في قلب عالم الموضة العربيّ، حيث يلتقي التراث بالإبداع، تبرز قصّة Ibrah Innovations كرمز للتمكين والابتكار. هي ليست مجرّد منصّة تصميم فحسب، بل تجربة متكاملة تهدف إلى إعادة تشكيل مشهد الموضة في المنطقة، ومنح كلّ مصمّم فرصة ليترك بصمته الخاصّة. انطلقت "إبرة" من رؤى امرأتين مختلفتين، جمعهما شغف مشترك؛ ألا وهو تحويل الأفكار الصغيرة إلى إنجازات لافتة.
ولادة نموذج جديد في عالم الموضة العربيّة
تأسّست "إبرة" على يد سيّدة الأعمال اللبنانيّة نيرفين الجبّان والمصمّمة الإماراتيّة موزة الجنيبي، بعد أن جمعتهما رؤية واحدة للموضة وشغف مشترك بالإبداع. تجمع Ibrah Innovations بين الحِرفيّة والتراث اللبنانيّ والدقة الإماراتيّة لتقدّم نموذجاً عربيّاً جديداً في الموضة يركّز على المعنى وليس على الشكل فقط.


رؤية "إبرة" وهدفها
تسعى Ibrah إلى رسم مستقبل عربيّ للموضة يتّسم بالتمكين والذكاء، والشمول. فهي تحتضن المواهب المحليّة من مصمّمين ومبدعين، وترافقهم في رحلتهم، من الفكرة الأولى وصولاً إلى أوّل عمليّة بيع. لا تقدّم خدمات تصميم فقط، بل توفّر منظومة متكاملة تشمل: الاستشارات، تنفيذ المجموعات، التسعير، التسويق، بناء الهويّة، والتوزيع. هدفها ليس أن تخيط قماشاً فقط، بل أن تنسج علامات تجاريّة، تبني الثقة، وتصنع الأثر. تؤمن Ibrah أن كلّ حكاية تستحق أن تُروى، وأن البداية الحقيقيّة... تبدأ دائماً بإبرة.

Q&A مع نيرفين الجبّان وموزة الجنيبي، مؤسِّستَيّ Ibrah Innovations

ما هي القصّة الكامنة وراء اختيار اسم Ibrah Innovations؟ وهل يمكن أن تخبرانا عن أهمّ التحديّات التي واجهتماها في المراحل الأولى من تأسيس هذه المنصّة؟
اسم "إبرة" لم يكن عشوائياً، بل رمزاً لرحلتنا: صغيرة لا تُرى، لكنها تخيط وتربط لتصنع الجمال بصمت ودقّة. هكذا نرى أنفسنا كمؤسِّسات، وهكذا نؤمن بالمصمّمين الناشئين القادرين رغم الصعوبات على إحداث فرق. تحدّينا الصورة النمطية حول ما يمكن أن تقدّمه منصّة ناشئة يقودها فريق متنوّع، وواجهنا صعوبة إيجاد حلول إنتاج مرنة لكميات صغيرة من دون التنازل عن الجودة. ومن هنا وُلدت رؤيتنا: منصّة تربط بين الأصالة والتجديد.
كيف ساهم اختلاف خلفيّتكما الثقافيّة، الإماراتيّة واللبنانيّة، في تشكيل هويّة Ibrah Innovations؟
الثقافتان الإماراتيّة واللبنانيّة غنيّتان بالتقاليد والحِرف والفنّ. استثمرنا هذا التنوّع في تشكيل هويّة بصريّة وثقافيّة فريدة للمنصّة، حيث نُظهر روح التعاون العابر للحدود. نستوحي من البيئة الإماراتيّة الطموح والتنظيم، ونمزجها بالحسّ الفنيّ اللبنانيّ العريق، لنقدّم منصّة شاملة تخاطب المصمّمين في العالم العربيّ.

كيف تحفّز المنصّة المصمّمين على التعبير عن هويّتهم الفرديّة والثقافيّة ضمن بيئة تنافسيّة؟
نؤمن أنّ كلّ مصمّم يحمل هويّة فريدة، لذلك نعمل على توفير بيئة داعمة تُشجّعه على التعبير عنها من دون خوف من الأحكام أو المعايير النمطيّة. نقدّم دعماً تقنيّاً وإنتاجيّاً مع احترام تام للرؤية الإبداعيّة لكلّ مصمّم، ممّا يخلق مساحة آمنة للنموّ والتفرّد ضمن سوق تنافسيّ.
ما الدور الذي تلعبه المرأة الإماراتيّة والعربيّة في صناعة الموضة حاليّاً، وكيف تدعم المنصّة هذا الدور؟
المرأة الإماراتيّة والعربيّة تلعب اليوم دوراً متقدّماً في صياغة مشهد الموضة إقليميّاً وعالميّاً. منصتنا تفتح المجال أمام المصمّمات الشابّات لإبراز قدراتهنّ، ونوفّر لهنّ الأدوات والدعم اللازم، ليتحوّلن من صاحبات شغف إلى رائدات أعمال مؤثّرات في الصناعة.
برأيكما، ما الفرق بين جيل المصمّمين السابق وجيل اليوم؟ وهل يعبّر الجيل الجديد عن نفسه من منطلق التمرّد أم الاستمراريّة؟
جيل اليوم يتمتّع بجرأة أكبر ورغبة في كسر القواعد، مقارنة بالجيل السابق الذي كان أكثر محافظة. لا نرى ذلك كتمرّد سلبيّ، بل كتطوّر طبيعيّ في مسار الإبداع. المصمّمون الجدد يعبّرون عن هويّتهم بحريّة، وغالباً ما يدمجون بين التقاليد والتجريب بأساليب مُبتكرة تعكس واقعهم المتغيّر.
هل تعتقدان أنّ الإبداع وحده كافٍ لنجاح المصمّم؟ أم أنّ هناك عوامل أخرى يجب أن يتسلّح بها؟
الإبداع عنصر أساسيّ، لكنّه غير كافٍ وحده. لا بدّ للمصمّم أن يتحلّى بالمرونة، والفهم التجاري، والقدرة على بناء شبكة علاقات مهنيّة... نحن نعمل على تمكين المصمّمين من خلال تدريبهم على التفكير الاستراتيجي، وتزويدهم بالمعرفة حول الإنتاج والتسويق والتوزيع.
