close
close
jamalouki.net
إشتركي في النشرة الالكترونية

هل الأمراض النفسية معدية؟ ستصدمكِ الإجابة!

هل الأمراض النفسية معدية؟ ستصدمكِ الإجابة!
play icon

هل فكّرتِ سابقاً أن الأمراض العقلية والنفسية يمكن أن تكون معدية بنفس الطريقة التي تنتقل بها العدوى بالفيروس؟ فمثلاً، يمكن أن ينتشر الاكتئاب من شخص يعاني منه في الأسرة ليؤثّر على الأفراد الآخرين. كما يمكن أن يشعر آخرون بالقلق عندما يكون هناك شخص قلق داخل المصعد. نحن، كبشر، نتأثّر ببعضنا البعض، بحسب الخبراء، ويجب معرفة الامراض النفسية مبكراً ومحاولة علاجها لكي لا تنتشر أكثر من اللازم. تابعي معنا هذا المقال لتتعرّفي عن كثب كيف تنتقل هذه المشاكل.

ما هي الامراض النفسية؟

المشاكل النفسية هي اضطرابات تؤثّر على الحالة النفسية والسلوكية للفرد، وعلى جودة الحياة اليوميّة. هذه الاضطرابات يمكن أن تتنوّع في شدتّها، وتؤثّر على التفكير، المشاعر والتصرّفات. أمّا أنواعها فهي متعدّدة ومتشعّبة، تشمل مثلاً الإكتئاب، القلق، الفصام، الاضطرابات على أشكالها كاضراب النوم، الطعام، ما بعد الصدمة...

تُعتبر الأسباب وراء الامراض النفسية معقّدة ومتعدّدة، إذ يمكن أن تشمل العوامل الوراثية، الكيميائية، النفسية والبيئية. أظهرت الدراسات العلمية أن العوامل الوراثية يمكن أن تلعب دوراً في الاستعداد للإصابة باضطرابات نفسيّة، بينما العوامل البيئية مثل الصدمات النفسيّة والإجهاد يمكن أن تساهم في تطوّرها. يمكن أن تؤدي هذه المشاكل النفسيّة إلى صعوبات في الأداء اليومي، سواء في العمل أو العلاقات الاجتماعية. كما يمكن أن تؤثر على الصحة الجسديّة، مما يزيد من الحاجة إلى تدخّلات علاجيّة مبكرة.

هل الأمراض النفسية معدية؟ ستصدمكِ الإجابة!
play icon
مصدر الصورة: غوغل

هل الامراض النفسية معدية؟

وجدت دراسة أُجريت مؤخراً في جامعة هلسنكي في فنلندا ونُشرت في مايو 2024 على موقع Science Daily، أن المراهقين الذين لديهم زملاء في الفصل يعانون من أمراض عقليّة، لديهم فرصة أكبر للإصابة باضطرابات عقليّة في مرحلة البلوغ. قامت هذه الدراسة بتحليل بيانات من 713,809 طالباً وُلدوا بين عامي 1985 و1997. أظهرت النتائج أن الاضطرابات النفسية قد تنتقل بين المراهقين الذين يتفاعلون بشكل متكرّر مع بعضهم البعض. على سبيل المثال، الطلاب الذين كان لديهم زملاء يعانون من اضطرابات نفسية في الصف التاسع كانوا أكثر عرضة للإصابة باضطرابات نفسية في المستقبل.

بحسب الدراسات، إن الأمراض النفسية قد تكون معدية بـ3 طرق رئيسية:

1. الانتقال الاجتماعي: يمكن للأمراض النفسية أن تنتقل عبر التفاعلات الاجتماعية، مثل التجارب المشتركة، التعلّم الإجتماعي، والعدوى العاطفيّة التي تحدث داخل العائلات، بين الأصدقاء وفي المجتمعات.

2. التواصل البيئي، العائلي والثقافي: يمكن أن تسهم البيئة المحيطة والعلاقات العائلية والاجتماعية في انتقال الأمراض النفسية.

3. العوامل المعدية: يمكن لبعض العوامل المعدية أن تؤثّر مباشرة على الدماغ وتضرّ بوظائفه. على سبيل المثال، البكتيريا المسبّبة للزهري (عدوى بكتيرية تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي) يمكن أن تؤدّي إلى اضطرابات نفسية، وهناك أدلة تشير إلى ارتباط بكتيريا أخرى مثل بارتونيلا بالفصام، وكذلك الفيروس المضخم للخلايا المرتبط بالاضطراب ثنائي القطب.

بحسب الخبراء أيضاً، إن الميكروبيوم (مجتمع البكتيريا والفطريات والكائنات الدقيقة الأخرى الموجودة في الجسم) يلعب دوراً مهماً في انتقال الأمراض النفسية. أظهرت الأبحاث الأوليّة على الفئران أن إزالة ميكروبات الأمعاء أدّت إلى تغييرات نفسية مثل القلق والتوتر. كما أن اختلال توازن الميكروبيوم (دسبايوسس) يؤثر على نشاط الدماغ وصحّته من خلال محور الأمعاء-الدماغ. يُنتج الميكروبيوم مواد كيميائية تؤثر مباشرة على الجهاز العصبي المركزي وعلى الصحة العامة.

من ناحية أخرى، إن أنماط الميكروبيوم يمكن أن تصبح متشابهة بين الأفراد الذين يعيشون معاً. يتمّ نقل الميكروبيوم من الأم إلى الطفل أثناء الولادة، وبين الأفراد غير المرتبطين، وحتى بين الحيوانات الأليفة وأصحابها. الميكروبيوم الموجود في الفم (الميكروبيوم الفموي) ينتقل بشكل أسرع من الميكروبيوم الموجود في الأمعاء. هذا يعني أن الميكروبات تنتقل بسهولة من شخص لآخر عن طريق اللعاب (مثلاً عند التقبيل) أو عند لمس الجلد. ببساطة، عندما تعيشين مع أشخاص أو تتفاعلين معهم بشكل مستمرّ، قد يبدأ الميكروبيوم الخاص بكِ في التغيّر ليشبه الميكروبيوم الخاص بهم.

في المجمل، يبدو أن الميكروبيوم الذي يؤثّر بشكل كبير على وظائف الدماغ والأمراض النفسية قد يكون له دور في انتقال بعض أنواع الأمراض النفسية.