ما زلتُ أتذكّر تماماً ما حصل مع صديقتي بعد أن تركها حبيبها منذ 3 سنوات:
- لم تتوقّف عن البكاء
- استسلمت للحزن الشديد
- تراجعت ثقتها بنفسها
- بدأت تلوم نفسها
- أحبّت الوحدة
- لم تعد تثق بالناس وخصوصاً الرجال
نسيانه لم يكن سهلاً على صديقتي، فهو كان حبّها الأوّل! منذ أن انفصلا، وهي تنتظر منه رسالة صباحية: Good Morning، لكنّها لم تتلقّاها. كانت يومياً ومن دون أيّة مبالغة، تراقبه عبر مواقع التواصل الإجتماعي، فيزداد حزنها أكثر فأكثر. لم تعد تحبّ الخروج والإستمتاع بوقتها، توقّفت عن ممارسة هواياتها وفضّلت الوحدة كانت تتّصل بي كلّما اشتاقت إليه، وتلوم نفسها وتشعر بالذنب على خطأ لم تقترفه. لن أكذب عليكنّ، كنتُ أغضب منها وأحزن عليها في الوقت عينه، لكنّني كنتُ أحافظ على هدوئي وأحاول أن أسترجع صديقتي المرحة والواثقة بنفسها من خلال تطبيق "قواعد نسيان الحبيب".
- القاعدة رقم 1: طلبتُ منها أن تحذف رقمه من على هاتفها وأن تلغي متابعته على مواقع التواصل الإجتماعي.
- القاعدة رقم 2: أجبرتها على أن تعود لممارسة هوايتها المفضّلة: الرقص (نعم حرفياً أجبرتها).
- القاعدة رقم 3: شجّعتها على المشاركة في دورات تدريبية في المجال المفضّل لديها.
- القاعدة رقم 4: ذكّرتها بأنّه من الضروريّ أن تعود وتهتمّ بجمالها الخارجي والداخلي على حد سواء.
طبعاً تطبيق هذه القواعد لم يحصل في ليلة وضحاها! كانت مرحلة صعبة فعلاً عليّ وعلى صديقتي، خصوصاً بعدما عاد حبيبها السابق يبعث لها الرسائل أكان يجدر بي أن أقول لها أن تلجأ إلى البلوك بدلاً من حذف رقمه؟
بعد سنة من الإنفصال، أرسل لها رسالة نصية على الواتساب: "اشتقتُ إليكِ، أيمكن أن أراكِ. سأعود إلى بيروت يوم السبت، أنلتقي؟" ما زلتُ أتذكّر ملامح وجه صديقتي الممزوجة ما بين: الفرح، الأمل، الألم والعتاب. طلبتُ منها أن تلتقي به وأن تعبّر عن مشاعرها الغاضبة، حتى تتمكّن من مصالحة نفسها! رفضت بدايةً، لأنّها كانت تعلم أنّها ستكون ضعيفة أمامه وستقتنع بتبريراته، لكنّني أصرّيتُ على موقفي. لم أكن أريدها أن تبقى عالقة في دوامة حبّه وأن تنكسر أمامه، بل أردتها أن تواجهه وتخرج عن صمتها ولو لمرّة واحدة، فبالنسبة لي التجاهل ليس دائماً الحلّ الوحيد للمشاكل (لن أكذب عليكنّ، شعرتُ بالتردّد قليلاً حيال هذه الخطوة لكنّني لم أخبرها بذلك حتى الآن).
بعد أن التقت صديقتي بحبيبها السابق، اتّصلت بي وهي تبكي، فلم يكن سهلاً عليها أن تعبّر عن مشاعرها الحقيقية وتغادر. أتذكّر بأنّني قلت لها حينها:"لا بأس إبكِ الآن، كلّ شيء سيكون على ما يرام في ما بعد".
لم أتوقّف عن مراسلتها يومياً، وكنتُ أراها 4 مرّات في الأسبوع أو أكثر، إذ كنتُ على يقين أنّها بحاجة إلى دعم معنويّ لتتخطّى كلّ ما مرّت به. كنتُ أحرص على أن أخصّص لها الكثير من الوقت، كنّا نخرج إلى أماكن طبيعية في أغلب الوقت للإسترخاء والإبتعاد عن فوضى الحياة. كما أهديتها في عيدها الـ27، جلسة مساج للجسم، للتخفيف من توترها ولو لبضع ساعات. كذلك كنتُ أحرص على أن نتبادل الأحاديث المرحة والمضحكة أكثر، طبعاً هذا لا يعني أنّها لم تكن تذكر حبيبها السابق في بعد الأحيان، لكنّها لم تعد تتحدّث عنه باشتياق، بل أصبحت على يقين أنّها لم تخطىء في أي شيء طيلة علاقتهما.
أيضاً رحتُ أبعث لها رسائل تشجيعية تذكّرها دائماً بأنّها امرأة جميلة، ناجحة، ذكية، قوية، مرحة، وأنّها لا تحتاج لرجل لتكون "امرأة كاملة". كلّما قرأت هذه الكلمات الجميلة، كلّما كانت تشعر بأمل (هذا ما قالته لي في أحد الأيّام). عدتُ وذكّرتها بتطبيق "قواعد نسيان الحبيب" من جديد لأنّني كنتُ واثقة أن هذا الأمر سيحفّزها أكثر للمضي قدماً وستستعيد عافيتها مجدّداً حتى ولو بعد فترة طويلة.
بعد 3 سنوات من الألم، هي الآن بألف خير! بدأت عمل جديد، استعادت ثقتها بنفسها، باتت تنتهز أيّة فرصة لتصقل مهاراتها. وهي الآن أصبحت تقدّر نفسها وتحبّها أكثر. أمّا أنا، فبكلّ بساطة سعيدة من أجلها!