كشفت دراسة أميركية حديثة أن قلة النوم ممكن أن تجعل الأشخاص أكثر أنانية ويتراجعون عن مساعدة المحتاجين، أي يصبحون أقل كرماً وسخاءً في دفع التبرعات. ما تفاصيل هذه الدراسة؟ إليكِ في ما يلي الإجابة.
قلة النوم تسبب الأنانية بحسب الدراسات
أوضحت دراسة أميركية جديدة أن تعرّض الأفراد لقلة النوم لمدة ليلة، أو في حال تعرضهم لتغيّر معيّن في النوم، حتى لو كان لمجرد فقدان ساعة واحدة من الفترة المعتاد عليها، فإن قرار مساعدتهم للناس أو حتى التبرّع يمكن أن يتأثر سلباً. من هنا، توضّح إيتي بن سيمون، الباحثة في علم النفس بجامعة كاليفورنيا الأميركية، والمتخصصة في دراسة عواقب فقدان النوم على الدماغ والجسم البشري، والمشاركة في الدراسة: "أن البشر يساعد بعضهم بعضاً؛ فالمساعدة سمة مميزة للإنسان، ومن خلال هذه المساعدة التعاونية، أصبحت الحضارة الحديثة ممكنة، لكن ما الذي يحدد ما إذا كان الأفراد أو الجماعات أو المجتمعات بأكملها يقررون مساعدة بعضهم البعض، أو يختارون اللامبالاة؟". أضافت: "في هذه الدراسة، أظهرنا أن النوم غير الكافي يمثل عاملاً جديداً يحدّد ما إذا كان البشر يختارون مساعدة بعضهم البعض أم لا". بدوره، قال البروفيسور ماثيو ووكر، المشارك بتأليف الدراسة في جامعة كاليفورنيا، إن النتائج أكدّت أن قلة النوم تعمل كمحفز للسلوك الاجتماعي، مما يقلل من الرغبة الفطرية لدى البشر في مساعدة بعضهم البعض، وقد يصبح الإنسان في هذه الحالة أقل اجتماعية وأكثر أنانية.
مجموعة اختبارات وأسئلة مسلية للزوجين تعزز العلاقة بينهما
تجارب الدراسة التي تربط بين قلة النوم والأنانية
- الدراسة الأولى
نظر الباحثون في قاعدة بيانات خاصة بالتبرعات الخيرية بين عامي 2001 و2016. قد لاحظوا انخفاضاً بنسبة 10% في التبرعات بعد بدء التوقيت الصيفي، والذي يخسر أغلب الأشخاص ساعة من النوم بسببه. لم يشاهد هذا الانخفاض في الدول التي لا تغير توقيتها في فصلي الشتاء والصيف.
- الدراسة الثانية
استخدم الباحثون التصوير الوظيفي بالرنين المغناطيسي لقياس نشاط أدمغة 24 شخصاً بعد ثماني ساعات من النوم وبعد ليلة من عدم النوم. وجدت هذه الدراسة أن الشبكة العصبية الاجتماعية الإيجابية (prosocial neural network) التي تشجع الأشخاص على التفاعل إيجابياً مع الغير، ومراعاة احتياجات الآخرين وحالاتهم النفسية، كانت أقل نشاطاً بعد الحرمان من النوم.
- الدراسة الثالثة
تمّ قياس جودة ومقدار النوم لدى أكثر من 100 شخص خلال 3 إلى 4 ليالٍ، ثم قام الباحثون بتقييم مستويات أنانية المشاركين بناءً على ردودهم على عدد من الاستبيانات. وجد الفريق أن نوعية النوم كانت أكثر أهمية من كمية النوم عندما يتعلق الأمر بقياس الأنانية.