بشرة مشرقة، لا بقع داكنة فيها، لا ندبات، لا تجاعيد ولا أيّة شائبة تُذكر... شعر طويل، كثيف، صحّي ولامع... جسم منحوت لا عيب فيه: لا تشقّقات ولا سيلوليت ولا حتّى وبرة صغيرة!
كلّا هذه ليست صفات دمية باربي إنّما صفات النساء اللواتي يظهرن على غلاف معظم مجلاّتنا المفضّلة وفي الحملات الإعلانية لأهمّ العلامات التجارية منها دور الأزياء والجمال: نساء وراءهنّ فريق عمل ضخم عمل لساعات طويلة على إطلالاتهنّ، وعدّل في صور هؤلاء النساء عشرات المرّات قبل نشرها!
للأسف، نحن نرى هذه الصور ونتأثّر بها وفي أحيان كثيرة نحاول جاهدات التمثّل بهؤلاء العارضات والنساء "المثاليات" اللواتي نراهنّ في الإعلانات، لكن طبعاً من دون جدوى. لماذا؟ لأنّ ليس هناك من إنسان مثاليّ ولم يكن هناك يوماً من إمرأة كاملة المواصفات والجمال.
دور الأزياء والجمال من حول العالم أيقنت هذا الأمر في السنوات الأخيرة وبدأت شيئاً فشيئاً بالتخلّي عن هذه الصورة النمطية للمرأة حتّى ولو بخطوات ما زالت تعدّ إلى حدّ ما خجولة. فبدل المرأة "البلاستيكية" المثالية، أصبحنا نرى على أغلفة المجّلات وفي الحملات الإعلانية عارضات أزياء ممتلئات، صاحبات أجسام فيها علامات تمدّد وسيلوليت، إضافة إلى نساء ذات بشرة مغطّاة بالنمش، الحبوب والندبات، وحتّى بالشعر!
بدأ الأمر بظهور العارضات صاحبات الأسنان غير المثالية مثل Georgia May Jagger التي أطلّت في إعلان لـRimmel London، ثمّ بتنا نرى عارضات أزياء ممتلئات يشاركن في الإعلانات وعلى منصّات عرض الأزياء مثل Ashley Graham وLulu Bonfils. حتّى أنّ الأمر وصل إلى حدّ مشاركة النساء والعارضات في الحملات الإعلانية وهنّ يظهرن من دون إزالة الشعر الزائد، وهذا ما قامت به علامة ماك مؤخراً حيث نشرت صورة للإعلان عن أحمر شفاه وقد ظهرت على بشرة العارضة شعيرات فوق الشفّة.
ليس هناك من إمرأة مثالية! رسالة واقعية تبّنتها دور الأزياء والجمال حول العالم، والآن حان دوركِ في تبنّيها والاقتناع بها إذا لم تقومي بذلك بعد. كلّما نظرتِ إلى المرآة، تأمّلي كلّ تفصيل فيكِ إلى أن تُغرمين به وترينه ميزة تجعلكِ مختلفة عن الآخرين وجميلة بطريقتكِ الخاصّة. نعم، أحبّي شوائبكِ لتحبّي نفسكِ وكوني أنتِ من دون التمثّل بأحد، فالمرأة المثالية ليست سوى دمية الباربي الاصطناعية التي كنتِ تلعبين بها في الصغر!