13 إشارة تؤكّد أنّكِ تتعرّضين لنوبة هلع. معالجة نفسية تخبركِ كل التفاصيل

في لحظةٍ، يمكن للهدوء الذي يسيطر على حياتنا أن يتحوّل فجأة إلى مشاعر قلق وعدم الراحة... ربما هي نوبات الهلع. تظهر فجأة، من دون سابق إنذار، وقد تأخذنا في رحلة غير متوقّعة إلى عالم أسود غير يتضارب معه مشاعر غير مفهومة. كثيرة هي المرات التي نتساءل فيها إذ كنّا نمر بهذا النوع من الحالات أم لا، فعوارضها شبيهة بالنوبات القلبية، فكيف نتأكّد من الفرق بينهما؟ انطلاقاً من هنا، ستكشف لكِ المعالجة النفسية فاتنه الدويري كلّ التفاصيل المتعلّقة بنوبات الهلع؛ بدءً من أسبابها، مروراً بعوارضها وصولاً إلى كيفية التعامل معها وغيرها الكثير.

هذه كانت أجوبة المعالجة النفسية فاتنه الدويري...

نوبة الهلع هي نوبة مفاجئة من الخوف الشديد الذي يؤدّي إلى ردود فعل جسدية شديدة، عندما لا يكون هناك خطر حقيقي أو سبب واضح. كذلك يمكن أن تكون هذه النوبات مخيفة للغاية، وقد تأتي في أي وقت كان، مثلاً عند قيادة السيارة، أثناء النوم أو حتى في منتصف اجتماع عمل.

كما هو الحال مع معظم حالات الصحة العقلية، تشير الأبحاث إلى أن هناك عدداً من العوامل التي يمكن أن تزيد من قابلية الفرد للإصابة بنوبات الهلع، ويمكن أن يختلف تأثير هذه العوامل من شخص إلى آخر. قد تشمل الأسباب النفسية لنوبات الهلع ما يلي:

-اضطراب ما بعد الصدمة، قلق، اكتئاب.

-تدنّي في مستوى تقدير الذات.

-الرهاب، قد يتعرّض الأشخاص لنوبات هلع كنتيجة مباشرة للتعرّض لجسم أو موقف رهابي.

-انخراط في أسلوب سلبي من التواصل أو التفاعل مع الآخرين.

-تجنّب المواقف أو البيئات المثيرة للذعر، والحديث الذاتي السلبي/القلق، والمشاعر المكبوتة.

مصدر الصورة: istock

لنوبات الهلع العديد من الإختلافات، لكن الأعراض عادةً ما تصل إلى ذروتها خلال دقائق. ومن أعراضها:

-الخوف من فقدان السيطرة

-زيادة في معدّل ضربات القلب

-التعرّق

-الرجفان

-ضيق في التنفس

-قشعريرة

-غثيان

-تشنّجات في مختلف مناطق الجسم

-ألم صدر

-صداع

-الدوخة أو الإغماء

-الخدر أو الإحساس بالوخز

-الإنفصال عن الواقع

في دقيقة واحدة يكون الشخص بخير، وفي الدقيقة التالية يكون في حالة ذعر تام، يشعر بالخوف والقلق بشكل مفاجئ. ماذا يحدث هنا؟ إنّها استجابة الجسم للقتال أو الطيران، حيث يتمّ إطلاق الهرمونات، يتسارع التنفّس ويرتفع مستوى السكر في الدم.

غالباً ما تصل نوبة الهلع إلى ذروتها في غضون دقائق قبل أن تبدأ الأعراض في التراجع. بعد فترة معيّنة من الوقت، قد يدرك الشخص أن ما من شيء خطير يحدث. نوبة الهلع هي استجابة الجسم لبعض التهديدات المحسوسة، وإن كانت قد لا تكون واضحة بسهولة.

تستمر مدة نوبة الهلع، بضع دقائق إلى نصف ساعة.

ليس هنالك سبب واضح عن كثرة نوبات الهلع. لكن يلعب العقل والجهاز العصبي أدواراً رئيسية في كيفية إدراك الخوف والقلق والتعامل معه. كذلك التاريخ العائلي، والظروف الصحية النفسية تلعب دوراً في زيادتها.

قد يكون من المخيف رؤية شخص ما يعاني من نوبة الهلع، وتذكّر أن الكثير من الناس يشعرون بالحرج إذا أصيبوا بنوبة هلع. لذلك ذكّريهم أنّ ما من شيء يدعو إلى الإحراج، لكن طبعاً يجب اتّخاذ بعض الخطوات لمنع حدوث نوبات الهلع في المستقبل.

