في الوقت الذي يحتاج فيه العالم أجمع إلى جرعة من الأمل والتفاؤل، ليس أفضل من فرصة مقابلة شخصيّة مليئة بالطاقة الإيجابيّة، تنشر التفاؤل حولها وتلمع عيناها بالأمل. عفويّتها، براءتها، جمالها، كل ما فيها محبّب وقريب من القلب. نانسي عجرم معتادة على الأضواء والكاميرا وتليق بها الإطلالات العصريّة، تقف أمام عدسة جمالك بكل ثقة وراحة، تبتسم وتتفاعل مع كل لقطة. لكنّ الفضول لمعرفة ما هو أبعد وأعمق ممّا نراه في الصّورة، على الشاشات ووسائل التواصل الإجتماعي كان المحرّك الأساسيّ لهذه المقابلة. لا تغرّنكم نعومة ملامح نانسي الخارجيّة، ففي داخلها امرأة صلبة، تدرك تماماً ما تريد وتسعى نحو الأفضل، طموحاتها بلا حدود وأحلامها ستتحقق لا محالة، بدون أن تتخلّى عن نانسي الطفلة التي لا تفارقها أبداً.
نانسي عجرم في جلسة تصوير خاصة لمجوهرات Cartier
أمضيتِ عاماً تقريباً في الحجر المنزلي مع بناتك الـ3، صفي لنا هذه التجربة.
أنا بطبعي أحب البقاء في المنزل، ولا أحب الخروج كثيراً، لكن فترة الحجر مختلفة، كل شيء تغيّر. روتين حياتي، روتين حياة البنات، بالإضافة إلى روتيني معهن، فلم نعد نخرج من المنزل. لا تذهب بناتي إلى المدرسة، بل يلجأن إلى التعليم عن بعد، لا يمارسن النشاطات ولا يلتقين بأصدقائهن. اختلفت الحياة كلياً وعلينا التأقلم مع الأمر الواقع.
في حال اضطررت إلى طلب المساعدة، ممّن تطلبينها ومن أكثر من ساعدكِ خلال هذه الفترة؟
يعتمد ذلك على نوع المساعدة، فأمّي تساعدني بالأمور المتعلّقة بالبنات، وهناك بعض الأشخاص المحيطين بي يساعدونني في الأمور المتعلّقة بالعمل ويشاركونني أفكارهم وآراءهم.
عندما أصبحتِ أمّاً، هل شعرتِ أنّ القلق قد زاد لديكِ، أي الخوف على بناتكِ في المطلق؟
أنا أخاف بطبعي، ونعم بالتأكيد، زاد القلق لديّ كثيراً، لأنني أصبحت أتحمّل مسؤولية بناتي اللواتي أتمنى لهنّ الأفضل من كلّ النواحي، وخصوصاً في الظروف التي نعيشها اليوم. يشغل تفكيري دائماً كيفيّة تأمين حياة مريحة وسعيدة لهنّ.
ما أكثر ما يخيفكِ؟
الخوف شعور يلازم كل أم، يرافق يوميّاتها ويسكن قلبها، وهو الخوف على أولادها. أخاف على بناتي من كل شيء في الحياة، من كل ما يمكن أن يعرّضهن للخطر، من كلّ ما لا أتمنّاه لهن، من كل ما قد يكسرهن.
ما هي أكثر جملة تردّدينها لبناتكِ؟
أقول لهنّ دائماً أن يبقين متفائلات. أنا إنسانة متفائلة، شعاري في الحياة "غداً أجمل"، وهو عبارة أردّدها دائماً. أحب أن أعلّمه لبناتي، ليفكّرن بهذه الطريقة ولأزرع فيهنّ التفاؤل والأمل بغد أفضل.
ما المبادئ التي تربّين بناتكِ عليها؟
التربية هي معادلة بين الصحّ والخطأ. هناك أمور أراها صحيحة، بينما قد يراها غيري خاطئة، وبالعكس. أحبّ أن أمنح بناتي تجربتي، وأسعى دائماً أن يتجنّبن الأمور التي لم أكن مقتنعة بها في حياتي. أريدهنّ أن يكنّ فخورات بتربيتي لهنّ، مثلما أنا فخورة بتربية أهلي لي.
