فسخ الخطوبة وإنهاء العلاقة العاطفية... لهما إيجابيات في بعض الأحيان!

على الرغم من أن ما سنكتب عنه في السطور التالية في بعض الأحيان قد يكون صعب الفهم إلا ان انهيار العلاقة العاطفية وفسخ الخطوبة يولد العديد من الفوائد النفسية والاجتماعية لصالحكِ. كيف؟ عندما تنتهي علاقتكِ العاطفية بالطرف الاخر سواء بفسخ الخطوبة أو بالانفصال عنه بالطلاق، قد يبدو لكِ الأمر في البداية بأنه مأساة رهيبة قد حلت عليكِ. مع مرور الوقت تخمد داخلكِ نيران تلك المأساة التي عشتها وتبدأ نفسيتكِ في التهدئة والتأقلم مع الوضع الحالي. السر هنا ليس في شعوركِ باليأس والاستسلام لكن في ان تكوني قد بدأتِ بادراك مزايا إنهاء هذه العلاقة برمتها وامكانكِ الفصل فيها والنظر إلى ما حدث بمنظور اخر للواقع وبأنه أفضل شيء قد حدث لكِ. هل ترغبين في اكتشاف ايجابيات فسخ الخطوبة أو الانفصال وانهاء علاقتكِ العاطفية؟ إذاً تابعي قراءة المقال بالتفصيل.

مما لا شك فيه هو أن أي شخص عقب الانفصال عن شريك الحياة يشعر بالإنهيار وبرؤية نفسه على انه بات شخصية مختلفة عن ذي قبل. ذلك لأن جميع العلاقات الفاشلة قد تترك آثارها السلبية على صاحبها لكن تأكدي من ان شعوركِ هذا بالوحدة سيجعلكِ تتعمقين في البحث عن ذاتكِ وعن قيمتها الحقيقية وعن كيفية تحقيق رغباتها.

العثور على مساحات خاصة بكِ هي واحدة من أهم فوائد أو ايجابيات الإنفصال العاطفي. قد يكون الأمر صعب أو مؤلم في البداية لكن على مدار الأيام ستتمكنين من تقدير القيمة الحقيقية لتنسيق وقتكِ وحياتكِ بعيداً عن القرارات التي تشاركينها مع الطرف الاخر والتي ربما استوقفتكِ طويلاً عن المضي في خطواتكِ. هذه ميزة ذات قيمة كبيرة لا تقدر بثمن.

بعد فسخ الخطوبة أو الطلاق يصبح لديكِ الوقت لتمضيته مع افراد عائلتكِ ومعارفكِ الذين بدورهم سيقدمون لكِ الدعم النفسي الأكثر صدقاً الذي يعزز الروابط التي غالباً كانت متقطعة وانتِ مرتبطة.

مع مزيد من الهدوء وإمكانية تحليل الأمور من حولكِ كما يجب عقب تخطي الذكريات المؤلمة التي مرت بكِ بعد الانفصال، سيمكنكِ ادراك أن الحياة مستمرة وان لديكِ القدرة على التحرك بقوة في مواجهة الحياة بكل ما فيها، قادرة على تحمل المسؤوليات وحدكِ وإعادة بناء نفسكِ بل والشعور بالرضا الكامل عما وصلتِ إليه.

من اهم ايجابيات الانفصال هو منحكِ نضج في العاطفة والتفكير وبالتالي توازن داخلي نابع من إدراككِ لأخطاءكِ مع كيفية تصحيحها بحكمة ووعي بطريقة أنضج من ذي قبل. هذه الحالة التي وصلتِ إليها تفتح لكِ ابواب السعادة من دون محاذير أو مخاوف مما هو آتٍ.

مع مرور الوقت والابتعاد عن التوتر الذي تعايشت معه وقت الانفصال قد تدركين الأسباب الحقيقية وراء انفصالكِ عن الشخص الاخر وتفهمين ان علاقتكما لم تكن صلبة بالقدر الكافي وان فسخ الخطوبة أو الطلاق كان أمر حتمي. أو ربما تكتشفين ان الأسباب كانت ضئيلة للغاية وانه من الممكن مواجهتها وحلها بهدوء وهكذا تتجنبين الوقوع فيها في المستقبل.

الان وقد اصبحتِ شخصية ناضجة بما فيه الكفاية، تدركين الأشياء التي اضرت بعلاقتكِ السابقة وتصبحين قادرة اليوم على اتخاذ قرارت مصيرية تخصكِ وتستند إلى معرفة اعمق لمشاعركِ وأولوياتكِ. لكن تذكري انه من الضروري اتخاذ خطوة إلى الوراء والوقت اللازم لنفسكِ بعد الانفصال. عندها فقط يمكنكِ اتخاذ قرار حكيم.