تدخل اليوغا في يومياتنا جميعاً بطريقة ما... نعم ربما أنّكِ لا تمارسيها، ولكن ألّا يمر أمامكِ بوست يومياً على الأقل يسلّط الضوء عليها؟ ألا تلفت انتباهكِ الملابس المخصّصة لليوغا؟ ألا تثير اهتمامكِ متابعة إحدى المدرّبات في هذا المجال؟ إذاً بطريقة أو بأخرى لليوغا أثر على حياتكِ. كيف تطوّر مشهد اليوغا في العالم العربي، ما علاقتها بالموضة وما تأثير السوشيل ميديا عليها؟ كل ذلك تخبرنا عنه مدرّبة اليوغا السعودية سارة الفرهود.
تطوّر اليوغا في العالم العربي
هذه كانت أجوبة مدرّبة اليوغا سارة الفرهود...
7 سنوات إلى الوراء vs اليوم: كيف تطوّر مفهوم اليوغا في العالم العربي؟
تطوّر اليوغا شكّل خطوة مُلهمة ومشوّقة في العالم العربي، خاصةً مع زيادة عدد مدربّي اليوغا السعوديين، المتخصّصين دولياً. هذا الأمر بسّط مفهوم اليوغا وقرّبها من المجتمع العربي من منظار شخصي، كما خلق جوّ صحي لاحتواء اليوغا بكلّ ترحيب. هذا التطوّر يعود أيضاً إلى السوشيل ميديا، تطوّر مفهوم الـWellness وتطوير الذات... كلّ ذلك نراه لدى جيل الشباب السعودي.
كيف تؤثّر السوشيل ميديا من ناحية التوعية حول أهمية ممارسة اليوغا برأيكِ؟
أعتقد أن السوشيل ميديا خلقت صورة مثيرة للإهتمام حول ممارسة اليوغا وسلّطت الضوء عليها لتصبح متعارفة في مختلف المجتمعات بشكل أوضح. اليوغا اليوم هي ركيزة صناعة تساوي أكثر من 8 بليون دولار، هل هذا أمر جيّد أم لا؟ الجواب يختلف حسب الزاوية التي تقيّمين بها الأمور.
من وجهة نظري، اندماج اليوغا باستراتيجية التسويق للعلامات التجارية وفي المضمون الذي يقدّمه الكثير من المؤثرين على السوشيل ميديا، له تأثير إيجابي. فتسليط الضوء على اليوغا، يعني التمهيد لأهمية ممارستها. في البداية قُدّمت لي اليوغا وكأنها ممارسة لتفعيل ليونة الجسم وبقيت أسأل نفسي لمدّة سنة كاملة، لماذا؟ وبعدها تعمقتُ أكثر بفلسفة اليوغا، جمالها والمعاني الحقيقية ورائها.
إذاً نعم! السوشيل ميديا خلقت مشهد صناعي لليوغا، صحيح أنه قد يحجب في بعض الأحيان الهدف الحقيقي منها، ولكن أيضاً دفع الناس لتجربة حركات جديدة.
أيّها برأيكِ أفضل 3 مدارس يوغا؟
ليس هنالك مدرسة أفضل من غيرها في اليوغا. في الواقع، اختيار المدرسة الأفضل يعود لكلّ شخص بنفسه، ويصل إلى الخيار الصحيح بعد مسيرة من التجربة، اقتراف الأخطاء والبحث المستمرّ.
ما هو أفضل نوع يوغا للمبتدئات؟
بالنسبة للمبتدئات، أقترح أن يبدأنَ بحضور دروس تمهيدية، سواء باللجوء إلى وضعيات Asana وهي عبارة عن ممارسة بدنية أو من خلال جلسات التأمّل، أو يمكنهنّ اختيار تمارين التنفّس Pranayama وهكذا يستطعن انتقاء الخيار الأنسب لهن! كذلك، لا يجب أن يكون انطباعهنّ الأوّل هو الإنطباع الأخير، أنا أؤمن أن اليوغا للجميع، لذلك يجب العمل مع مدرّبين مختلفين وتجربة مدارس مختلفة.
عدّدي 3 منافع لليوغا على الصحة الجسدية و3 أخرى على الصحة النفسية:
1- اليوغا تمنح الجسم القوّة، المرونة والتوازن.
2- اليوغا توسّع العقل، الوعي والإحساس بالذات.
الإنفصال عن العالم الخارجي أثناء ممارسة اليوغا: ما هي القواعد الأساسية لإتمام ذلك؟
ليس هنالك قواعد لليوغا، فلو كان هنالك دليل للإنفصال عن العالم الخارجي أو التأمل، أما كانت الأمور أسهل؟ ممارسة اليوغا أهدافها كثيرة، أفسّرها بالطريقة التالية:
1- اليوغا تخفّف المعاناة.
2- اليوغا تساعد في اكتشاف الذات الحقيقية (مبدأ بوروشا).
3- اليوغا توحّد العقل، الجسد والروح.
سمي 3 معتقدات خاطئة عن اليوغا:
1- اليوغا هي ممارسة بدنية فقط.
2- يجب أن يتمتّع الشخص بالمرونة لممارسة اليوغا.
3- اليوغا ممارسة دينية!
لنتحدّث عن اليوغا الحديثة، صفي لنا كيف مجال اللياقة البدنية وصناعة الملابس ساهماً سوياً برفع أهمية ممارسة اليوغا...
أريد أن أكون متفائلة تجاه هذا الوضع، لكن في الواقع في صناعة الملابس وعالم الموضة لا أجد المعنى الحقيقي وراء اليوغا. في يوم من الأيام كلّنا اشترينا ليقينغ لسنا بحاجة له، لمجرّد أنه جميل وتراندي... هذا ما ساهم في تعزيز قوّة الملابس المصمّمة لليوغا.
أما إذا أردنا أن نقارب الأمور بطريقة إيجابية، اندماج اليوغا في الموضة ساعدت في تأمين لقمة العيش للكثير من المدرّبين والمتخصصين في اليوغا، وهذا أمر رائع! لكن يجب التشديد على أن تسلّيط الضوء في السوشيل ميديا والإعلانات على متخصّصين معيّنين، لا يعني أنهم الأفضل... لا أحد غير الشخص الذي يمارس اليوغا يمكن أن يقرّر من هو المدرّب الأفضل له! بالنسبة لعلاقة اليوغا باللياقة البدنية، فأنه مفهوم مختلف تماماً وأيضاً أن لا أرى المعنى الحقيقي لليوغا في هذه العلاقة وكأن اليوغا تؤمّن منافع جسدية فحسب! مع ذلك، فأن اندماجهما معاً يعزّز متعة ممارسة اليوغا.
بالمحصلة، مسؤولية التدريس ونقل المفهوم الحقيقي لليوغا يقع على المدرّب وحده. الشركات ستستمر في خلق صناعات مربحة وهنا يأتي دور المدرّب ليكون حكيماً في نقل الحقائق حول اليوغا ولا أن يتبع "آخر الصيحات".