الاكتئاب والقلق ليسا نفسهما! هكذا يمكنكِ التفريق بينهما

النقطة الأهم التي يجب أن تنطلقي منها لكي تحدّدي ما إذا كنتِ تعانين من القلق أو الاكتئاب هي مشاعركِ. إن كنتِ تشعرين بالحزن الدائم فأنتِ على الأرجح تعانين من الاكتئاب، أما إذا كنتِ تشعرين بالخوف الدائم فأنتِ على الأرجح تعانين من القلق. ولكن هذه الطريقة لا تكفي لوحدها لتحديد ما إذا كنتِ تعانين من القلق أو الاكتئاب إذ إن هناك العديد من الأمور التي عليكِ النظر إليها. من هنا، سنعرّفكِ في هذا المقال على كل من القلق والاكتئاب وما هي أعراص وأسباب كل منهما لكي تتمكني من التفريق ما بينها.

الاكتئاب واسمه العلمي Depression هو اضطراب مزاجي يسبب شعوراً دائماً بالحزن وفقدان الاهتمام. وهو يؤثر على شعورك وتفكيرك وسلوكك ويمكن أن يؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشاكل العاطفية والجسدية. قد تواجهك صعوبة في القيام بالأنشطة اليومية العادية، وأحياناً قد تشعرين كما لو أن الحياة لا تستحق العيش. يُعتبر الاكتئاب أكثر من مجرد نوبة من الحالة المزاجية السيئة، فهو ليس نقطة ضعف ولا يمكنك "الخروج" منه ببساطة. قد يتطلب الاكتئاب العلاج على المدى الطويل. ويتحسَّن معظم الأشخاص المصابين بالاكتئاب بالأدوية أو العلاج النفسي أو كلاهما.

اضطراب القلق والذي يُعرف علميّاً باسم Anxiety هو نوع من الحالات المتعلقة بالصحة النفسية. إذا كنتِ تعانين من اضطراب القلق، فقد تستجبين لأشياء ومواقف معينة بالخوف والرهبة. قد تعانين أيضاً من علامات القلق الجسدية، مثل خفقان القلب والتعرق. من الطبيعي أن يشعر الإنسان بالقلق أو التوتر في بعض الحالات مثلاً عند معالجة مشكلة ما في العمل، أو الذهاب إلى مقابلة، أو إجراء اختبار أو اتخاذ قرار مهم. ويمكن أن يكون القلق مفيداً أيضاً، على سبيل المثال، يساعدنا القلق على ملاحظة المواقف الخطرة ما يحفزنا على التحرك للحفاظ على سلامتنا. لكن اضطراب القلق يتجاوز العصبية العادية والخوف الطفيف الذي قد تشعرين به من وقت لآخر، ويحدث عندما:

• لا يستطيع الإنسان متابعة عمله بسبب الخوف.
• تكون رد فعل الشخص، ومشاعره زائدة عن الطبيعة في بعض المواقف، مثل الشعور بالغضب الشديد والخوف إن تكلم شخص غريب معه في الشارع.
• لا يمكن التحكم في ردود الأفعال أبداً، مثل الشعور بالخوف الشديد إذا كان الشخص لوحده في المنزل.

• فقدان أو زيادة الوزن بطريقة واضحة وغير مبررة، أو زيادة أو فقدان الشهية.
• الأرق أو فرط النوم.
• تراجع القدرة على التفكير، والتركيز.
• فقدان الطاقة وتباطؤ في الحركة.
• الشعور بعدم أهمية الذات والشعور بالذنب.
• مراودة الشخص لأفكار انتحارية.

• الصداع.
• العصبية أو التوتر.
• الشعور بغصة في الحلق.
• صعوبة في التركيز.
• التعب.
• التهيج وقلة الصبر.
• الارتباك.
• الإحساس بتوتر العضلات.
• الأرق.
• فرط التعرق.
• ضيق النّفـس.
• آلام في البطن.
• الإسهال.

