تخبرني المزيد عن الأمر لأن والدتها بدورها لم تشرح لها قط عن انقطاع الطمث!" كلمات الممثلة البريطانية Naomi Watts هذه عن انقطاع الطمث (Menopause)، تختصر مسيرة "تابو" ينتقل من جيل إلى جيل بطريقة متخفية. والنتيجة؟ في عمر الـ40 أو ربما الـ50، وخلال إحدى الليالي ستواجهين عوارض لم يُحكَ لكِ عنها من قبل، مما قد يترك عليكِ ليس أثر جسدي فحسب، بل نفسي أيضاً. اعلمي أن علاقتكِ بسنّ الأمل (المُسمى للأسف بسنّ اليأس سابقاً) قد تكون أكثر من جيّدة في حال تحضرتِ جسدياً ونفسياً لإستقبال هذه المرحلة... لذلك حان الوقت لأن تعرفي معلومات عن انقطاع الطمث ربما لم تسمعي بها في السابق.
في البداية، ما هي فترة انقطاع الطمث؟
فترة انقطاع الطمث هي الفترة التي يتحضّر بها الجسم لدخول سنّ الأمل وانقطاع الدورة الشهرية. المتعارف عليه أن فترة انقطاع الطمث تحدث بعد مرور عام على انقطاع الدورة الشهرية. لكن فعلياً وبحسب الدراسات العلمية، عوارض انقطاع الطمث قد تظهر قبل ذلك بكثير. (المزيد من التفاصيل أدناه)
ما هي أعراض انقطاع الطمث؟
- هبات التعرّق ليلاً.
- عدم انتظام الدورة الشهرية.
- زيادة الشهيّة.
- ألم شديد في الرأس.
- جفاف في المهبل.
- النوبات العصبية غير المبرّرة.
- انخفاض الرغبة الجنسية.
حقائق عن انقطاع الطمث
قد تكونين من النساء اللواتي يعانين من عوارض انقطاع الطمث في بداية سنّ الـ40!
إن كنتِ في بداية سنّ الأربعين وسمعتِ عبارة "لا زلتِ صغيرة على مواجهة عوارض المينوبوز"، فبكل بساطة تجاهليها! أعراض انقطاع الطمث ولدى نسبة قليلة من النساء، قد تبدأ في بداية عمر الـ40 (كما حال Naomi Watts) وربما لا تظهر قبل سنّ الـ50 أو حتى الـ55!
هبّات التعرق قد تكون قاسية... قاسية جداً!
نوبات التعرق أو الهبات الساخنة (التي تحدث خلال ساعات الليل) والتي تنذركِ ببدء مرحلة انقطاع الطمث، لا تشبه النوبات التي تأتيكِ من الطقس الحار مثلاً! هذه الهبات تختلف شدّتها بين امرأة وأخرى وفي أغلب الأحيان تكون قاسية جداً، تترافق مع ارتفاع في حرارة الجسم، وضيق في التنفّس. أنها عوارض طبيعية جداً لا تخافي ولكن احرصي على التخفيف من حدّتها من خلال الإبتعاد عن المأكولات الحارة، الكافيين الملابس الضيّقة، واحصري على التواجد في أمكنة بعيدة عن الحرارة.
لا تنصدمي... لكن عوارض المينوبوز قد تمتدّ لأكثر من 7 سنوات
نعم هذا ما أشارت إليه دراسة أجراها فريق من المتخصصين في الجمعية الطبية الأميركية JAMA، تبيّن من خلالها أن عوارض انقطاع الطمث تبدأ 3 سنوات قبل توقّف الدورة الشهرية وقد تستمر لـ4 سنوات ونصف من بعدها.
حتى ولو ظهرت عوارض المينوبوز، فحدوث الحمل أمر محتمل!
دخول فترة انقطاع الطمث (أي الفترة التي تبدأ بها العوارض بالظهور قبل مرور عام على انقطاع الدورة الشهرية)، لا يعني أن نسبة حدوث الحمل قد أصبحت صفر! دخول هذه المرحلة ينتج عنه انخفاض في مستويات الإستروجين والبروجسترون وبالتالي انخفاض القدرة عن إنتاج البويضات وليس التوقّف عن انتاج البويضات 100%. لذلك إن شعرتِ بأن المينوبوز قد طرقت بابكِ ولكن لم تنقطع الدورة الشهرية بعد، فاحتمال أن تصبحي حامل موجود.