أنتِ أمّ حازمة أم عاطفية؟
أنا إنسانة عاطفيّة جداً، لذلك عليّ أن أكون في بعض الأحيان أمّاً حازمة، وذلك لمصلحة البنات طبعاً.
من أكثر حزماً معالبنات، أنتِ أم والدهن؟
أنا حازمة وجديّة أكثر مع بناتي، وذلك لأنني أمضي معهنّ وقتاً أطول وأشاركهن كل التفاصيل اليومية، أعيش حياة الأمومة وضغوطها من أوّل النهار حتى آخره. كل أمّ تكون جدية أكثر بتربية أولادها، لأنها تواكب وتراقب تصرّفاتهم وأخطاءهم عن كثب وتحاول أن ترشدهم دائماً إلى الطريق الصحيح.
هل استيقظتِ مرّة وشعرتِ أنّك لا تريدين أن تكوني راشدة اليوم؟
كل يوم تقريباً! ففي داخلي نانسي الطفلة التي أحبّها كثيراً والتي سترافقني مدى العمر.
كلّنا نعلم أنّه من الصعب أن تكون المرأة ناجحة، طموحة، مستقلّة وأمّ عاملة في الوقت نفسه،ونعلم أيضاً وجود الكثير من التحدّيات التي تتطلّب القوّة والتماسك. أخبرينا عن الجانب الذي لا نراه في العلن؟
حياتي في العلن هي نفسها تقريباً حياتي الخاصّة، ليس لدي ما أخفيه. قد أخفي شعوراً بالانزعاج من أمر ما، لأنّ واجبي أن أسعد جمهوري، فمثلاً، عندما يكون لديّ حفل والجميع ينتظرني، لا يمكن أن أشاركهم حزني أو أظهر لهم أنني منزعجة، مسؤوليّتي أن أبثّ الفرح في نفوسهم، وليس العكس.
كنتِ سبب بكاء الكثير من الأشخاص في أغنيتكِ "إلى بيروت الأنثى"، هل أنتِ صامدة في لبنان؟
إلى أبد الآبدين، آمين.
ما هو الأمر الذي تطمحين إلى تحقيقه على الصعيد المهنيّ؟
أحلامي كبيرة جداً وطموحاتي كثيرة. هناك العديد من الأمور التي أريد أن أحقّقها، بالطبع إذا منحني الله القوّة والصحّة. على الصعيد الفني، لا أكتفي أبداً، ولديّ الكثير من الأحلام والطموحات التي أسعى إلى تحقيقها دائماً.
ما هو باعتقادكِ السبب وراء نجاحكِ كشخصيّة مؤثّرة بين النساء العربيّات؟
لا أعتقد أنني أستطيع أن أجيب عن هذا السؤال، الناس يجيبون عنه. كلّ شخص يتأثر بي بطريقة معيّنة، قد يتعلّق ذلك بشخصيّتي أو بعملي وبالطاقة التي أمنحها.
ماذا تقولين للشابات اللّواتي يتابعنكِ؟
آمنّ بأنفسكن، آمنّ بأحلامكن وطموحاتكن واسعَين إلى تحقيقها.
ما هو أكثر حساب تفضّلينه وتتابعينه على انستغرام؟
هناك الكثير من الحسابات التي أتابعها، لكن أكثر ما يلفتني هي الحسابات المتعلّقة بالطبخ. أحبّ اكتشاف وصفات جديدة، خصوصاً الآن أثناء الحجر المنزلي، فأنا أطبّق كلّ الوصفات التي أشاهدها وأتعلّمها.
هل تستعملين تطبيقات على هاتفكِ لتحسين الملامح والبشرة؟
نعم، ألجأ في بعض الأحيان إلى الفيلترات، وبالأخص تلك البسيطة أو المسلّية.