قد تلاحظين احمرار وجه الشخص، وقد يبدأ يشعر أيضاً بالغثيان، تغيّر تنفّسه، الشعور بالخدران وارتعاش الجسد. طبعاً على الرغم من وجود علامات جسدية يمكن البحث عنها، فإن الكثير ممّا سيختبره الشخص يكون داخلياً وغير مرئي في بعض الحالات، وقد لا تكون هناك علامات خارجية على الإطلاق. من هنا يمكن تقديم بعض كلمات الدعم، التحقّق بلطف، والسؤال عمّا إذا كان بإمكان الشخص وصف ما يمرّ به، لتتمكّني من معرفة ما إذا كان يعاني من نوبة هلع أم لا.

إذا كان شخص ما يعاني من نوبة الهلع، من المهمّ اتّباع هذه الخطوات التالية:

-المحافظة على هدوئكِ، فخوفكِ يؤدّي الى تفاقم نوبة الهلع.

-مساعدة الشخص الآخر على التنفّس المنتظم والبطيء.

-تشجيعه على التركيز على شيء آخر، لا على النوبة نفسها.

-القيام بنفس الخطوات التي تطلبينها من الشخص الذي يمرّ بنوبة هلع، فهذا يساعد على إعطاء مساحة الأمان له، حتى يتّبع الخطوات أيضاً.

-عند انتهاء النوبة، اطلبي المساعده الطبية لتتأكّدي من صحة الشخص.

مصدر الصورة: istock

طبعاً تكون طريقة التعامل هي نفسها سواء كان شخص مقرّب أو غريب.

أحياناً لا يمكن تفادي نوبة الهلع، ولكن من الممكن التقليل من حدوثها. لم يجد الخبراء طريقة للوقاية الكاملة من نوبات الهلع، ولكن في حال كنتِ تعتقدين بأنكِ عرضة لها، فيمكنكِ اتخاذ خطوات للمساعدة في حماية نفسكِ.

طبعاً هنالك فرق بين نوبة الهلع والنوبة القلبية، اكتشفيها: نوبات الهلع يمكن أن تحدث في أي وقت، بما في ذلك أثناء الراحة أو النوم. جنباً إلى جنب مع الأعراض الأخرى، قد تواجه الإهتزاز، الارتعاش أو الضعف. تستمرّ أعراض نوبة الهلع عادةً لبضع دقائق إلى حوالي ساعة. تختفي الأعراض من تلقاء نفسها مع مرور الوقت، وتشعر بالتحسّن بعد ذلك. لا تتطلب نوبات الهلع رعاية طارئة، ولكن لا ينبغي تجاهل الأعراض.

النوبة القلبية على عكس نوبات الهلع، تحدث عادةً بعد مجهود بدني أو تمرين شاق. ألم الصدر الناتج عن نوبة قلبية يكون شديداً، ولا يبقى دائماً في صدركِ، بل قد ينتشر إلى ذراعكِ أو رقبتكِ أو فككِ. قد ينحسر الألم ويتدفّق، لكنّه لا يختفي. من المرجح أن تكون أعراضكِ ناجمة عن نوبة قلبية في حال كان لديكِ تاريخ من آلام الصدر أو أمراض القلب الأخرى. إذا كنتِ تعتقدين بأنّكِ قد تصابين بنوبة قلبية، فلا تنتظري لطلب المساعدة، إذا النوبات القلبية تتطلّب عناية طبية فورية.

مصدر الصورة: istock

نوبات الهلع هي مشاعر مفاجئة ومكثّفة من الخوف تسبّب أعراضاً جسدية مثل تسارع ضربات القلب والتنفّس السريع والتعرّق. يصاب بعض الأشخاص الذين يعانون من نوبات الهلع باضطراب الهلع، وهو نوع من اضطراب القلق. من هنا اضطراب الهلع يمكن أن نعتبره مرض نفسي قادم من نوبات الهلع المتكرّرة.

تختلف من شخص إلى آخر، لكن يمكن أن يساعد العلاج الناجح أيضاً في التغلّب على المخاوف من المواقف التي تتجنّبها بسبب نوبات الهلع. قد تستغرق رؤية نتائج العلاج وقتاً وجهداً، وقد تبدأ في رؤية انخفاض أعراض نوبة الهلع في غضون أسابيع عدّة، وغالباً ما تنخفض الأعراض بشكل ملحوظ أو تختفي في غضون أشهر عدّة. يعاني العديد من الأشخاص من نوبة هلع واحدة أو اثنتين فقط في حياتهم، وتختفي المشكلة، ربما عندما ينتهي الموقف المجهد.