قائمة المحتويات
نمرّ جميعنا بتقلّبات مزاجيّة بين الحين والآخر بحسب الظروف التي نعيشها، فنشعر أحياناً بالسعادة في الأوقات الجميلة، وبالحزن في فترات الشدة، وهذا أمر طبيعيّ. لكن، هناك بعض الأشخاص الذين يعانون من تقلبات مزاجية بصورة متكررة وهذا ما يُسمى باضطراب ثاني القطب. من الممكن أن تؤثر التقلبات المزاجية على النوم، والطاقة، والنشاط، والقدرة على اتخاذ القرارات، والسلوك والقدرة على التفكير بوضوح. على الرغم من أن اضطراب ثنائي القطب يمثل حالة مزمنة مدى الحياة، إلاّ أنّه من الممكن السيطرة على التقلبات المزاجية وغيرها من الأعراض من خلال اتّباع تلّقي العلاج. أكملي قراءة المقال لكي تتعرفي أكثر على ما هو اضطراب ثنائي القطب، أعراضه، أنواعه، أسبابه وطرق علاجه.
ما هو اضطراب ثنائي القطب؟
اضطراب ثنائي القطب هو عبارة عن حالة صحية عقلية تتسبب تقلبات مزاجية مفرطة، تُعرف هذه الحالة علميّاً باسم Bipolar Disorder. تحدث هذه الحالة بسبب مشاكل في الدماغ ينتج عنها تأرجح في المزاج ما بين:
- مزاج مرتفع جدّاً، وهو حالة من الهوس الخفيف أو الهوس الشديد يشعر فيها المريض بالابتهاج، أو الامتلاء بالطاقة أو سرعة الغضب على نحو غير معتاد.
- مزاج منخفض جدّاً، وهو حالة من الاكتئاب يشعر فيها المريض بالحزن أو اليأس وفقدان الاهتمام أو الاستمتاع بمعظم الأنشطة.
- كما يمر المريض أيضاً ببعض الفترات من المزاج الطبيعي.
أعراض اضطراب ثنائي القطب
كما ذكرنا سابقاً، يمر المريض المصاب بالاضطراب ثنائي القطب بنوبات من الاكتئاب ونوبات من الهوس، وقد يمرّ أحياناً بفترات من الاكتئاب والهوس معاً التي تُعرف بالحالة المختلطة حيث يشعر المريض بفرط النشاط مع مزاج مكتئب. سنعدد لكِ فيما يلي الأعراض التي تظهر على الشخص المصاب في كلتا الحالتين المزاجيتين.
1- الأعراض خلال مرحلة الاكتئاب
- الشعور بالحزن، واليأس أو الانفعال معظم الوقت.
- نقص الطاقة وصعوبة في التركيز وتذكر الأشياء.
- الشعور بالفراغ وفقدان الاهتمام في الأنشطة اليومية.
- الشعور بالذنب واليأس.
- الشعور بالتشاؤم حول كل شيء.
- عدم الثقة بالنفس.
- الشعور بالهلوسة والتفكير المضطرب أو غير المنطقي.
- فقدان الشهية.
- صعوبة النوم.
- الاستيقاظ المبكر.
- أفكار انتحارية.
2- الأعراض خلال مرحلة الهوس
- الشعور بالسعادة الشديدة.
- التحدث بسرعة كبيرة.
- الشعور بطاقة كبيرة.
- الشعور بأهمية الذات.
- شعور مليء بالأفكار الجديدة العظيمة والخطط المهمة.
- الهلوسة والتفكير المضطرب أو غير منطقي.
- عدم الشعور بالحاجة إلى النوم والأكل.
أنواع اضطراب ثنائي القطب
1- اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول
هذا النوع من الاضطراب يتميز بنوبات الهوس التي تستمر لمدة سبعة أيام على الأقل، وفي بعض الأحيان قد يحتاج المصاب بهذا النوع إلى البقاء في المستشفى، وتعرف نوبات الهوس بأنها تلك الحالات التي تسبب ارتفاع في الحالة النفسية والطاقة لدى المريض. قد يصاب المريض أيضاً بنوبات من الاكتئاب تستمر لمدة أسبوعين تقريباً، وفي حالات أخرى قد يعاني المصاب من مزيج بين نوبات الهوس والاكتئاب.
2- اضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني
يمتاز هذا النوع بنوبات من الاكتئاب والهوس الطفيف أو الخفيف. من اسمها، تكون حالة الهوس الطفيف أقل حدة من حالة الهوس التي تصيب الأشخاص الذين يعانون من النوع الأول من اضطراب ثنائي القطب.
3- اضطراب دوروية المزاج
يمتاز اضطراب دوروية المزاج بنوبات من الهوس الخفيف والاكتئاب والتي تدوم لمدة سنتين على الأقل، وفي حال كان المصاب مراهق أو طفل فإن هذه النوبات تستمر لسنة واحدة تقريباً.
4- أنواع اضطراب ثنائي القطب الأخرى
في بعض الأحيان قد يعاني المصاب من أعراض لا تندرج تحت أي نوع من الأنواع سابقة الذكر، وتُعرف حينها بأنها أنواع أخرى من الاضطراب.
أسباب اضطراب ثنائي القطب
لا يزال السبب الدقيق وراء الإصابة باضطراب ثنائي القطب غير معروف، ولكن يُعتقد أن هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من احتماليّة إصابة الفرد بهذا الاضطراب، وتشمل:
- اختلال التوازن الكيميائي في الدماغ لمستويات الناقلات العصبية، وهي مواد كيميائية مسؤولة عن التحكم في وظائف الدماغ مثل: النورادرينالين، والسيروتونين، والدوبامين.
- العوامل الوراثية إذ يُعتبر اضطراب ثنائي القطب أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى مصابون بهذا المرض مثل الأشقاء أو الوالدين. ويحاول الباحثون العثور على الجينات التي تسبب الإصابة باضطراب ثنائي القطب.
- الإجهاد النفسي الشديد، غالباً ما تؤدي الظروف أو المواقف المجهدة إلى ظهور أعراض اضطراب ثنائي القطب.
- المشاكل الشديدة في الحياة اليومية، مثل: المشاكل الماديّة، أو المشاكل في العمل، أو في العلاقات الشخصيّة.
- الأحداث المؤثرة في الحياة، مثل: وفاة أحد المقربين.
- اضطرابات النوم.
- الإفراط في تناول المخدرات أو الكحول.
طرق علاج اضطراب ثنائي القطب
يهدف علاج اضطراب ثنائي القطب إلى تقليل شدة وعدد نوبات الاكتئاب والهوس لتوفير حياة طبيعية للمصاب قدر الإمكان، وإذا لم يتم علاج الشخص يمكن أن تستمر نوبات الهوس المرتبطة بالاضطراب ثنائي القطب لمدة تتراوح ما بين 3 و6 أشهر. لا تؤثر النوبات المزاجيّة على الشخص المصاب فحسب، بل تؤثر أيضاً على الأشخاص المحيطين به أيضاً. من هنا، في حال كنتِ تلاحظين أن شخص ما من حولكِ يعاني من هذه الأعراض فيمكنكِ إرشاده إلى استشارة طبيب نفسي لكي يتلقى العلاج اللازم. قد يصف الطبيب له إحدى العلاجات التالية:
- أدوية لمنع نوبات الهوس والاكتئاب، وتُعرف هذه باسم مثبتات الحالة المزاجية.
- أدوية لعلاج الأعراض الرئيسة للاكتئاب والهوس عند حدوثها.
- المعالجة النفسية للتعرف على مسببات وعلامات نوبة الاكتئاب أو الهوس.
- المعالجة النفسية التي تساعد على التعامل مع الاكتئاب، وتقديم المشورة بشأن كيفية تحسين العلاقات مع الآخرين.
- اتباع نمط حياة صحي يشمل: ممارسة الرياضة بانتظام، الحصول على قسط كافٍ من النوم، اتّباع نمط غذائي صحي، مراقبة الحالة المزاجية، الحد من التوتر، إحاطة النفس بأشخاص داعمين.
ملاحظة: مع الالتزام بالعلاج ومهارات التعايش الصحية والدعم القوي يمكن إدارة الأعراض، وتمكين الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب من التحسّن، وعيش حياة طبيعية.
المعلومات الواردة في هذا المقال ليست كافية وحدها لتشخيص المرض/الحالة، استشيري دائماً الطبيب