المرأة تزيّن الحياة، هي نصف المجتمع، وهي التي تلد وتربّي النصف الآخر، وهذا لن يمنعها من أن تكون أيضاً دينامو العجلة الاقتصاديّة! عندما أسّست Abeer Al Otaiba دار أزياء SemSem، أرادت تجسيد العلاقة المقدّسة الجامعة بين المرأة وابنتها، ونقلها من خلال ابتكار أزياء عصريّة. خصّصت، من خلال دارها، اهتماماً لدعم جمعيّات تعنى بحاجات المرأة والطفل. كيف بدأت رسالتها وما هي تطلّعاتها المستقبليّة؟ تعرّفي على هذه الشخصيّة العربيّة المناضلة والطموحة في هذه المقابلة.
- هل تعتبرين ابنتكِ مصدر الإلهام الأساسيّ وراء الدار، لا سيّما أنّ SemSem هو لقب ابنتكِ؟
ابنتي Samia هي من دون شكّ مصدر الإلهام وراء الدار، فلطالما كانت العلاقة بين الأمّ وابنتها تلهمني. حبّي للموضة ورغبتي بإنشاء دار للنساء والفتيات شكّلا دافعاً أساسيّاً لي أيضاً.
- بنت دار SemSem أسلوباً خاصّاً وجديداً بين الأمّ وابنتها. كيف تتمّ عمليّة التصميم، من دون الوقوع في الابتذال؟
أركّز على منح الفتيات تصاميم تكمّل إطلالات أمّهاتهنْ، وأتجنّب نسخ الإطلالة من الرأس إلى أخمص القدمين. وذلك من خلال اختيار أقمشة تتماشى مع بعضها بشكلٍ مثاليّ. التصاميم المفضّلة لديّ من مجموعة خريف وشتاء 2018-2017 هي البزّة للمرأة والفستان المزيّن بالعقدة للفتاة الصغيرة.
- لاحظنا أنّ Blake Lively تحبّ تصاميم SemSem، هل تعتقدين بأنّها تمثّل امرأة الدار، أي تجسّد صورة الأمّ الأنيقة؟
Blake Lively صديقة رائعة للدار. نتشارك معاً الشغف نفسه بدعم قضايا المرأة. أنا سعيدة لأنّ امرأة ذكيّة، أنيقة وشغوفة مثلها تدعم الدار. تمثّل بصفاتها امرأة SemSem، فهي أمّ توازن بين كلّ واجباتها في الحياة.
- في كلّ موسم، تتعاون الدار مع جمعيّة معيّنة لمساعدتها. ماذا يعني لكِ العمل الاجتماعيّ؟
SemSem دار مرتبطة مباشرةً بمهمّات اجتماعيّة تدعم النساء والفتيات. كلّ جمعيّة تحمي وتشجّع المرأة غالية على قلبي. أدعم النساء أيضاً معنويّاً من خلال مشاركتهنّ المعرفة، فأحياناً، يكون العلم أهمّ من المساعدات الماديّة.
- تقول السياسيّة Madeleine Albright "هناك مكان خاصّ في الجحيم لكلّ امرأة لم تساعد امرأة أخرى"، ماذا تقولين أنتِ للمرأة العربيّة؟
تحتاج فتيات الوطن العربيّ إلى نساء ملهمات كقدوة لهنْ. آمل أن أستطيع المساعدة، لو بشكلٍ بسيط، في الإثبات للعالم أنّ المرأة العربيّة قويّة وتشارك بشكلٍ كبير في كلّ المجالات. أريد أن أشارك كلّ النساء خبراتي حول استطاعتي خلق توازن بين دوري التقليديّ، ثقافتي العربيّة، ورغبتي بتوسيع الحدود الإبداعيّة. كوني مهندسة عملت وسط مجتمع ذكوريّ، كوني أمّ لولدين ومربيّة لعائلة متماسكة وكوني مسؤولة عن دار أزياء، أريد أن أنشر رسالة قوّة عن المرأة التي توازن بين عائلتها وعملها.
- ما هي الذكريات المحفورة في قلبكِ من 4 مدن عشتِ فيها: الاسكندريّة، باريس، دبي وماكلين؟
الاسكندريّة تمثّل ذكريات الطفولة، العائلة والشاطئ. باريس تعني لي الموضة، الأطباق، المتاحف، الستايل. دبي عشت فيها التحدّيات في عملي كمهندسة، هي مدينة تتطوّر بسرعة. أمّا ماكلين، فأرى فيها مستقبلي، هناك أنجبت ولديّ وأيضاً أسّست دار SemSem التي أعتبرها طفلي الثالث.
- تخلقين إلى جانب Albino Riganello، المدير الإبداعيّ للدار، قصّات واضحة وعصريّة. كيف تصفين أسلوب الدار؟
أعتبر SemSem داراً عالميّة، وهي نتيجة خبراتي ومغامراتي في مختلف دول العالم ونتيجة حبّي الكبير للإرث العربيّ. يضيف Albino Riganello نظرته الأوروبيّة. تصاميم الدار مبتكرة لكلّ امرأة وفتاة تدعم المساواة بين الجنسين وقضايا المرأة والطفل، على كافّة الأصعدة.
- هل اشتقتِ لعملكِ كمهندسة، أو أنّكِ تعتبرين مجال الموضة أكثر مرحاً؟
مجال الهندسة علّمني النظام الأساسيّ لتطوّري في ميدان الموضة. أنا فخورة بالتقنيّات التي اكتسبتها من الهندسة ومتحمسّة كثيراً لأكون جزءاً فعّالاً في مجال الموضة.
- متى شعرتِ أنّ للموضة مكانة خاصّة ومهمّة في حياتكِ؟
لطالما عبّرت عن نفسي من خلال الموضة. عند عودة والديّ من رحلاتهما إلى أوروبا، كانا يحضران لي أزياء، وأنا أضيف لمساتي الخاصّة عليها.
- 3 نساء تركن بصمة في حياتكِ:
سمو الشيخه فاطمه بنت مبارك: أمّ الإمارات العربيّة المتّحدة، تمثّل جسر العبور أي انتقال المرأة الإماراتيّة من الدور التقليديّ إلى الدور الحديث الذي يبغي مساعدة المجتمع. تشجّع كلّ النساء على تحقيق أحلامهنْ.
زها حديد: المهندسة العراقيّة التي مزجت بين الأشكال بطريقة استثنائيّة. هي مثال المرأة القويّة التي لا تقبل المساومة.
والدتي: علّمتني كيف أتبع شغفي دون حدود، وأهميّة العطاء بدلاً من التلقّي، وهذا ما أريد نقله لأولادي.