كلا، عوارض انقطاع الطمث لديكِ ليست نفسها العوارض لدى والدتكِ
إن عانت والدكِ من عوارض قاسية في سنّ اليأس، لا يعني هذا أنّكِ ستعانين من حدّة العوارض نفسها. الكثير من الدراسات تؤكّد أن عوارض المينوبوز لا علاقة لها في العامل الوراثي.
لا تطلقي أحكام مسبقة! انقطاع الطمث لا يعني زوال المتعة خلال ممارسة العلاقة الحميمة
صحيح أن انقطاع الدورة الشهرية وانخفاض مستويات الكثير من الهرمونات في الجسم، يصبح المهبل جافاً إلى حدّ ما وتفقد العضلات المحيطة به المرونة هذا قد يؤدي في بعض الأحيان إلى الشعور بالألم خلال ممارسة العلاقة الحميمة. كيف تتفادين ذلك وتحافظين على المتعة خلال ممارسة الدورة الشهرية؟ أولاً أعلمي أن ممارسة الرياضة لها تأثير كبير في المحافظة على صحّة عضلات المهبل، خاصةً تمارين كيجل. ثانياً يمكنكِ اللجوء إلى كريمات التشحيم أو المرطبة للمهبل. والأهم من كل ذلك، هو استشارة طبيب متخصّص وهو سيقودكِ إلى الطريق الصحيح للمحافظة على علاقة جنسية صحيحة مع الشريك بعد انقطاع الطمث.
نؤكّد لكِ أنّكِ ستفقدين السيطرة على أعصابكِ... لا تخافي إنه أمر طبيعي
معلومة علمية سريعة: أنا وأنتِ وكلّ النساء معرضّات للإصابة بالإكتئاب والقلق مرتين أكثر من الرجال! فكيف الحال لو ترافق ذلك مع اضطراب في الهرمونات خلال سنّ الأمل؟ في الواقع ومع بدء عوارض انقطاع الطمث، ستمرّين لا محال بنوبات عصبية تفقدين خلالها السيطرة على أعصابكِ ومن دون سبب فعلي. لكن نكرّر، لا تخافي فإنها عوارض طبيعية نتيجة خلّل في الهرمونات المسؤولة عن القدرة على التحمّل.
لكن لا تتجاهلي هذه العوارض إن استمرّت مطوّلاً، فصحّتكِ النفسية تكون مهدّدة!
صحيح أن المرور بنوبات عصبية، القلق والإكتئاب والبكاء من دون سبب، كلّها طبيعية في فترة إنقطاع الطمث.. لكن لا يجب أن تستمرّ لفترة طويلة، أي أكثر من سنة، ولا يجب أن تواجهيها بشكل متكرّر وشديد! عندها تكون صحّتكِ النفسية مهدّدة ومن الضروري أن تستشيري متخصّص يساعدكِ في تخطي هذه المرحلة. مع ذلك، فإن الوصول لهذه المرحلة لا يمكن وصفه بأمر طبيعي، ولكن مُحتمل كثيراً، لأن تغيّر شكل الجسم وزيادة الوزن، والهبات الساخنة.. كلّ ذلك قد يفاقم النوبات العصبية ويُدخلكِ في دوامة الإكتئاب.
إذاً انقطاع الطمث له علاقة بزيادة الوزن؟ بالتأكيد
انخفاض مستويات الهرمونات النسائية وبالأخص الاستروجين، لا يؤثر على الجهاز التناسلي فحسب. هذه الهرمونات تترك أثر على طاقة الجسم، القدرة على النوم بشكل سليم، نسبة حرق الجسم للسعرات الحرارية، وطبعاً الشهيّة التي تزيد خلال هذه الفترة. لذلك، يصبح الجسم معرّض لتخزين الدهون بشكل أكبر وبالتالي اكتساب الوزن.
