مغامرة، أوّل ما يخطر على البال عند التحدّث عن الممثّلة Marie-Lou Nahhas. شابّة لبنانية تركت كل شيء وراءها لتطارد حلمها في التمثيل في أميركا، متسلّحة فقط بطموحها واندفاعها القويّ. خرقت الحواجز بدون المساومة على هويّتها العربية، مثبتة أنّ ما يعتبره البعض نقاط ضعف، هو في الواقع القوّة بالنسبة إليها. شغفها حملها إلى أماكن بعيد، لتشارك في المسلسل العالمي Orange Is The New Black. من استديو "جمالكِ" استرقنا من Marie-Lou Nahhas هذه المقابلة خلال تصويرها غلاف العدد.
بعد سنوات من الدراسة في مجال الرعاية الصحيّة، تركتِ كلّ شيء وبدأتِ التمثيل. هل تملكين دوماً الجرأة للقيام بتغييرات جذريّة في حياتكِ؟
لقد تربيّت في مجتمع ليس من السهل فيه اتّخاذ مثل هذه القرارت، لكنّني تعلّمت أن يكون لديّ الجرأة بعد أن هاجرت مع عائلتي إلى أميركا وكنتُ بعمر الـ18 سنة وقمنا بتغيير جذريّ في حياتنا. عندما أنهيت دراستي الجامعية، لم أكن قادرة سوى على القيام بهذه المخاطرة، لأنّ التمثيل كان دوماً شغفي منذ الصغر، فشعرت أنّها خطوة ضرورية للمضيّ في حياتي وأكتشاف النتيجة!
لمَ لم تقرّري منذ البداية دراسة التمثيل؟
بعد أن هاجرت مع عائلتي، شعرتُ بالمسؤولية خصوصاً أنني الكبرى بين أخوتي، لتأمين نفسي ومزاولة مهنة تؤمّن لي الاستقرار المادي وتمكّنني من دعم أهلي. الفنّ ليس بمهنة مستقرّة، لهذا انتظرت وقتاً أطول قبل اتّخاذ قراري.
ماذا كان ردّ فعل عائلتكِ، هل قاموا بتأييد قراركِ أم العكس؟
لم يتقبّلا الأمر كثيراً في البداية، لكنّني قلت لهم سيأتي اليوم الذي تفتخرون فيه بي، وبالفعل هذا ما حصل، والآن أصبحوا داعمان لي للغاية.
في مجال التمثيل، هل كونكِ تحملين جنسيّة عربيّة يساعدكِ أم يسجنكِ في خانة معيّنة؟
كلا الأمران ممكنان، هناك أدوار لا تلائمني كوني امرأة عربية، لكنّني أؤمن أن الممثّل قادر على القيام بأي دور يرغب به، عبر استخدام اللغات، صقل موهبته وتحسين أدائه. كوي عربية أضطرّ للتفسير عن ثقافتي في معظم الأحيان خلافاً للممثّلات القادمات من بلدان أو ثقافات أخرى معروفة أكثر.
ما هي الصعوبات التي واجهتِها كامرأة عربيّة تشقّ طريقها في المجتمع الغربيّ؟
أنا لم أولد في عائلة أميركية معروفة في أوساط نيويوك أو لوس أنجلوس ولا أعرف أحداً، في حين أرغب في خوض مجال تلعب العلاقات الاجتماعية دوراً أساسياً فيه، وهذا أكثر ما يقف في طريقي أحياناً. عليّ شقّ طريقي بنفسي بدون مساعدة أحد، لكنّ هذا الأمر يمنحني القوّة أيضاً.
حدّثينا عن تجربتكِ في مسلسل Orange Is The New Black...
تمكّنت من العمل مع ممثّلين أحترمهم وأطمح للعمل معهم منذ زمن طويل. التجربة كانت رائعة، لكنّ المرحلة التي أتت بعد ذلك كانت أجمل بفضل التفاعل الذي حصده دوري في المسلسل. أفضل ما في الأمر، أنني تمكّنت من تمثيل دور امرأة عربية في مسلسل عالمي!
