الحياة مراحل! منها الجميل ومنها الحزين! لا نستطيع التحكّم بمعظم أحداثها، لكنّنا نستطيع التحكّم بالطرق التي نتعامل بها مع هذه الأحداث، نستطيع قيادة الحقبة التي نمرّ بها، عنونتها ووضع أهدافها: In My … Era! فريق "جمالكِ" ملأ الفراغ في هذه الجملة. وأنتِ؟
In My "Healthy Girl" Era
في السنوات الأخيرة، شعرتُ وكأنّني غارقةٌ في عاداتٍ جعلتني أشعر بانفصالٍ عن ذاتي الحقيقيّة. لذا، اتخذتُ قراراً! حان الوقت لاستعادة عافيتي والتمتّع بذلك الشعور الجيّد والمريح عبر الالتزام بخطواتٍ بسيطة إنّما تأثيرها كبير. بدأتُ بإعطاء الأولويّة للنوم، ووجدتُ السعادة في اليوغا الهوائيّة، التنس والبادل. جزءٌ كبيرٌ من هذه المرحلة هو تخصيص الوقت لنفسي والاستمتاع بصحبتي. العلاج النفسيّ كان أداةً قويّةً أيضاً، ساعدتني في كسر العادات القديمة وبناء أخرى جديدة وصحّية، وإعادة الاتصال بنفسي. أدركتُ أنّ العافية ليست مجرّد حلول سريعة، بل هي خلق أسلوب حياة يغذّيني داخليّاً وخارجيّاً.
In My "Body Positivity" Era
لياقتي البدنيّة، الالتزام بتمارينٍ منتظمة، أن أبدو كما أريد في الصور... هدفي الرئيسيّ في هذه الفترة هو أن أرى الشخص الذي لطالما أردتُ رؤيته في المرآة! أعلم أنّ الأمر قد يبدو سطحيّاً بعض الشيء، لكنّ الرحلة للوصول إلى هذا الهدف كانت واحدة من أكثر التجارب التي مررت بها قيمةً. بعد تجربة انفصال، أردتُ توجيه تركيزي نحو أمرٍ آخر، ومن دون أن أعرف، انصبّ هذا التركيز على نفسي! خطوة تلو الأخرى، بدأتُ أركّز على الاستمتاع بالمُتع البسيطة، على أن أبدو جذّاباً بنظري، أن أشعر بالثقة، وأن أعانق الحريّة التي تأتي مع احتضان ذاتي الجديدة. كنتُ سابقاً أشعر بالخجل من جسمي، ولكن الآن أصبحتُ واثقاً بما يكفي للاحتفال بذاتي. ما بدأ كهدفٍ سطحيّ، انتهى بأن يكون ليس مجرّد "عصر الإيجابيّة الجسديّة"، بل عصراً جديداً تماماً بالنسبة لي، "عصر John".
In My "I Don’t Know How, But I Will" Era
أجدُ نفسي اليوم في مرحلةٍ فريدةٍ من حياتي، حيث لا شيء مؤكّد، وحتماً لا أملكُ إجاباتٍ عن كلّ الأسئلة. لكن، هل تصدّقيني إن قلتُ لكِ إنّ هذا الأمر ليس بمشكلة؟ ما يهمّ هو أنّني أمضي قُدماً في جميع الأحوال، مهما حدث، بكلّ سلامٍ وهدوء. أختارُ دائماً الثقة بحدسي والقناعة بأنّني سأجد طريقي. لستُ مُجبرةً على معرفة الإجابات الصحيحة لكلّ شيء. أنا في حقبة "لا أعرف كيف سأفعلها، لكنّني سأنجح". أخطو نحو المستقبل بأملٍ وثقة، وعلى استعدادٍ لمواجهة ما سيأتي.
In My "Makeup-Free" Era
ما تضعينه في جسمكِ وعقلكِ، هو بأهمّية ما تضعينه على جسمكِ وبشرتكِ. أصبح هذا مبدئي منذ أصبحتُ أمّاً، وأزهرت مع أمومتي شخصيّتي وثقتي بنفسي! أنا اليوم في حقبة خالية من المكياج! لم أكن أستخدم المكياج الثقيل من قبل، لكنّني اعتدتُ على استخدام الكونسيلر، الماسكارا وأحمر الخدود يوميّاً، وكنتُ أشعر أنّ إطلالتي لا تكتمل من دونها. اليوم، أحبّ إبراز ملامحي الطبيعيّة: النمش، الحاجبين الكثيفين، وحتى رموشي التي أصبحت أقوى وأكثر امتلاءً بعد توقّفي عن وضع الماسكارا يوميّاً. أهتمّ ببشرتي بشكلٍ منتظم، أشرب المياه، أختار الدهون الصحيّة، أقرأ وأستمع للموسيقى، أبتسم وأضحك... اكتشفت أنّ هذه الأمور هي أجمل مكياج! هناك توهّجٌ فريدٌ يأتي من الشعور بالرضا عن نفسكِ كما أنتِ، وأنا أستمتعُ بكلّ لحظةٍ من هذه الحقبة.
In My "Farah" Era
أنا والفرح قصّة عمرٍ لأنّني أحمل اسمه! لكنّني لا أعتقد أنّني لمستُ المعنى الحقيقيّ لهذه الكلمة في الماضي! لطالما ظننتُ أنّ الفرح لحظاتٍ من السعادة وتحقيق الأهداف وبناء حياة جميلة... لم يكن اعتقادي خاطئاً، لكنّه كان سطحيّاً يشبه تمثيل دورٍ سعيد في فيلم أو قصّة. اليوم، بعد أن اتّخذتُ قرار العلاج النفسيّ، ووضع صحّتي النفسيّة أوّلاً والإصغاء لنفسي، أستطيع التأكيد أنّ الفرح ليس عناوين كبيرة وإنجازات. الفرح موجودٌ في أصغر التفاصيل... في فنجان قهوة صباحيّ وصوت الهدوء، في صوت موج البحر، في حبّ ذاتي من جديد، في الاتصال بما في داخلي والاحتفال بنفسي، هو أن أكون موجودة في الوقت الحاضر... هو ما ينبع من الداخل. إن سألتموني اليوم ما معنى الفرح، سأجيب بقلبٍ ممتلئ: "أنا نفسي، فرح".
In My "Blooming" Era
رحلتي نحو النموّ الشخصيّ بطيئة بسبب مواجهة القلق الشديد، ولكنّها غنيّة للغاية. الانتقال من حالة الركود التي كنتُ أعيشها إلى وظيفةٍ في "جمالكِ" كان بمثابة تغييرٍ جذريّ، ساعدني على إدراك إمكانيّاتي. تحوّل تركيزي إلى العناية الذاتيّة، التواصل الواعي مع ذاتي والتوازن العاطفيّ. عندما يقول لي الناس: "طاقتكَ مذهلة، تبدو متوازناً ومسترخياً جداً"، أعلم أنّني على الطريق الصحيح. اعتناق فلسفة وضع صحّتي العقليّة أوّلاً كان أمراً حاسماً. في هذه المرحلة، أنا لا أعيش فقط، بل أزدهر مع كلّ يومٍ يمضي.