من هاوية لعالم الدراجات، إلى رائدة في الرياضة السعودية، ها هي الأميرة مشاعل بنت فيصل آل سعود تواصل مسيرة تميّزها كأول سعودية تترأس لجنة المرأة وحماية الطفل في الاتحاد الآسيوي لرياضة اليوغاسانا، بالإضافة إلى عضويتها في مجلس الإدارة. كان لنا الفرصة للتحدّث معها في مقابلة خاصّة عن مسيرتها، أحلامها، رؤيتها لدور المرأة السعودية في المجال الرياضي وغيرها الكثير من التفاصيل.
1- A flashback... كيف دخلتِ عالم الدراجات؟
تعرفتُ على رياضة الدراجات من خلال الأصدقاء عندما كنت أبحث عن رياضة خارجية بديلة عن رياضة الفروسية. أحببت هذه الرياضة لما فيها من مميزات مختلفة عن باقي الرياضات وعمق عالمها وتفاصيلها.
2- ما الذي ألهمكِ للانخراط في عالم الرياضة بشكل عام، والمساهمة في تعزيز مشاركة المرأة لتكون جزء أساسي فيه؟
أنا منغمسة في عالم الرياضة منذ الصغر وعاشقة للرياضات الخارجية والاكتشاف والتحدي. يهمني جداً أن تكون للمرأة دور فعال في عالم الرياضة من جميع النواحي سواء كرياضية محترفة او ممارسة هاوية. فالرياضة تعزز من صحة المرأة النفسية والجسدية، وتعمل على بناء أجيال أكثر قوة وصحة. أرى أن المرأة في أدوارها المختلفة هي عمود المجتمع.
3- تعيينكِ كعضو مجلس إدارة في الاتحاد الآسيوي لرياضة اليوغاسانا ممثلة المملكة العربية السعودية يحمل الكثير من الفخر، لكن ماذا عن التحديات التي قد ترافق هذا الإنجاز؟
أول تحدي مفهوم اليوغاسانا، فهي ليست كاليوغا التقليدية المتعارف عليها. اليوغا التقليدية هي اليوغا المعروفة والأكثر انتشاراً بين العموم وهي رياضة مجتمعية ترفيهية تمارس في مراكز اليوغا، مع مدربات ومدربين. أما اليوغاسانا فهي اليوغا التنافسيّة للبطولات والمسابقات، والأداء العالي الاحترافي ولها معايير وقوانين خاصة بها.
بالنسبة للتحديات الأخرى، فمنها تقوية مكانة رياضة اليوغاسانا مثل خلق مستوى آخر من هذه الرياضة، لتنتقل من النطاق الترفيهي الى النطاق الاحترافي. نسبياً هي رياضة غير منتشرة في المملكة واعتمدت اللجنة على الهواة وممارسي اليوغا التقليديّة لتأهيلهم عليها. لكن وجود السعودية في الاتحاد الآسيوي سيختصر المشوار بشكل كبير، حيث سنستفيد من الخبرات الدولية في تنمية الرياضة فنياً في المملكة.
4- كيف تقيّمين دور المرأة السعودية في عالم الرياضة اليوم، وهل هي متماشية مع رؤية 2030؟
دور المرأة السعودية في تطور سريع وأنا فخورة جداً بهذا التقدم. طلب من المرأة السعودية ان تلتحق بالعالم الرياضي بجميع مجالاتها في فترة وجيزة مقابل عقود من الرياضة الرجالية. لكنها بعزمها وبدعم قادتنا وإيمانهم بقدرتنا، أثبتنا أنفسنا داخلياً وفي المحافل الدولية، والمستقبل واعد بإذن الله.
5- لنتحدّث عنكِ أكثر.... ما هي اللّحظة التي شعرتِ فيها بفخر كبير في مسيرتكِ؟
- وصول أول فريق سعودي نسائي إلى خط النهاية في سباق سيح السلم دبي مع نظيراتهنّ اللاعبات الخليجيات، بعد قطع مسافة ١٢٤ كيلو وسرعة رياح عالية وتكريمهنّ أمام الجميع في حفل توزيع الجوائز. لحظات سعادة خلطت بين الابتسامات والاحضان ودموع الفرحة.
6- ما أهم قيمة اكتسبتها بعد انخراطكِ في عالم الرياضة؟
- أهمية العمل الجماعي والقدرة على التعاون مع الآخرين وتحقيق هدف مشترك.
7- تقيفين أمام المرآة... أي امرأة ترين؟ امنحيها 3 صفات
- ثابتة بخطواتها واتجاهها..
- طموحة بأهدافها وأحلامها.
- واقعية بقراراتها و تفكيرها.
8- من هي برأيكِ الإمرأة المتمكّنة؟
هي من تستطيع أن تحلم وتحقق، لكن لا تبعد عن جذورها ومبادئها. الحفاظ على الهوية من أهم صفات المرأة السعودية المتمكّنة.
9- إذا تسنّت لكِ فرصة العودة بالزمن إلى بداية مسيرتكِ المهنية، ما النصيحة التي تقدّمينها لنفسكِ في تلك المرحلة؟
لو أتيحت لي الفرصة للعودة، سأنصح ذاتي أن أكون صبورة وواثقة في رحلتي وأن لا أخاف من الفشل لأنه جزء أساسي من التعلّم والنمو.
10- بحكم مسؤوليّاتكِ الكبرى، كيف تحرصين على استعادة نشاطكِ بعد يوم طويل من العمل، وكيف تحافظين على التوازن بين حياتكِ المهنية والشخصيّة؟
التنظيم الجيّد وإدارة الوقت بذكاء وإدارة جهدي وطاقتي كل يوم على حداه وتحديد الأولويات وما هو الأهم في حياتي ويومي. كذلك، وضع حد واضح بين العمل والحياة الشخصية، بحيث لا يأخذ أحدهما من حقوق الثاني.
11- نحتفل قريباً في يوم التأسيس... ما المشاعر التي تنتابكِ في هذه المناسبة؟ وما الرسالة التي توجّهينها لكل الشعب السعودي في هذا اليوم؟
في يوم التأسيس، نحتفل بتاريخنا العظيم ونفخر بتأسيس هذا الوطن الذي بناه الأجداد بعزيمتهم وإرادتهم. اليوم، نواصل المسيرة بكل حب ووفاء، ملتزمين بتطوير وطننا وتحقيق آماله. كل عام والسعودية وشعبها في تقدم وازدهار.
12- رسالة منكِ إلى كل امرأة سعودية تقرأ الآن مسيرة نجاحكِ
أريد أن أقول لكِ أن النجاح ليس مستحيلاً، بل هو ثمرة الإصرار والعمل المستمر. مهما كانت التحديات، أنتِ قادرة على تحقيق أحلامك. استمري في السعي، ولا تدعي أي شيء يوقفك، فكل خطوة تخطينها تقربك من هدفك. أنتِ قوية ومُلهمة!