• ضغوط الحياة: المشكلات الأسرية والمشكلات المادية والمشكلات في العمل.
• العوامل الوراثية: يوجد عوامل وراثية للإصابة بمرض الاكتئاب تعمل على التأثير على الانفعالات وطرق التفكير.
• التربية الخاطئة: التربية الخاطئة للأطفال في الصغر قد تؤدي إلى إصابتهم بالاكتئاب في الكبر، حيث إن تصرفات بعض الآباء مع الآخرين تبث الاكتئاب والتشاؤم وإساءة الظن بالآخرين في نفس أبنائهم دون إدراك.
• الأمراض النفسية: يعد اضطراب الشخصية والمرض النفسي من أكثر مسببات الاكتئاب شيوعاً، حيث تتسم الشخصيات الوسواسية والهستيرية بسرعة الانفعالات وتقلبات المزاج السريعة، والتي تعد من أبرز علامات الاكتئاب.
• الإصابة بالأمراض الجسدية: في بعض الأحيان يعاني بعض أصحاب الأمراض المزمنة من نوبات الاكتئاب، وخاصة أولئك الذين تطول فترات علاجهم أو تضعف نسبة الأمل في شفائهم.
• الحزن الشديد: الإصابة بالحزن الشديد وخاصة عند فقدان الأحبة حيث من الممكن أن يصل بالإنسان إلى الإصابة بمرض الاكتئاب، ويكون الاكتئاب هنا مؤقتاً ويزول مع الوقت.
• الإنجاب: تصاب عادةً النساء باكتئاب ما بعد الولادة، ولكن تكون هذه مرحلة مؤقتة وتزول بعد فترة.

لا توجد أسباب محددة للإصابة بالقلق، لكن يمكن أن يؤدي مزيج من العوامل الجينية والبيئية إلى زيادة خطر إصابة الشخص باضطرابات القلق. قد يكون الشخص أكثر عُرضة للإصابة باضطرابات القلق في الحالات التالية:

• التمتع بسمات شخصية معينة، مثل الخجل أو الشعور بعدم الارتياح تجاه الأشخاص أو المواقف أو البيئات غير المألوفة.
• المرور بأحداث مؤلمة في مرحلة الطفولة المبكرة أو مرحلة البلوغ.
• وجود تاريخ عائلي طبي يُظهر إصابة أفراد من العائلة باضطراب القلق أو حالات الصحة العقلية الأخرى.
• الإصابة ببعض الحالات الجسدية، بما في ذلك مشاكل الغدة الدرقية وعدم انتظام ضربات القلب.
• لقد بينت الدراسات أن النساء أكثر عُرضة للاصابة باضطراب القلق، وقد يكون السبب هو التقلّبات الهرمونية الكثيرة التي تعيشها النساء.

الطرق المعتمدة لعلاج كل من القلق والاكتئاب متشابهة جداً وتشمل:

يتم اللجوء إلى المساعدة الذاتية لعلاج الاكتئاب والقلق عن طريق كتب المساعدة الذاتية أو تطبيقات الهاتف في حال كانت الأعراض خفيفة وغير مستمرة.

يتم استخدام طرق العلاج النفسي المختلفة، مثل: العلاج المعرفي السلوكي، والعلاج النفسي الدينامي لعلاج كلا من القلق والاكتئاب. يتم العلاج النفسي من خلال التدريبات التي تسمح للإنسان بتخطي مخاوفه، أو العلاجات النفسية لاكتشاف السبب الكامن وراء القلق ومعالجته. كم يتم معالجة القلق من خلال تقليل أو تفادي المواقف المسبب لنوبات القلق، مثلاً الأشخاص الذين يخافون من الأماكن المغلقة يمكن أن يتجنبوا التواجد في مثل هذه الأماكن لعدم الإصابة بنوبات القلق.

يُمكن استخدام عدد من الأدوية لعلاج القلق والاكتئاب، ومن هذه الأدوية نذكر، ومن الأفضل أخذ أدوية الاكتئاب من خلال وصفة طبية.

ممارسة الرياضة من الأشياء الأساسية التي تساعد على علاج الاكتئاب أو القلق بشكل كبير، كما أنها تعمل على تعزيز الثقة بالنفس والتقليل من تأثير الضغوطات والمخاوف التي تواجه الإنسان.

يجب أن يحرص المحيطون بالمريض على الدعم المعنوي والنفسي لمريض الاكتئاب أو القلق، والحرص على الاهتمام به ومساعدته على تخطي هذه المرحلة الصعبة التي يمر بها.

ملاحظة: تجدر الإشارة إلى أنّ، وفي الكثير من الأحيان، من الممكن أن يُعاني الشخص من كلا المرضين في آن واحد، فقد يظهر القلق أحياناً كعارض من أعراض الاكتئاب، وقد يشعر الشخص بأعراض الاكتئاب بسبب معاناته من القلق. من هنا، عندما تشعرين بعدم راحة نفسية، تبقى الطريقة الأفضل لتشخيص حالتكِ هي زيارة الطبيب المختص.