أن تكوني نجمة في مجتمع ذكوريّ ليس بالأمر السهل. هل تغيّرين تصرّفاتك في اجتماعات العمل التي تكون في غالبيتها رجال؟
لا، لماذا؟ بالعكس. لا أبدّل ولا أغيّر شخصيتي أبداً فأنا أحبّها وأشعر أن لديها تأثيراً كبيراً على الرجال.
قد يعتقد بعض الرجال أنّه من الطبيعيّ أن يقاطعوا امرأة أثناء تكلّمها في اجتماع ما. إذا تعرّضتِ لهذا الموقف، كيف تتصرّفين؟
لا أحبّذ حصول هذا الأمر الذي لا ينطبق فقط على مقاطعة الرجال للنساء، بل على أيّ شخص كان، رجل أو امرأة. فهذه طريقة تصرّف وأنا لا أحبّها. أعلّم بناتي دائماً أنه لا يجب مقاطعة الشخص وهو يتكلّم بل يجب الاستماع إليه حتى النهاية ومن ثمّ نقول ما لدينا. أمّا في حال تعرّضت لهذا الموقف، أعتقد أنني أسكت، أنظر إلى الشخص، أنتظر حتى ينتهي ومن ثمّ أكمل كلامي.
من هم الرجال الذين أثّروا في حياتكِ؟
الوالد هو الرجل الأوّل والحب الأول في حياة كل فتاة. لقد أثّر والدي فعلاً في حياتي.
متى يجب على المرأة أن تقول "لا"؟
برأيي، على المرأة أن تقول لا، حين تشعر أن هناك من أو ما يحدّ من إيمانها بنفسها أوحين يقف أحدهم بوجه أحلامها وطموحاتها. يجب أن تقول لا لمن يحاول أن يسلبها حقوقها في الحياة كامرأة وكإنسانة.
المستحضر الجماليّ الذي لا تتخلّين عنه.
كريم واقي الشمس
خلطة منزليّة خاصة بالبشرة، جرّبتها وتنصحين بها.
لست من هواة الخلطات، لكن نصيحتي للعناية بالبشرة، هي غسل الوجه صباحاً ومساءً. إنّه أمر أساسيّ بالنسبة لي، فنظافة البشرة هي الأهمّ.
قطعة أزياء لا غنى عنها.
الجينز، أرتديه كل يوم تقريباً.
هل تتّبعين نظام غذائيّ محدّد؟
لا، آكل ما يحلو لي، ولا أحرم نفسي من أيّ شيء أحبّه، لكن بالطبع، حين أشعر أنّني تخطّيت الحدود، أحاول أن أقيم بعض التوازن في غذائي.
كيف هي علاقتكِ بالرياضة؟
أقوم بالتمارين الرياضية كل يوم تقريباً.
ما الذي يبكيكِ ومتى كانت آخر مرّة بكيتِ فيها؟
عديدة هي الأمورالتي تبكيني، إنّما لاأذكر متى آخر مرّة بكيت، لكن الأكيد أنني أبكي في كلّ مرة أشاهد فيها فيديو كليب أغنيتي "إلى بيروت الأنثى"، أبكي مراراً وتكراراً.
متى تضحكين من كلّ قلبكِ؟
إذا بكيت أبكي من كلّ قلبي، وإذا ضحكت أضحك من كلّ قلبي.
لذّة تشعركِ بالذنب.
الإفراط في تناول الشوكولا السوداء.
حلم لديك من الصعب أن يتحقّق.
لا توجد أحلام من الصعب أن تتحقّق. أعتقد أنّ حلمنا جميعاً الآن انتهاء جائحة كورونا، وسيتحقق قريباً.
كيف كان هذا اليوم مع فريق جمالكِ؟
كان يوماً ممتعاً، أحببت التعامل مع فريق يتمتّع بالمهنيّة، وتسوده أجواء التفاهم والمحبّة، مرّ اليوم بسلاسة. تجربة جميلة فعلاً!