ماذا تغيّر بعد ذلك؟
أصبح لديّ الفرصة للذهاب إلى لوس أنجلوس والدخول في عالم السينما، بفضل الأشخاص الذين شاهدوا المسلسل وأعجبوا بالشخصية التي أدّيتها. اليوم أعمل أيضاً للمدافعة عن حقوق المرأة، لأنني أحمل معي الحياة التي عشتها قبل الهجرة إلى أميركا، فنحن كنساء عربيات نشعر بالخجل في التعبير عن أنفسنا، كما أصبح لديّ مجموعة أكبر من الأشخاص أتواصل معهم على السوشيل ميديا.
ما هي نقاط قوّتكِ في التمثيل برأيكِ؟
نحن نحمل معنا أعباء الماضي في حياتنا، لذا عندما أريد تجسيد شخصيّة، أفهمها وأدرس موقعها في المجتمع، فتصبح جزءً منّي كأنها تسري في دمي وأغوص فيها لأعكس كل شيء عنها، من الصوت إلى التصرّف وحركات الجسد... عندما أفهم دور الشخصية التي أجسّدها في القصّة أشعر بها وأقوم بتجسيدها من قلبي.
ماذا عن مشاريعكِ المستقبلية؟
بالإضافة إلى السينما، حالياً أكتب مسرحية سأقوم بافتتاحها في مدينة نيويورك. كما سأكمل مسيرتي مع منظّمة الأمم المتحدة للدفاع عن حقوق المرأة والعنف الذي تتعرّض له.
ما هي الأمور التي ترفضين التنازل عنها للحصول على دور أحلامكِ؟
أرفض أن أتنازل عن نفسي! لا أخسر نفسي والمبادىء التي أؤمن بها ولا أساوم على الأمور التي تشعرني بالسعادة.
ما هو دور أحلامكِ؟
دور يرتكز على حدث من الماضي.
حدّثينا عن تجربتكِ كناشطة إنسانية، القضايا التي تهتمّين بها وعن دوركِ في دعم المرأة؟
أنا أؤمن أن لكل انسان صوت يجب عليه استخدامه في محاولة تغيير المجتمع نحو الأفضل، خصوصاً وأنّنا نعيش في عصر التكنولوجيا حيث تتوفّر كل الوسائل لإيصال صوتنا والتعبير عن رأينا. أتعاون مع منظّمة الأمم المتّحدة، حيث أسافر إلى مناطق محرومة وفقيرة من حول العالم لتسليط الضوء على قضايا انسائية ليست معروفة في العالم الغربي. أعمل مع فتيات صغيرات لا يملكن صوتاً فأنقل لهنّ قوّتي ليحاربن بدورهنّ للحصول على حقوقهنّ ويصبحن هنّ أيضاً ناشطات في المجتمع.
متى شعرتِ بخلل في الثقة بالنفس أو معاناة نفسيّة عشتِها وما هي أسباب قلقكِ اليوم؟
أنا لا أجيد التكلّم عن نفسي وأفضّل القيام بذلك عبر الشخصيّات التي أجسّدها. افكّر بالمستقبل أكثر من اللازم، الأحداث التي يمكن أن تطرأ أو خسارتي لأشخاص عزيزين على قلبي، هي مصدر قلق دائم بالنسبة إليّ!
هل أنتِ لبنانية أم أميركية؟
انا لبنانية - أميركية، عملي هو مزيج بين العالم الشرقي والغربي.
الممثّل أو الممثّلة التي تحلمين بمشاركته بطولة فيلم؟
الممثّل Rami Malek.
ترين نفسكِ على السجّادة الحمراء؟
طبعاً!
تصوير: MSeif - مديرة النشر: Mandy Merheb - تنسيق: Dima Farhat - إدارة الإنتاج: Rania Khoury- مساعدة تنسيق أزياء: Melanie Matar - ماكياج وتصفيف شعر: Moe Rida