في العمل أو داخل الأسرة، التوترات متعددة ومسببات الغصب متواجدة في كل مكان. وأمام هذه العواطف القوية ومشاعر الغضب والألم النفسي، نكون أمام خياران: إما كبت ذلك الغضب بداخلنا أو البحث عن طريقة للتنفيس عنه واستعادة الهدوء والسلام الداخلي. فماذا لو قلنا لك أن هناك بعض الآراء التي تشّجع على تجربة الصراخ للقضاء على الضغوطات السلبية التي تواجهينها في يومياتك والتخلص من الألم النفسي ومشاعر الغضب وأحياناً الاكتئاب. فما صحة العلاج بالصراخ؟ تابعوا قراءة المقال لنتعرف سوياً عن الآراء خلف تلك النظرية.
قائمة المحتويات
ما هو العلاج بالصراخ؟
العلاج بالصراخ هو عبارة عن محاولة للتعبير بأعلى صوت وهو وسيلة طبيعية وبديهية لإطلاق المشاعر. ووفقًا للخبراء، فإن العلاج بالصراخ يمنح الفرد طريقة للتخلص من الغضب والإحباط أو التخلص من بوادر مشاعر القلق والطاقة السلبية.
فوائد العلاج بالصراخ
بالنسبة لمؤيدي هذا العلاج، يعمل العلاج بالصراخ من خلال ربط المشاعر السلبية مثل الشعور بالتوتر أو القلق أو الإحباط، حيث أن خلال الصراخ يتم تفعيل الجهاز العصبي الودي إلى أقصى الحدود، وعندما يبدأ نشاط الجهاز بالانخفاض، فذلك يمنح الفرد الشعور بالاسترخاء. إلى جانب هذه الصورة، فإن الصرخة تخلق تفاعلًا كيميائياً جسدياً مشابهاً لما نشعر به عند ممارسة الرياضة، وتؤدي إلى إفراز هرمونين: الدوبامين، وهرمون المتعة والإندورفين، وهرمونات الرفاهية وبالتالي التقليل من الإجهاد وزيادة الشعور الإيجابي في الجسم.
كل ما عليكِ معرفته حول يوغا الضحك
أسلوب علاجي قديم
إن العلاج بالصراخ للتخلص من الإحباط ليس اتجاهاً مبتكراً في العالم المعاصر، بل بدأ في أوائل السبعينيات، ويعتمد على كتاب يسمى الصرخة الأولية، والذي قام بتأليفه المعالج النفسي آرثر جانوف، حيث إن في هذا الكتاب ذكر جانوف أن اضطراب الأعصاب عادة ما ينجم عن كبت الألم الذي يحدث نتيجة صدمات الطفولة، وأن هذا الألم برد فعل عاطفي بسيط ألا وهو الصراخ.
ضوابط أساسية للعلاج بالصراخ
لا ينصح الخبراء بممارسة العلاج بالصراخ بدون إشراف طبيب نفساني ذي خبرة لإرشاده جلسات العلاج. ومن الضروري اختيار الهدف لصب جام غضبنا، لأنه إذا صرخنا على الأقارب والأصدقاء أو الزملاء أو حتى الغرباء، فإننا لن نحل مشاكلنا، بل على العكس ستسوء الأمور أكثر. لذلك، يجب ألا يكون صراخنا موجهاً نحو شخص معين وإنما يقتصر الأمر على ممارسة ذاتية والصراخ عندما نكون بمفردنا في البيت أو في الحديقة بحيث لا نشكلّ أي خطورة على الآخرين وبغرض تحسين الحالة النفسية.
هل الصراخ علاج مضمون؟
وفقاً لبعض علماء النفس، من الممكن أن يساهم الصراخ بالتقليل من الضغط النفسي، إلا أن هناك طرقاً أخرى أقل شدة للتعامل مع التوترات والإجهاد كما أنه لا ينصح بالصراخ كعلاج طويل الأمد. حيث أن التحفيز طويل الأمد للجهاز العصبي الودي يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة طويلة الأمد، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم، والقلق، والاكتئاب، وارتفاع الكوليسترول، والأرق.
إضافة إلى أنه إلى الآن لا يوجد أي دليل علمي يدعم اللجوء إلى الصراخ كوسيلة للعلاج، وبالتالي يمكن اعتباره علاجاً محتملاً، ولكن بنفس الوقت يجب الحرص على عدم اعتباره علاجاً مؤكداً والاعتماد عليه كلياً.